TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > غايات لا تدرك

غايات لا تدرك

نشر في: 6 مارس, 2015: 06:18 ص

يقال ان " إرضاء الناس غاية لاتدرك " ويتعلق ذلك باختيار المرء للملبس والمأكل وغير ذلك ، وفي قاموس السياسة والحكم يمكن ان يصبح القول " ارضاء الشعب غاية لاتدرك " ويتجسد هذا القول حرفيا في بلدنا ....
حين عادت صديقتي من مصر بعد سنوات قضتها هناك وعايشت خلالها ظروف الربيع العربي وسقوط مبارك وصعود مرسي ثم السيسي قالت لي انها وجدت في الشعب المصري ميزة لها مفعول السحر في تحقيق آماله ومطالبه ... قالت ان تفوهه بكلمة واحدة هو المفتاح السحري لحل كل أزماته و(مصر ) هي الكلمة الواحدة التي يصرخ بها كل مصري وينطلق منها لتحقيق مطالبه فمتى ماكانت مصر كان المصريون لذا يتمسك المصريون بهذه القاعدة المتينة فيغيروا وجوها ويأتوا بغيرها باتحادهم على حب مصر ...
لانقول هنا اننا لانحب العراق لكننا نحبه كل على طريقته وبالكيفية التي تحقق له مطالبه ..لاتجمعنا كلمة ( العراق ) الا حين يخوض منتخبنا العراقي مباراة دولية حاسمة ..وقتها ننسى كل شيء ونصرخ ( عراق ) ...
يراد لنا اليوم ان ننسى كل شيء ونذوب في حب العراق حين نرى اولاده يحملون السلاح لاسترداد كرامته وتخليصه من براثن الوحوش ...لنحاول ان نترفع على التفاصيل والامور الصغيرة ونقف معا لنسترد ارضنا وحين تنتهي المهمة الصعبة لابد ان نثمن الدماء التي سالت فيها والهدف الذي بدأت لأجله ثم نضع العراق نصب اعيننا ونحن نوزع الادوار من جديد على طاولة حوار (ديمقراطية ) من اجل اعادة التوازن الذي فقدناه بدخول داعش وردم الهوة التي خلفها تمركزه في مناطق معينة ...
لنتفق اولا انه عدو عالمي وإن العراق فقرة في جدول مهامه العديدة فلماذا نسمح له ان يعزز نصره بانهزامنا ويعزز قوته بتشرذمنا ...قائدنا العام للقوات المسلحة على سبيل المثال يحاول ان يرضي كل الاطراف وان يحقق النصر في الوقت نفسه فهل سيدرك هذه الغاية حين يسحق (داعش ) وفق سياسة ( الارض المحروقة ) ..ربما سيحقق النصر وقتها لكنه سيخسر ابناء العشائر والمدن التي تدور فيها المعارك لأن العديد من سكانها لم يغادروها بعد ...لن يدرك غاية ارضاء الشعب ايضا اذا واصل استخدام خطة الكر والفر لأنها ستسفرعن خسارة العديد من قواته المسلحة مادامت تقاتل عدوا مدربا ومسلحا بشكل جيد ومستعدا للموت وفق نظرية ( الجهاد والاستشهاد ) في سبيل الدين التي تحملها ادمغته المغسولة ...
ليس امامنا اذن الا ان نثق بقائدنا وهو يحاول ارضاء جميع اطياف الشعب وان نوحد كلمتنا ونجعل من كلمة ( العراق ) مفتاحنا السحري لحل ازماتنا المستعصية الحل فبقائه هوالقاعدة الأمتن التي يجب ان ننطلق منها للمطالبة بحقوقنا الخاصة وبنائه هو الهدف الأسمى الذي سيقودنا الى التغيير الحقيقي ..ليس تغيير الوجوه فقط ، بل النوايا والمشاعر ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram