TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "جاكوج" الرئيس

"جاكوج" الرئيس

نشر في: 7 مارس, 2015: 05:44 ص

رئيس مجلس النواب الاسبق محمود المشهداني كان اكثر من استخدم المطرقة "الجاكوج " اثناء ادارته جلسات البرلمان مقارنة بالاخرين من زملائه اياد السامرائي ، ثم اسامة النجيفي واخيرا سليم عبد الله الجبوري .
استخدام المطرقة في السلطتين التشريعية والقضائية تقليد اوربي قديم انتقل الى الدول الاخرى في محاولة لمحاكاة ، ديمقراطية الغرب ، واستعارة تجربة قضائية في تطبيق القانون وتحقيق العدالة بمنتهى المهنية والحيادية ، من دون الخضوع للتسييس ، وسطوة المتنفذين من اصحاب القرار في السلطة التنفيذية ، والجاكوج مازال شعار احزب وقوى سياسية منتشرة في جميع دول العالم ، ودخل في اعلام دول الانظمة الاشتراكية في مقدمتها المرحوم الاتحاد السوفيتي صديق العرب سابقا ولاحقا ، ومصدر تزويد بعضهم بالسلاح الخفيف والثقيل والمتوسط ومختلف الدبابات والمدرعات ، ولولا المطرقة لما صنع الروس اسلحتهم .
اللجوء الى استخدام المطرقة في جلسات البرلمان من قبل رئيسه عدة مرات في الجلسة الواحدة يعطي الانطباع الاكيد بان الاوضاع السياسية والامنية متدهورة ، والامور وصلت الى حافة الهاوية ، وفي هذا الوسط المضطرب لا يمكن فرض السيطرة حتى باستخدام القصف المدفعي ، واطلاق صفارات الانذار ، وتلويح محمود المشهداني برفع الجلسة ، على الرغم من اتفاق الكتل النيابية على البرنامج السياسي للحكومة ، وكل طرف اخذ موقعه ومنصبه في الحكومة بحساب الاستحقاق الانتخابي والخدمة الجهادية النضالية .
برلمانات العالم المتحضر بوجود دولة المؤسسات وحسم الخلافات قبل عشرات السنين ، وضعت المطرقة كشاهد تاريخي على مسيرة طويلة بذلت فيها الاطراف السياسية الكثير من الجهد وتخلت عن نزاعاتها لتؤسس ديمقراطية رصينة ، وقدمتها نموذجا متكاملا للاجيال المقبلة ومع حزمة من التشريعات توصلت الى نظام حكم متكامل ، يمتلك مناعة ضد الانقلابات العسكرية ، ومغامرات السيطرة على القصر الجمهوري ودار الاذاعة لبث البيان رقم واحد ، والله اكبر فوق كيد المعتدي .
المطرقة في دول المنطقة ومنها العراق تحولت الى اداة بيد الحزب الحاكم او رئيس السلطة لتكون وسيلة عقاب حضارية ضد المعارضين والمرتبطين بالاستعمار والصهيونية ، وتحول الجاكوج مع مرور الزمن الى قدرة عسكرية كبيرة ، وجهاز امني خاص ، في غياب البرلمان وتحريم اجراء انتخابات لان المرحلة تشهد ظروفا صعبة ، والتحديات الكبيرة تهدد مستقبل الامة .
"الجاكوج" في البرلمان العراقي سواء كان بيد النجيفي او الجبوري او المشهداني ، سيكون فاعلا في الايام المقبلة لضبط ايقاع الجلسة ، عندما يتضمن جدول الاعمال التصويت على تعيين رؤساء الهيئات المستقلة ، بالأصالة او الوكالة وبدأ الخلاف حول تعيين رئيس الوقف السني ، وفي اجواء الخلاف المحتدم بين الكتل حول حقها في الحصول على رئاسة احدى الهيئات لا خيار امام الجبوري سوى استخدام صفارات الانذار لضبط الجلسة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram