TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رأس خضير الحميري!

رأس خضير الحميري!

نشر في: 6 مارس, 2015: 05:31 ص

هل أحتاج للتعريف بخضير الحميري؟.. نعم هو بالذات، فنان الكاريكاتير المبدع.. إنه واحد من خمسة، أو عشرة بالكثير، من ألمع وأذكى رسامي الكاريكاتير في البلاد، وعلى النطاق العالمي يقف في الصف الأول لرسامي الكاريكاتير العرب.
في البلاد الأخرى يفرشون السجاد الأحمر تحت أقدام رسام مثل خضير الحميري، لكنه في بلادنا وفي هذا الزمن الأغبر بالذات مطلوب رأسه!.. لماذا؟
هو أنبأنا بالسبب منذ يومين عبر صفحته في فيسبوك:
"تم تبليغي هذا اليوم 5/3/2015 بالمثول أمام السيد قاضي تحقيق محكمة النشر والإعلام يوم الأحد 15/3/2015 للنظر في الدعوى المرفوعة ضدي من قبل السيد سعد عبد الوهاب عبد القادر رئيس الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية إضافة لوظيفته ..لأني (تطاولت) في توجيه النقد للجهاز المذكور في رسومي المنشورة على صفحات مجلة (الشبكة العراقية) في 4 آب 2014 .
وكنت قد نشرت في هذا التاريخ مقالة و5 رسوم تحت عنوان ( تقييس وسيطرة نوعية) مارست فيها حقي في توجيه النقد لأية جهة أو شخصية أو ظاهرة أو سلوك يستوجب النقد.
أعيد نشر تلك الرسوم مع المقال القصير والعنوان الذي تعودت أن أخطه بنفسي، لتعميم الفائدة !!
تقييس وسيطرة نوعية
لا أعرف فيما إذا كان الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية مازال يفرض سيطرته على نوعية البضائع التي نستهلكها ، أم انه أوكل المهمة الى ضمير التجار و(حرصهم) على مصلحة المستهلكين ، وفي الحالتين تبدو المهمة عسيرة وسط سيل الاستيراد من مناشئ لا تفرق بين التقييس و ..التفقيس!
فالعلامة التجارية الواحدة مثبتة على بضائع متباينة المستويات، فهذا أصلي وذاك تجاري ، هذا باب أول وذاك شباك ثاني ،هذا ياباني والآخر صيني، هذا وارد أوروبي وهذا وارد موزمبيقي !
ولا دليل يعين المستهلك نحو البضاعة الجيدة من البضاعة (الكلك) ، سوى أن يشتري ويجرب ..ثم يعضّ أصابع الندم !!".
إذاً "جريمة" الحميري انه بطريقته الشقندحية المحببة رسم كاريكاتيرات عن السلع الخربانة والمزورة المنتشرة في أسواقنا، وأرفقها بمقالة، فهو كاتب متمكن أيضاً.
قبل كل شيء، الدعوى ساقطة لأنها لم تُرفع في المدة القانونية. ومع هذا أتمنى عليه أن يذهب غداً الى المحكمة بخطى واثقة ورأس مرفوعة... إنها من القضايا التي تشرّف صاحبها.. ليست قضية فساد داري ومالي تجري لفلفتها بين كبار المسؤولين الفاسدين في دولتنا.
أتمنى عليه أن يذهب الى المحكمة ويقدّم مطالعته بشأن التهمة الموجهة اليه، وأن يطلب من المحكة تزيين صدره بنيشان المسؤولية الاجتماعية والوطنية التي كانت وراء الرسوم والمقال، فأسواقنا غرقى بنفايات السلع الصينية والإيرانية والتركية والسورية، وعلى إدارة التقييس والسيطرة والنوعية أن توفد كبار مسؤوليها الى الباب الشرقي وشارع الجمهورية وشارع الرشيد والبتاويين وسوق مريدي في العاصمة وفي ما يماثلها في المدن الأخرى، للتأكد بأنفسهم بان معظم السلع التي تُباع هناك والمستوردة من مختلف المناشئ هي زبالة حقيقية.
خضير الحميري .. تقدّم الى المحكمة واطلب شهادتنا.. نحن معك حتى لو تطلّب الأمر ان نذهب معك الى السجن، فهذا ليس بغريب في هذا الزمن الأغبر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. عادل زينل

    العكس هو الذي يجب ان يحدث , ان تقام دعاوى من قبل منظمات وشرائح مثقفة وقطاعات واسعة من الناس ضد الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وان يجرى محاسبته بشتى انواع التهم كالغش والتقصير والتلاعب بمقدرات الناس والاخلال بالامن الغذائي والاضرار بالبيئة والمساع

  2. قيران المزوري

    اجمل واقوى واشرف مشاركة و دفاع بتأ ريخ القضاء العراقي ،،

  3. عماد عبود عباس

    ظاهرة استقواء المسؤولين على أصحاب الراي متكئين على قضاء انتصر لهم في بعض المواضع يجب أن تقابل بتضامن المثقفين مع المدعى عليهم يبدأ بالحضور الكمي لقاعة المحكمة و حولها مع ما تيسر من لافتات و هتافات يجب أن يفهموا أن للقلم من يحرسه

  4. عادل زينل

    العكس هو الذي يجب ان يحدث , ان تقام دعاوى من قبل منظمات وشرائح مثقفة وقطاعات واسعة من الناس ضد الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وان يجرى محاسبته بشتى انواع التهم كالغش والتقصير والتلاعب بمقدرات الناس والاخلال بالامن الغذائي والاضرار بالبيئة والمساع

  5. قيران المزوري

    اجمل واقوى واشرف مشاركة و دفاع بتأ ريخ القضاء العراقي ،،

  6. عماد عبود عباس

    ظاهرة استقواء المسؤولين على أصحاب الراي متكئين على قضاء انتصر لهم في بعض المواضع يجب أن تقابل بتضامن المثقفين مع المدعى عليهم يبدأ بالحضور الكمي لقاعة المحكمة و حولها مع ما تيسر من لافتات و هتافات يجب أن يفهموا أن للقلم من يحرسه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram