احتفى اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين ، وضمن منهاجه الثقافي الاربعاء الماضي، بتجربة الباحث الفلسفي الدكتور علي عبود بمناسبة فوز كتابه (الحداثة السياسية) بجائزة الابداع من وزارة الثقافة. واوضح مقدم الجلسة الشاعر والناقد جاسم بديوي ان المحتفى به من مو
احتفى اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين ، وضمن منهاجه الثقافي الاربعاء الماضي، بتجربة الباحث الفلسفي الدكتور علي عبود بمناسبة فوز كتابه (الحداثة السياسية) بجائزة الابداع من وزارة الثقافة. واوضح مقدم الجلسة الشاعر والناقد جاسم بديوي ان المحتفى به من مواليد 1981 استاذ للفلسة المعاصرة في جامعة بغداد، ويعد ظاهرة في التأمل الثقافي الفلسفي ، الأمر الذي جعله محاطاً بالشك والريبة من قبل رجال الدين. مشيراً الى ان الحديث عن الكتاب ومؤلفه سيكون بعيداً عن شرح الفلسفة لما فيها من تعقيدات.
وفي حديثه اشار الدكتور علي عبود الى ان البئية الاساسية للفلسفة ذات صبغة دينية او فيها بعد ديني، الأمر الذي شكل جزءاً من تجربته الشخصية. وقال: خلال السنوات الماضية وبالتحديد في عام ألفين كنت ابحث عن اجابات شريكة بين الدين والفلسفة تتعلق بعلة وغاية وجود الانسان والسلوك والاسباب. مبيناً انها حالة طبيعية لدى أي مراهق بدأ التفكير، واجاباتها جاهزة في المجال الديني ولا غبار عليها لكونها تقود الى التسليم والاطمئنان. وأوضح: لكن عندما نحاول ان نجد اجابات عقلية نبحث في مجال آخر غير الدين، لأن الفلسفة سؤال والدين جواب، وهذا هو الفرق بين الأثنين. مشيراً الى ان دخوله قسم الفلسفة كان تحدياً لبعض المرجعيات الدينية. وقال: كنت ازور بعض المرجعيات الدينية في النجف وغيرها سائلاً ومستفسراً عن اشياء غير مقنعة لي. فلم اجد من رجل الدين جواباً. وحين طالبته بالجواب بعد مرور اكثر من شهر على اعطائي له لمجموعة استفسارات قال لي: (ابتعد عن الفلسفة فانها حرام). فكانت هذه اول اشارة لي قادتني الى التحدي، والبحث عن السبب الذي جعل هذا الشخص يمنعني من التفكير. منوهاً الى انه الخوف على سلطته وسلطة اقرانه. ولفت الى انه تلقى صدمة اثناء دراسته الجامعية في قسم الفلسفة وهي انه وجد عكس ما تمنى. مواصلاً: وجدت الطريقة الملائية والاسلوب التاريخي في سرد المقولات الفلسفية والحوادث التاريخية والطقوس، مع وجود تمركز مقيت للذكورية بمنهاج الفلسفة في العراق. مشيراً الى ان هذا الاسلوب قاده للنفور وعكس لديه صورة سيئة للفلسفة من خلال التعقيد البعيد عن النشاط والفاعلية والممارسة الحياتية القاتلة لمشروع الفلسفة لدى الطالب. وقال: بعد التغيير في الفين وثلاثة سعينا الى ادخال بعض المناهج حتى وفقنا في ذلك، ودخلنا الى الدراسات العليا واصبحنا اكثر تأثيراً، وبعد ان قبلت في الماجستير واتتمت رسالتي في فلسفة التاريخ، قدمت بعدها مباشرة على قناة الموهوبين والمبدعين، وفي وقتها طلبت مني خمسة بحوث في مجلات محكمة. وقد تم ذلك وعن طريق القناة دخلت الدكتوراه. وبعد انجاز رسالة الدكتوراه والتي هي الكتاب المحتفى به (الاشكالية السياسية للحداثة من فلسفة الذات الى فلسفة التواصل) والذي يشتغل على نموذج التفكير ويعتمد على المركزية الذاتية. مشيراً الى انه عبارة عن محاكاة مع الذات وتأملات خاصة، وكيف ننقل فضاء الحقيقة من التمركز الذاتي الى كونها صناعة تذاوتية، أي ما بين الذوات، ناتجة عن حوار واتفاق. موضحاً ان الحقيقة ليست متمركزة قي عالم مفارق او في اذهاننا كافراد، وانما تنتج حين يتم الاتفاق عبر الحوار. وهذه كانت النظرية الاساسية للكتاب.