اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > على طاولة د.ذكرى علوش أمين بغداد..مشاريع متلكئة وبُنى تحتية مفقودة !

على طاولة د.ذكرى علوش أمين بغداد..مشاريع متلكئة وبُنى تحتية مفقودة !

نشر في: 6 مارس, 2015: 04:57 ص

يرى العديد من أصحاب الاختصاص أن تنفيذ أي مشروع على الأرض سواء كان مجسراً أو جسراً أو نفقاً أو مشروع شبكة صرف صحي أو تشييد عمارة وغيرها من المشاريع الخدمية والعمرانية يجب أن يكون هناك تخطيط هندسي مُسبق للعمل، مع مسح ميداني لكل قاطع من أجل العمل المراد

يرى العديد من أصحاب الاختصاص أن تنفيذ أي مشروع على الأرض سواء كان مجسراً أو جسراً أو نفقاً أو مشروع شبكة صرف صحي أو تشييد عمارة وغيرها من المشاريع الخدمية والعمرانية يجب أن يكون هناك تخطيط هندسي مُسبق للعمل، مع مسح ميداني لكل قاطع من أجل العمل المراد تشييد المشروع عليه. 

في عاصمة كانت تعد الأجمل والأزهى بين عواصم العالم تفتقد إلى مخطط كامل بالبُنى التحتية الأمر الذي يُشكل إعاقة لأي مشروع خدمي أو ترفيهي في مناطق العاصمة، وهذا ما نشاهده في العديد من مشاريع أمانة بغداد المتلكئة في شتى أرجائها.

 

تحف ثمينة
المهندس زيد فيصل التميمي من دائرة المهندس المقيم في أمانة بغداد والمسؤول عن تنفيذ مجسّر باب المعظم أوضح: أن جميع المعوقات التي واجهت أي مشروع ومنها مجسر باب المعظم هو عدم وجود مخططات تسجيلية للبُنى التحتية لبغداد وعموم محافظات البلاد. مضيفاً أن هذه الحالة معروفة لدى جميع المعنيين والمتخصصين بالشأن الهندسي والتصميمي والتنفيذي في كل مؤسسات الدولة.
وأكد التميمي أن أي ملاك هندسي مسؤول عن تنفيذ مشروع يواجه الكثير من المتاعب بسبب غياب الخرائط الخاصة بأنابيب ماء الإسالة وشبكات المجاري والكهرباء، وهذا ما حصل في مجسّر باب المعظم من جملة مشكل ومتعارضات، ابتداءً من شبكات الاتصالات وليس انتهاءً بشبكات الماء، الأمر الذي يتطلب أخذ موافقات مسبقة من الدوائر المعنية التي تدخلنا في دهاليز الروتين والعمل الإداري الكلاسيكي، مشيراً إلى أن المشكلة الأكبر هي خطوط الضغط العالي الكهربائية وتغيير مساراتها، كل هذه ومشكلات أخرى تعيق العمل والتنفيذ لكثير من المشاريع المتوفقة الآن التي تسبب زحامات أو مضايقات عـدة للناس. 
واستطراد التميمي أن من المشكلات التي واجهتنا في مشروع مجسّر باب المعظم إضافة إلى شبكات الاتصالات والماء والكهرباء، عثرنا على كميات كبيرة من الكنوز والتحف الأثرية أثناء عمليات الحفر، وقد سُلمت جميعها إلى دائرة الآثار والتراث، مبيناً أن هذا الأمر حصل معنا، لكن كيف لو كانت شركة عمل أو مقاولات عربية أو عالمية؟ وهنا لا نريد التشكيك بأحد بقدر ما نشير إلى أهمية وجود خرائط لكل البُنى التحتية في البلد كي يتنسى للكوادر الهندسية العمل بسهولة في تنفيذ المشاريع التي تخدم العاصمة وأهلها. 
أربع سنوات 
مشروع تطوير قناة الجيش الذي أُحيل عام2011 إلى إحدى الشركات العربية وهي شركة المقاولون العرب، الذي يُعد حسب رأي أمانة العاصمة من المشاريع الترفيهة الكبيرة والمهمة كونه يقام على طول قناة الجيش. 
المهندس المعماري محمد العامري يوضح أن عمر أي مشروع مثل مشروع قناة الجيش، في الظروف الاعتيادية والخاصة بمشاريع تطوير لا تتجاوز السنة أو سنتين كون هذه المشاريع لا تحتاج إلى مواد ومخططات أو هياكل جديدة كما هو معمول في مشاريع بناء الجسور. لافتا إلى أن مشروع تطوير قناة الجيش استمر لأكثر من أربع سنوات ولا يزال العمل جارياً به لكن بتلكؤ مجهول الأسباب! الأمر الذي شكـَّل عبئاً على المواطن وسكنة المناطق على جانبي القناة. 
عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي أشار إلى أن هذا المشروع حقيقة الأمر لا يخدم العاصمة بغداد لأسباب عـدة، منها إنه يقع في منطقة حرجة على المواطن، مبينا أن جسور المشاة الموجودة على جانبي الطريق ليست واقية بشكل جيـد إضافة إلى ذلك فإن تبطين قناة الجيش أُصيب بالعديد من التخسفات والتجاوزات التي حصلت على المشروع أثناء فيضانات الأمطار التي حصلت العام الماضي وألحقت أضراراً كبيرة بالمشروع وفي بغداد خاصة المناطق القريبة من المشروع.
 
