سأعترف أني كنت من أشد المطالبين في جميع طروحاتي السابقة الى قيام الاتحاد بتفعيل اللجان التي يمكن أن تُسهم في دفع عجلة العمل التضامني نحو رحاب التطوير والتحديث من خلال تسهيل الاجراءات وتقديم الحلول التخصصية المقترنة بالرؤية العلمية التي تخدم الغاية التي أُنشئت من أجلها تلك اللجان.
ويمكن الوقوف على مدى نجاح تلك الخطوة على أُسس عــدة من أهمها كفاءة رئيس اللجنة والاعضاء واستقلالية عملهم وحيادية طروحاتهم واتباعهم سياقات دقيقة وواضحة تفرض على الآخرين احترام قراراتها بشقيها الاستشاري أو الملزم بالتنفيذ.
من الواضح أن اتحاد الكرة قد استجاب لفكرة الاعتماد على اللجان الفرعية للمساعدة في إدارة شؤونه وسعى الى وضع إطار رمزي لها لحدود التحرك ثم أتخمها بأسماء تمتلك حضوراً على الساحة الكروية تاريخاً وحاضراً وجمّلها بعنوان وظيفي مثل (اللجنة الفنية) و(لجنة المنتخبات) قبل ان يحمِّلها مسؤولية ادارة وتوجيه ما يوكل اليها من اعمال تلامس في أهميتها مستقبل الكرة العراقية وحضورها من جهة ، وتسترضي طموح وتوجهات الشارع الكروي من جهة اخرى، لكنه سحب بكل سلاسة وخبرة كل صلاحياتها الفعلية بعد ان رماها بمصطلح (الاستشارة الفنية) التي تنقلب عند أي إخفاق الى(مسؤولية اللجنة) وفي اوقات الانتصار الى حكمة وعبقرية أصحاب القرار الأخير الصادر من أعضاء الاتحاد.
ذلك الأسلوب الفــذ في الادارة الضبابية هي مَن جعلت الواجبات تدخل في مسالك غير واضحة اختلطت معها الرؤية وتعددت منافذ الضغط وتسللت المجاملات بعد ان تحصّن الجميع تحت غطاء المسميات وكأنهم تأثروا كثيراً في اختصاصهم بعد ان جعلوا من المسؤولية كرة يتقاذفونها في ما بينهم في حين تبقى الجماهير تتابع فنونهم في التلاعب بها عسى ان تظفر بالنهاية بالطرف الخاسر!
نحن أمام ( لجان مقنعة ) هي أقرب الى غطاء يستر الفشل حينما يحضر بعد أن تبين جلياً عدم قدرتها على احداث التأثير في فرض رؤيتها أو حتى اظهار نوع من التماسك بالرأي مع ظهور الكثير من الخلافات والتقاطعات بين اعضائها ومن ثم تهميش دورهم الاعتباري عندما يفرض عليهم أسلوب عملهم سواء باختيار الملاكات التدريبية والكيفية وحتى اعداد المرشحين والسماح لمن هو خارج اللجان من ان يوجه لهم النقد الجارح والتشكيك قبل ان يلزمهم اعادة النظر بإجراءاتهم قبل وصولها الى مقر الاتحاد !
إن على الاتحاد الخروج من تلك الدوامة غير المنطقية ويتجه الى البناء الصحيح في ادارة الكرة العراقية إما بإلغاء (لجنة المنتخبات واللجنة الفنية) التي باتت تمثل عبئاً لا مبرر له حينما أُفرغت من كل عناصر ومبررات بقائها والاعتماد على طروحات وآراء اعضاء الاتحاد كواقع مفروض أو ان يعيد هيكلة نظام العمل بهما ويخرجهما من الاطار الشكلي ويؤسس الى ضوابط واضحة وصريحة لمهمة كل منهما من دون تداخل كي تتيح لهما التحرك بنطاق اكثر فاعلية والأهم ان تحترم أعضاءها الذين يمتلكون من الثقل ما يحتم ان يكون دورهم بحجم تاريخ شخوصها لا أن تجعل منهم رداءً تستر به على حقيقة ما يجري داخل كواليس السلطة الفعلية لإصدار القرار.
تلك الخطوة تتطلب شجاعة في الطرح والمناقشة والالتزام والمصارحة مع الذات وصولاً الى الارتقاء بخطوات العمل عبر ترصين وتعزيز اللجان العاملة وفق معيار نوعي مُؤثِر وليس كمِّي مُترهِل.
لجـان مُقّنِعـة
[post-views]
نشر في: 4 مارس, 2015: 03:40 ص