ضيّفت دار الثقافة والنشر الكردية بالتعاون مع لجنة المرأة الشاعر ابراهيم الخياط في ندوة حوارية بعنوان (حياة شرارة ـ خلدها الابداع) تضمنت مناقشة التجربة الثقافية للباحثة والأديبة الراحلة حياة شرارة مع تقديم شهادات ولمحات مهمة من سيرتها الذاتية لعدد من
ضيّفت دار الثقافة والنشر الكردية بالتعاون مع لجنة المرأة الشاعر ابراهيم الخياط في ندوة حوارية بعنوان (حياة شرارة ـ خلدها الابداع) تضمنت مناقشة التجربة الثقافية للباحثة والأديبة الراحلة حياة شرارة مع تقديم شهادات ولمحات مهمة من سيرتها الذاتية لعدد من الباحثين والنقاد. وذلك يوم الثلاثاء الماضي بإشراف فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة ومدير عام الدار. وذكرت مقدمة الجلسة الاعلامية جيان عقراوي أن الأديبة شرارة من مواليد النجف 1935 درست في جامعة بغداد، كرست حياتها للتأليف والترجمة، ونشرت العديد من المقالات والكتب منها: تأملات في الشعر الروسي وغريب في المدينة، ومذكرات صياد وعش النبلاء وتولستوي فناناً. كما اصدرت كتاباً مهماً عن حياة الشاعرة نازك الملائكة. وكتبت روايتين نشرت إحداهما بعد وفاتها تحت عنوان (إذا الأيام أغسقت). مبينة انها شخصية أدبية مميزة شكل انتاجها وسلوكها الاجتماعي وتوجهها الثقافي والعلمي ضد النزعة الظلامية من خلال رؤية منهجية واضحة حتى وفاتها عام 1997 في ظروف غامضة.
وفي كلمته ، وصف فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دار الثقافة والنشر الكردية المحتفى بها بـ (شرارة الحياة). وقال: نحن بحق امام امرأة من زمن التوهج الجميل، مناضلة وكاتبة وقاصة وروائية. مشيراً الى أنها ولدت في بيئة محافظة بمدينة النجف الاشرف لكنها تمردت على هذا التحفظ وانفتحت لاعتبارات عديدة تتعلق بوالدها وعائلتها وبالفكر اليساري الذي تبنته من دون خوف او وجل. وأوضح: ان نقطة الثقل في حياة شرارة كانت بتسليطها الاضواء على أحد اكثر الآداب شهرة وهو الأدب الروسي, وهذه نقطة ايجابية تحسب لها وان كان اخرون من العرب والكرد الدارسين في موسكو قد بحثوا في هذا المجال.
وفي محاضرته بين الشاعر ابراهيم الخياط ان ابداع المحتفى بها في مجال الكتابة الأدبية والرواية والقصة يشكل درساً للاجيال في العراق. وقال: لكنها دفعت الكثير من الضريبة التي فرضتها عليها الانظمة المتعاقبة في العهدين الملكي والجمهوري، مشيراً الى ان ما لاقته من اضطهاد وقمع لم يقف حائلاً في طريق ابداعها وحصولها على درجة علمية رفيعة، فقد نالت شهادة الدكتوراه، وتميزت بايجابية كونها تحدثت عن الاحلام والطبيعة من خلال ترجمتها للعديد من دواوين الشعر الروسي، ولم تتقاعس عن اداء واجباتها النضالية او العلمية.
وطالب الخياط في نهاية حديثه وزارات الداخلية والصحة والثقافة والتعليم العالي باعادة فتح التحقيق في قضية موتها وموت ابنتها مها واصابة زينب ابنتها الثانية، وبيان اذا ما كانت حياة شرارة قد انتحرت فعلاً بحسب رواية النظام المباد.
فيما دعا الناقد حسب الله يحيى من خلال مداخلته الى دراسة الجدلية بين القوى التنويرية التي ظهرت في محافظة النجف الاشرف فوجدت لها متنفسا وسميت بالقوى اليسارية وبين القوى المحافظة.
ووصف الكاتب حسين البياتي الراحلة حياة شرارة بانها الراهبة في صومعة الأدب والحياة الثائرة الصامتة.
فيما اشارت الشاعرة آمنة عبد العزيز الى ان النجف تعد مدينة للحياة والموت في الوقت ذاته، فهي التي جعلت الراحلة حياة شرارة تتأمل الاموات وتتعايش مع الاحياء من خلال رفضها للخضوع والخنوع.