700 مشروع مُتلكىء 
من جهته طالب محافظ بغداد علي محسن التميمي، الحكومة المركزية بزيادة التخصيصات المالية، نظراً لما تحتاجه أقضية ونواحي العاصمة من خدمات أساسية. مشيراً الى ان بغداد ذات كثافة سكانية عالية وهو ما يشكل ربع سكان العراق بشكل عام، مما يؤكد عدم كفاية التخصيصات المالية المرصودة للمحافظة في سعيها لخدمة المواطن، مبيناً ان هناك ما يقارب 700 مشروع متلكىء في التنفيذ، وهذا ما يؤخر عملية البناء، اضافة الى ان هناك نقصاً بالخدمات الأساسية في أقضية بغداد وأطرافها .
التجاوزات وضياع التخطيط العمراني ! 
المهندس محمد سلمان النداوي معماري يوضح أن على مدار أكثر من عشر سنوات أُغرقت العاصمة بالعديد من التجاوزات سواء من قبل المواطن أو من قبل المتنفذين من الأحزاب المهيمنة في المجتمع، بل وصل الأمر إلى توزيع قطع أراضٍٍ سكنية للمواطنين من دون خدمات واستمر هذا الحال إلى أن أصبحت العاصمة غارقة في التجاوزات ، بل أصبح بعض المتجاوزين على الشارع العام يشرحون بمرارة معاناتهم في عدم الحصول على فرص عمل. مشيراً إلى أن هذا الإدعاء سهّل للاستيلاء على الكثير من أرصفة الطرق الرئيسة للعاصمة على الرغم من أن الدوائر ذات الاختصاص دأبت في شـنّ الحملات على التجاوزات ولاسيما التي تؤثر على نظافة وجمالية العاصمة بغداد وتعيق التخطيط العمراني وتنفيذ المشاريع الخدمية وأهمها التجاوزات على الشوارع الرئيسة .
متى تتوقف الفوضى ؟
المهندسة إيمان محمد عزيز توضح أن الدراسات والبحوث العلمية الهندسية التي تم دراستها في كلية الهندسة والمراحل المتعاقبة تعتمد على دساتير وأُسس في المجال الهندسي وهناك أداوت مساعدة تكمل ملامح أي مشروع وطالبت المهندسة ايمان أمانة بغداد بمشروع واحد أُنجز بعد عام 2003 باستثناء المجسرات التي يمكن أن تنجز في فترة ستة أشهر أو سنة. موضحة أن انعقاد القمة العربية كانت أحد الأسباب الرئيسة لتطوير شارع المطار وشارع السعدون والنضال وأبو نواس لكن السؤال الآن ونحن نقوم بجولة في الشوارع لنر كمّاً هائلا من التجاوزات والنفايات باستثناء شارع المطار الذي تؤمنه الحواجز الأمنية من التجاوزات .
التصميم الأساسي لا يتناسب 
رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض أوضح أن التصميم الأساس لمدينة بغداد حالياً لا يتناسب مع الكثافة السكانية الموجودة، لهذا نرى أن الرسم العمراني فوضوي ولا يتناسب مع مدينة بحجم بغداد. هذه الكثافة السكانية يجب أن يُوفر لها جميع مستلزمات العيش الصحيح من بُنى تحتية وخدمات تتناسب مع مقتضيات العصر ما دفعنا إلى مناقشة آلية استحداث هيأة ستقوم بالدراسة والعمل الجاد مع جميع مؤسسات الدولة للنهوض بواقع مدينة بغداد من جميع النواحي.
العضاض أكـد أن العاصمة تعاني في الوقت الحاضر من مشكلتين الأولى ضعف الهيكل وعدم تطويره بما ينسجم مع القدرات المتاحة، والثانية التقاطع مع مشكلة خدمية أخرى هي أمانة بغداد ما يُسبب لنا إشكالات كثيرة منذ الدورة الأولى والى الآن مطالباً بضرورة تأسيس هيأة مختصة معنية بشؤون التخطيط والتطوير لغرض تكوين رؤية كاملة في مجال تطوير العاصمة بغداد.
فساد وتلكـؤ 
أعلن عضو لجنة النزاهة النيابية عقيل الزبيدي، عن بدء لجنته بمراجعة دقيقة لعقود أمانة بغداد التي أُبرمت في السنوات الماضية والتي يشوبها "فساد وتلكـؤ"، مشدداً أن لجنته لن تتساهل مع أي مفسد أياً كان، فيما دعا الى عدم تكليف قليلي الخبرة في الوظائف المتصلة بحياة الناس.
وقال الزبيدي: إن لجنة النزاهة البرلمانية بدأت بإجراء مراجعة دقيقة لعقود أمانة بغداد التي أُبرمت في السنوات الماضية ويشوبها فساد وتلكؤ، مؤكداً أن اللجنة جادة في مراجعة هذه العقود بعيدا عن التأثيرات الحزبية والسياسية، لمعرفة مصير مليارات الدولارات التي صُرفت لأمانة بغداد ولم يكن لها وجود فعلي في الواقع، ولم يلتمس المواطن البغدادي نتائجها على الأرض.
وأضاف الزبيدي، إن المراجعة ستشمل عقوداً عـدة، في مقدمتها مشروع ماء الرصافة الكبير الذي كان من المفترض إتمامه نهاية عام 2011، لكنه لم يُنجز بعد، ومشروع قناة الجيش هو الآخر من المشاريع المتلكئة، فضلا عن عشرات المشاريع الأخرى التي لم تعمل بشكل سليم بعد إنجازها، لاسيما المتعلقة منها بالمجاري والطرق وغيرهما، إذ تم استعمال مواد غير مطابقة للمواصفات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram