محمد مزيداتفاقية المناخ غير ملزمة قانونيا، هكذا تقول الانباء، وان الاتفاقية الملزمة صعبة التحقيق، كما يؤكد ذلك الرئيس الاميركي باراك اوباما، لذلك سعت الدول الـ 192 الى ايجاد صيغة مقبولة بين الاطراف جميعا تؤدي اغراضها في معالجة مشكلات المناخ المتفاقمة.
والسؤال المطروح، ماهي المشكلات التي تجشم 100 رئيس دولة العناء للاجتماع في كوبنهاغن خلال الايام الماضية للبحث عن صيغة مشتركة تتكفل بوضع الحلول المناسبة لها؟ مصانع الدول الغنية تبث على مدار الـ 24 ساعة غازات سامة منها اول وثاني اكسيد الكاربون وغيرها من الغازات التي تنطلق الى الغلاف الجوي فتعمل على تغيير طبيعته وهو المعني بحماية الكائنات الحية فوق سطح كوكبنا العزيز من لهيب الشمس الحارقة.. تلك المصانع العملاقة المنتشرة بكثافة في الدول الغنية، وخاصة اميركا، لايمكنها ان تتوقف عن العمل من اجل " سواد عيون " الغلاف الجوي، ذلك لان توقفها يعني عدم تدفق الموارد المالية الضخمة الى جيوب اصحابها الذين لايسمحون باية صيغة من أي جهة تسعى الى ايقافها. الساسة في الدول الغنية، والفقيرة ايضا بدرجات اقل، وجدوا ان اي مسعى لتوقيع اتفاقية مناخية، طوال الاعوام الماضية كان يبوء بالفشل، للاسباب التي لمحنا الى ذكرها فضلا عن عدم وجود البواعث لايقاف ما تبثه المصانع العملاقة من سموم وغازات التي فعلت فعلها في الغلاف الجوي. وتقول الانباء: ان الرئيس الاميركي التحق بركب الرؤساء المجتمعين في كوبنهاغن حاملا معه مقترحات جديدة يمكن لها ان تنتشل القمة المناخية من الفشل. الى ذلك نعود الى السؤال المطروح عن المشكلات التي تسببها اضطربات المناخ، حيث نشرت وكالة الفضاء الأوروبية تقريرا في 16 أيلول 2007 قالت فيه: إن الممر الغربي من القطب الشمالي قد فتح تماما من جراء ذوبانه في مياه البحر، وقد ذاب الجليد بواقع مليون كيلومتر مربع. ويؤدي ذوبان الجليد إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات الذي يتسبب بدوره في إغراق أغلب الجزر، ودلتات الأنهار، والمناطق الشاطئية والقريبة من الشاطئية التي تضم أراضي زراعية ومناطق آهلة بالسكان. وتوقع العلماء أن يخلو القطب الشمالي من الثلج مع حلول عام 2040، ويقول تقرير آخر لمركز المعلومات الأميركي نشر في 12 أيلول من هذه السنة أن 20% من مساحة الثلوج في المحيط المتجمد الشمالي قد اختفت تماما خلال العامين الماضيين، وإن هذا يمكن أن يؤدي إلى اختفاء المحيط المتجمد في عام 2030. وأظهرت دراسة لاحد علماء الجيولوجيا أن العالم سيشهد في الفترة القادمة تغيرات مناخية ستهز العالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حيث ستؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى اختلال بيئي كبير، فالمدن الساحلية والدول الساحلية ذات الأراضي المنخفضة عن سطح البحر، وأراضي الدلتات وكثير من الجزر في المحيط الهادي والأطلسي والهندي سوف تتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار، أما المناطق القريبة من خط الاستواء فقد تصبح صحارى يستحيل الحياة فيها. ومن مخاطر الاحتباس الحراري أيضا إحداث العواصف والأعاصير المدمرة، بزيادة درجة حرارة سطح البحر إلى درجات تزيد من قوة وعنف العواصف والأعاصير، إضافة إلى ضربها أماكن لم تكن تضربها من قبل، وتكونها في أماكن لم تتكون فيها قبلا، وهي تقضي على كثير من أنواع الحياة في الشواطئ التي تضربها، إضافة إلى الدمار الذي تخلفه، ويؤكد العلماء استحالة صد الأعاصير أو تغيير مسارها أو تفاديها حين تتشكل. كما يؤدي الاحتباس الحراري إلى أضرار صحية وظهور أمراض جديدة بسبب زيادة نسبة الغازات السامة في الجو والتي تضر بالإنسان والحيوان والنبات. ويجمع العلماء على عدم معرفتهم بالخطورة الكاملة للتغيرات المناخية، ولكن الإشارات تحذر من إمكانية حدوث كوارث.
قمة المناخ.. والأعاصير المقبلة
نشر في: 19 ديسمبر, 2009: 05:52 م