خارج قراءات المحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجن المتعلقة بتشخيص أسباب الأزمات والمشاكل الأمنية، هناك من ينظر الى الدول المدرجة ضمن تصنيف العالم الثالث من زاوية اخرى فوجود مكبات النفايات في شوارع العاصمة ، يعني ان تلك الدولة قذرة ، يعاني شعبها مشاكل صحية ، الامراض منتشرة ، والمستشفيات ميدان واسع لنشاط القطط تشارك الراقدين في الردهات طعامهم ، في هذه الدول تكون تصريحات المسؤولين اكثر من افعالهم ، نخبها السياسية منشغلة بصراع توسيع نفوذها في السلطة التنفيذية ، وبرلمانها يضم نجوم الفضائيات لحرصهم الشديد على الاطلالة اليومية عبر شاشات فضائيات احزابهم المدعومة من المال والرزق الحلال ومن تبرعات اعضاء وانصار التنظيم السياسي صاحب القاعدة الشعبية المليونية ، بحسب مزاعم زعماء وقياديين احتلوا المشهد العراقي وبجهودهم الجبارة "الكبارة " بحسب تعبير الاشقاء المصريين ، وصلت البلاد الى منزلق خطير .
هناك زاوية اخرى تنظر للدول فتشبهها بالنساء ، الدولة المستقرة سياسيا وامنيا ، الخالية من الازمات ، وقانونها يسري على الجميع وتمتلك مؤسسات رصينة ، تكون غنية وجذابة وذات قوام ممشوق يسر الناظرين ، تمتلك صداقات واسعة وسخرت ثرواتها بالعمران والبناء وتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية فاصبحت دولا مانحة ، وعلى فرضية تشبيه الدول بالنساء لاتوجد في المنطقة العربية الا باستثناءات قليلة جدا دولة ينطبق عليها الوصف ، فهي تعيش في اوضاع مزرية ، وتمتلك اللسان الطويل في توجيه الاتهامات ، وغالبا ما تعلق اسباب فشلها على شماعة المؤامرات الصهيونية ، وسرقة ثرواتها من الدول الاستعمارية .
دول المنطقة ونتيجة خوضها صراعات داخلية ، وحروبا اهلية ، استطاعت تحسين صورتها حين تخلصت من هيمنة الاستعمار وحصلت على استقلالها ، فاصبحت من دول العالم الثالث ، وفي سنوات اندلاع الحرب الباردة بين الحسناوات من دول العالم الكبرى ، اسست حركة عدم الانحياز ، لتكون بعيدة عن ساحة الصراع الدولي ، وبرحيل الزعماء رافضي الانحياز والدخول في محاور شرقية وغربية ، اضطربت المعادلة من جديد فعاد الاستعمار بشكل جديد من الشباك بعد ان خرج من الباب ورميت خلفه سبع حجارات ، عادت على رؤوس شعوب المنطقة بحروب اقليمية واخرى اهلية خلفت مشاكل مازالت تتفاقم في المنطقة ، تحتاج الى عدة سنوات ضوئية لترميم الخراب او العودة الى عصر تقاليد واعراف السلف الصالح بالتوجه الى الصحراء ، واستخدام البعران في عصر العولمة .
الدولة صاحبة الحظ والبخت مثل فتاة شابة ارتبطت برجل "خوش ادمي يخاف الله " فضمنت الاستقرار ، والسعادة وتكون قسمتها موضع حسد ، اما صاحبة القسمة السودة المصخمة فتظل تندب حظها وتشتم الاستعمار والصهيونية لارتباطها برجل دولة من الصنف السائد في المنطقة صاحب الماركة المسجلة الفريد من نوعه في العالم الثالث والمتخلف والمرحوم عدم الانحياز .
دولة "حظ وبخت "
[post-views]
نشر في: 2 مارس, 2015: 06:05 ص