TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > المواطن والحكومة

المواطن والحكومة

نشر في: 19 ديسمبر, 2009: 05:16 م

وديع غزوانظلت العلاقة بين السلطة الحاكمة والسواد العام من المواطنين هاجساً يشغل حيزاً واسعاً من اهتمامات المفكرين الذين اوسعوها بحثاً منذ العصور الاولى لنشأة الدولة . واذا كانت طبيعة التكوين الاجتماعي والسياسي قد فرضت في تلك الازمنة علاقات منحت بها الطبقات الحاكمة امتيازات مطلقة لطبقة الحكام ,
فان عوامل التطور ومارافقها من نمو وعي الاكثرية التي ما انفكت تناضل وتكافح من اجل تصحيح مسار هذه العلاقات , قد افرزت نظريات جديدة اعترفت بحق اوسع للمواطنين في ادارة شؤون الدولة وصولاً الى بروز النهح الديمقراطي في العصور الحديثة . وبرغم كل ذلك فان المشكلة الاساسية بقيت في مدى الايمان بوضع شعارات ونظريات الديمقراطية موضع التطبيق الفعلي , خاصة في دول العالم الثالث ومنها العراق حيث ظلت المشاركة الشعبية شكلية ان لم تكن معطلة لسنوات طويلة بفعل ظروف عديدة من بينها قوانين الطوارئ . وكان هذا الموضوع حاضراً في فكر وذهن القيادة الكردستانية في مراحل النضال الطويلة التي خاضتها بنجاح بفعل التضحيات التي قدمها المواطن , فسعت تدريجياً الى تجسيد ايمانها هذا بتشكيل اول برلمان عام 1992عندما سمحت الظروف بذلك وعملت تدريجياً على توسيع حجم المشاركة الجماهيرية في ادارة شؤون الاقليم من خلال حرية عمل الاحزاب والاعلام وغيرها من اجراءات تصب باتجاه مشاركة اوسع للكردستانيين في صنع القرار، ومنها تطوير وتنمية وعي المواطن لما له من اثر يخدم هذا التوجه . ولأن اية حكومة لاتستمد شرعيتها الا بقربها من مواطنيها , فقد دعا رئيس اقليم كردستان وفي اكثر من مناسبة الى تجسيد هذا الشعارعملياً ، وكان اخرها خلال لقائه الثلاثاء الماضي مجلس وزراء الإقليم عندما اكد ضرورة ان تكون هناك شفافية في تنفيذ مهام وواجبات الحكومة وحث الوزراء على الاختلاط بالمواطنين والاستماع الى معاناتهم ومشاكلهم بغية مناقشتها في مجلس الوزراء وايجاد الحلول المناسبة لها . ان رئيس اقليم كردستان في دعوته الحكومة الى العمل من اجل كسب ثقة ورضا المواطنين عن طريق بناء جسور التواصل بينها وبينهم، انما اراد تاكيد مبدأ اساس، هو ان موقع المسؤولية واستحقاق هذا الشخص او ذاك تبوؤ اي منصب يستمد شرعيته من قدرته على خدمة الشعب ورضا المواطنين عنه , كما ان هذا التوجه سيصب في مجال تطوير التجربة الكردستانية . وكلنا ثقة بان الوزراء سيجتهدون في تطبيق روحية هذه الدعوة وجوهرها والتعامل معها بصدق وايمان يتحسسه المواطن الكردستاني في ابعد قصبة وقرية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram