اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صورة "Selfi" مع العبادي

صورة "Selfi" مع العبادي

نشر في: 2 مارس, 2015: 06:31 ص

عجيبة وغريبة أحوال الاعلام العربي، تصدرت صورة "الغندورة" احلام وهي بلا مكياج نشرات الاخبار ولاقت تفاعلا كبيرا من الفضائيات والصحف والمجلات الذي اصر اصحابها امس ان يجعلوا خبر معركة تكريت اخر اهتماماتهم.
وماذا عن المعركة مع داعش يا سادة؟.. لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يراد له ان لا يعرف أي سيوف يرد واي مفخخات يتقي، واي اعلام يواجه، لم نعد اكثر من اخبار منسية في سجلات وسائل الاعلام العربي التي طالما بشرتنا بان داعش على ابواب بغداد، وأن عدد قتلى الشهر الحالي أكثر من الشهر الماضي فالامر مجرد الاف والرقم في ارتفاع.. لا تقلقوا!
بالامس وانا اتابع جولة رئيس الوزراء حيدر العبادي في سامراء والتقاطه صور السيلفي مع مجموعة من الشباب، تذكرت مختار العصر الذي أمضى ثماني سنوات قابضاً على كرسي الحكم وهو يعلن للعالم نظرية جديدة خلاصتها: "ان الديموقراطية لا تعني التبادل السلمي للسلطة، الديموقراطية هي ان تعرفوا جيدا اننا اخذناها ولن نعطيها ثانية"، أرجو ألا يظن أحد أنني أحاول أن اعود في كل مرة الى سيرة "محرر العراق من الاميركان" ولا اريد ان اذكركم بالمجاميع التي كانت تهزج باسمه، واطمئنكم ان جعبتي لم تخل بعد من الحكايات، ولكنني ايها السادة أحاول القول إن لا شيء يحمي الدول من الخراب، سوى مسؤولين صادقين، في العمل وفي الاعتراف بالتقصير، في محبة الاخر.
ما أحوجنا اليوم الى مسؤول مثل حيدر العبادي يجعل من " السيلفي " صورة لعراق جديد يحاول الخروج دهاليز الظلام والنسيان ومن قرارات واجراءات اتخذها مسؤولون كانوا يعتقدون ان كراسي السلطة إرث الى ابد الدهر.
لا تحتاج الحوادث الكارثية التي حصلت خلال السنوات الماضية، الى ذكاء لكي نكتشف ان العراقيين دفعوا ثمن غياب الخير والأهم أنهم دفعوا ثمن غياب المسؤولية الوطنية، واعلاء شأن الطائفية والحزبية، وقد بدا ذلك واضحا في الطريقة التي تعامل بها البعض من مسؤولينا مع الأحداث الجسيمة.
لقد أخطأنا كثيرا حين سمحنا للمتطرفين سنة وشيعة بالسعي لحرق البلاد، واخطأ العديد من رجال الدين حين لم يتعاملوا بجدية مع الركام المخيف من مناخ التعصب الذي دفع البلاد الى محرقة داعش، واستفحلت ظاهرة سياسيي الطوائف التي أخذت تتفشى في قطاعات عريضة، الجانب الجوهري فيها هو كلما أصبحت طائفيا وعنصريا وهددت وقتلت وهجرت وشردت وصرخت وشتمت واستخدمت كل ما لا صلة له بالقانون يمكنك أن تنجح، والأخطر أن الناس قد تهابك وتخاف منك، هذه الظاهرة انتقلت من السياسيين إلى الشارع وبالعكس، وأصبحنا نرى برلمانيين ووزراء يستخدمون الورقة الطائفية لإقصاء خصومهم.
السيد العبادي صورتك وانت تتجول في شوارع سامراء نريدها ان تكون اجمل الصور التي تبشر بعصر جديد من التسامح والمحبة.. وتتوقع الناس منك أن تهزم خصومك السياسيين، أولا باحتضان الخصم، وبإقامة المصالحة، وبجعل العراق دولة للجميع وليست لحزب واحد أو رجل واحد.. وان لا يبني جداراً من الانتهازيين حول مقر رئاسة الوزراء.. عندها سنقرأ أفضل وأهم رواية عن انتصار العراقيين على عصابات داعش.
السيد العبادي.. الناس ملت من سياسيين لا يملكون شجاعة الموقف وسماحة والمشاعر. الناس تريد صورة زاهية لعراق لامكان فيه لمسؤولين يلهثون وراء الكراسي، لقد عشنا سنوات طويلة في بلاد يفترسها سياسيون ومسؤولون تعوزهم حاسة الصدق، وحاسة الضمير الوطني، ولا يهمهم تحت أي عنوان وفي أي صفحة تنشر اخبار هذه البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. الشمري فلروق

    الصديق العزيز ... تابعت يوم امس بفرح واهتمام حضور السيد العبادي الى مجلس النواب ولاحظت العلاقه الطيبه بين السيد رئيس المجلس والسيد رئيس الوزراء... كذلك حضور السيد العبادي الى البرلمان وهذه اول مرة يحضر فيها رئيس الوزراء الى مجلس النواب ...علما ان مخت

  2. الشمري فلروق

    الصديق العزيز ... تابعت يوم امس بفرح واهتمام حضور السيد العبادي الى مجلس النواب ولاحظت العلاقه الطيبه بين السيد رئيس المجلس والسيد رئيس الوزراء... كذلك حضور السيد العبادي الى البرلمان وهذه اول مرة يحضر فيها رئيس الوزراء الى مجلس النواب ...علما ان مخت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram