يمكن وصف الايطالية فرانشسكا كاتشيني (1587-1641) بأنها من أوائل المؤلفات الموسيقيات، بالمعنى الفعلي للكلمة. سبقتها عشرات ولربما مئات المؤلفات، مثل القديسة هِلدَغارد فون بنغن (1098 –1179) التي ألفت عدداً كبيراً من الأناشيد الدينية، وكانت ذات شخصي
يمكن وصف الايطالية فرانشسكا كاتشيني (1587-1641) بأنها من أوائل المؤلفات الموسيقيات، بالمعنى الفعلي للكلمة. سبقتها عشرات ولربما مئات المؤلفات، مثل القديسة هِلدَغارد فون بنغن (1098 –1179) التي ألفت عدداً كبيراً من الأناشيد الدينية، وكانت ذات شخصية اسطورية قصدها الملوك والبابوات لطلب المشورة، أو ملكة انكلترا آن بولاين (1507–1536) زوجة هنري الثامن الثانية التي اعدمت في برج لندن، وغيرهن من الأميرات والراهبات ، لكن كاتشيني لم تكن أميرة أو رئيسة دير مثل سابقاتها، بل كانت نتاج الحركة الانسانية التي اكتسحت ايطاليا بعد عصر النهضة، فقد درست الكلاسيكيات واللغات والأدب والرياضيات إلى جانب الموسيقى والغناء. كانت كاتشيني تمتهن حرفة الموسيقى وليس مهنة اخرى كما هو الحال لدى السابقات من المؤلفات. كان أبوها جوليو كاتشيني (1551–1618) مؤلفاً موسيقياً مرموقاً ألف أعمالاً هامة تتميز بالجمال مثل "سلاماً يا مريم"، ويعد من الذين وضعوا اولى لبنات الأوبرا كشكل فني جديد، وخطا الخطوات الاولى في موسيقى الباروك. كانت فرانشسكا كاتشيني أول امرأة كتبت اوبرا، عنوانها "تحرير روجييرو من جزيرة آلتشينا"، وهي اوبرا - باليه هزلية بأربعة مشاهد قدمت سنة 1625 بمناسبة زيارة ولي عهد بولونيا الذي حكم باسم لاديسلاف الرابع لاحقاً، وقد أعجبته فطلب إعادة تقديمها في وارشو بعد جلوسه على العرش.
اشتركت فرانشسكا في العزف أو الغناء مع عائلتها : مع أبيها جوليو، واختها سَتّيما وأخيها غير الشقيق بومبيو وآخرين، حتى بعد حصولها على وظيفة في بلاط مديتشي في فلورنسا، حيث كانت تحصل أجراً أعلى من كل زملائها الرجال. ألفت قرابة 16 عملا للمسرح، ويقول المختصون أن موسيقاها تتميز باستعمال التناغم الموسيقي الهارموني) بدلاً من التعددية الصوتية (والـبوليفونية) التقليدية السائدة في ذلك الوقت، وباستعمال الهارموني للتعبير الدرامي، لكنها لم تستعمل التنافر الصوتي الذي وظفه معاصرها العظيم كلاوديو مونتفردي 1567 – 1643 في موسيقاه بشكل لافت.