اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجواب "وَعِر"

الجواب "وَعِر"

نشر في: 8 مارس, 2015: 06:19 ص

أسمحوا لي أن اعيد على حضراتكم رواية حادثة قديمة، ربما لا يتذكرها كثيرون، عام 2011 علـَّق البرلمان العراقي جلساته استنكاراً لما حدث في البحرين آنذاك، وقبل هذا التعليق كانت هناك جلسة ساخنة ذُرفت بها الدموع وبُحَّت الأصوات لشرح الحالة المأسوية التي يمر بها أشقاؤنا في المنامة، ولعلّ البعض منكم يتذكر، قصة السفينة التي قرر البرلمانيون إرسالها إلى البحرين " أيضا "، لكن الاهم في الموضوع ان عدداً من نوابنا الافضل لطموا الخدود وشقوا الجيوب وهم يتحدثون عن الجريمة التي ارتكبتها السلطات البحرينية وهي تزيل نصب اللؤلؤة، حتى أن احدهم وهو شاعر "مهموم" بشؤون الوطن وتقاسم المغانم اراد أن يجاري الخنساء فيكتب في رثاء اللؤلؤة مثلما كتبت عن اخيها صخر:
يؤرقني التــذكـــر حين أمسـي
فأصبــح قــد بليت بفــرط نكـــس
سيقول البعض "يا رجل " صدَّعت رؤوسنا بتقليب الدفاتر العتيقة، لماذا لا تدع الماضي وشأنه وتحدِّثنا عن الحاضر؟
سنتحدث عن الحاضر إذن، منذ ايام وجرافات داعش تنهش في ما تبقى من حضارات العراق، ومعاوله تهدم شواهد تاريخ هذه البلاد، فيما مجلس النواب "العراقي " منشغل بتقليب سجلات التوازن الطائفي، ومباريات المظلومية والشرعية، وتسألهم ياسادة أليس في جدول اعمالكم بعض من الوقت تخصصونه لمعرفة ماذا حصل في الموصل؟، او ان تقفوا ولو دقيقة حداد على ماجرى، اكتب هذه الكلمات وأتمنى ألا يخرج علينا احد من السادة النواب ليقول "اننا منشغلون بإصلاح العملية السياسية" لان السيد "المبجل" لايستطيع ان يخبرنا متى وأين سيجد اهل الموصل من يناقش مأساتهم.
المشكلة أن العديد من ساستنا ومسؤولينا منشغلون بمعارك السلطة، فلا مكان لهموم للناس، ولا احترام لتاريخ هذه البلاد، فقد تصرّف العديد منهم خلال الاحدى عشرة سنة الماضية، كأن هذا الشعب مجرد اصابع يحتاجها وقت الانتخابات، يأخذها إلى الطوابير ثم لايسأل عنها، وإذا ما فكَّر يوماً في السؤال يكون ذلك دائماً في محاولة الحصول على مكسب جديد.. في مثل هذا المناخ من الانتهازية والوصولية والاستئثار بالسلطة ولدت داعش وهي تحمل معاولها وسكاكينها، لتقطع دروب هذه البلاد، بعدما تفنن الساسة في جعلها دروبا وعرة على الناس.
كان حسن الكرمي صاحب أشهر برنامج إذاعي عن اللغة العربية "قول على قول" يؤكد دائما لمستمعيه انه لايريد ان يدخلهم في وعر المفردات، وانا ياسادة لا اريد ان ادخلكم في متاهة دروب ووعار مجلس النواب، ولكني اتساءل هل يعرف نوابنا الاعزاء عدد المشردين والمهجرين والقتلى، أرقام لم تُعرف منذ تأسيس الدولة العراقية، الا يستحق هذا " الوعر" العراقي جلسة مصارحة حقيقية تخبرنا لماذا لا يريد لنا البعض ان نخرج من مستنقع الدماء هذا، هل يُعقل أن يصل الأمر بـ البعض من نوابنا المطالبة بالقضاء على كل من تبقى من اهالي الموصل وتكريت؟ حدث ذلك في التاريخ القريب عندما قرر بول بوت، جزار كمبوديا، ان يشرب النبيذ بجماجم ضحاياه.
ايها السادة.. العراق الذي كان قبل سبعة آلاف عام نموذج الدولة المركزية الاولى للبشرية، يحاول البعض من ساستنا ان يطرحه كنموذج للصراع المذهبي والطائفي وللدولة التي تقسم شعبها الى طوائف واعراق.
هل تريدون أخباراً جديدة؟ النائب حاكم الزاملي يبشرنا باطلاق سراح المختطفين في مدينة الصدر.. من خطفهم ياسيدي.. لاجواب مقتع.. من اين حصل الخاطفون على سيارات مظللة؟.. ايضا الجواب "وعر".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو اثير

    الذين بكوا ولطموا على مواطني البحرين الذين يعيشون في بحبوحة ورغد العيش هناك لم تذرف لهم دمعة واحدة على أبناء شعبهم اللاجئين في الشتات والذي يبلغ تعدادهم عشر مرات تعداد البحرين والسبب هو أن ألأوامر من الخارج لم تأتيهم لمواساة أبناء جلدتهم العراقيين المنكو

  2. ابو اثير

    الذين بكوا ولطموا على مواطني البحرين الذين يعيشون في بحبوحة ورغد العيش هناك لم تذرف لهم دمعة واحدة على أبناء شعبهم اللاجئين في الشتات والذي يبلغ تعدادهم عشر مرات تعداد البحرين والسبب هو أن ألأوامر من الخارج لم تأتيهم لمواساة أبناء جلدتهم العراقيين المنكو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram