ليس بالغريب أبداً أن تتفجّر مشكلة برسم الفضيحة أو الفضائح في ميدان اتحاد الكرة ونجوم الكرة والمنتخبات الوطنية، بل العكس هو الصحيح فلم تعد جماهيرنا الرياضية تتفاجأ بأية ضجّة تخص أحدهم أو أكثرهم ، ولكن تبقى الغصّة في نفوس الجماهير عندما تتهاوى النجوم سريعاً وتخسر أرضيتها بسرعة البرق في نفوس المحبين هذه الخسارة أو الهزة لا يمكن تعويضها كسابق عهدها وإن لم يكن لهم ذنب في ذلك كما حصل مع اللاعب علي عدنان الذي وصل الى قمة العطاء مع منتخبي الشباب والوطني ونادي ريزسبور التركي قبل ان يتراجع مستواه بصورة خطيرة على خلفيات أخرى لمشاكل تعرّض لها وتخص مسيرته الرياضية وجذورها منذ نعومة أظفاره وولوجه ميدان الكرة وقد اختمرت هذه المشاكل ، وربما الملفات لتظهر في موسم حافل ، لم يكن يتمناه هو شخصياً في هذا الوقت على أقل تقدير حيث تطوّرت قضية التزوير وألقت بظلالها على ناديه التركي ايضاً وما تبعها من منع دخوله ارض مطار بغداد.
وأعتقد أن ذات القضية نالت من عدد كبير قبله ولم يكن هو ضحيتها الوحيد وربما أحدثت نكسة في حياته الرياضية التي ننتظر منها الكثير نظراً لمستواه المتميز وبالنظر لعمره وتجاربه المحدودة لا أرى في الأفق أن بإمكانه تجاوز الأزمة سريعاً حيث لا يمتلك الخبرة في التعامل معها وظهر في الإعلام فاقداً لتوازنه وهو يعرب عن استغرابه وان الأمر المثار برمته هو جريرة لأحقاد شخصية من أعداء النجاح وان كل ما يُطرح لا أساس له من الصحة وسيق رجماً بالغيب مع ان صور جواز سفره ووثائق اخرى ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وليس لنا أدنى شك من صحتها أسوة بغيرها للاعبين آخرين صاروا طعماً لسياسات إدارية خاطئة غير ممنهجة كان الاحتمال الأكبر أننا سندفع ثمنها آجلاً أم عاجلاً حيث لم يتضح لنا ومن فداحة التجارب السابقة عبرة أو درس توحي بأن اتحاد الكرة المعني أولاً بالقضية سيضع حداً لهذه التجاوزات في الفئات العمرية التي يذهب ضحيتها لاعبون في ريعان الشباب لأن الأزمة النفسية والضغوط التي يتعرض لها اللاعب ستؤدي بالضرورة الى تراجع مستواه وربما الاعتزال المبكر ولا نثق ابداً بفعل الخبرة والتجارب السابقة التي صرنا بها من أهل الدراية والمعرفة بالسيناريو الكامل بأية وعود حول الآليات الكثيرة التي ستتبع لعلاج التزوير في الفئات العمرية لأنها حبر على ورق حتى تلك الخاصة باللجنة التنسيقية العليا لإدارة الرياضة في العراق وقراراتها التي تخص التزوير بجميع الالعاب والاتحادات ولا تجيـَّر باسم اتحاد الكرة وحده. والمشكلة الأخرى او الشق الآخر يكمن في تدويل أزماتنا التي سرعان ما نراها تصاغ بعشرات الصور في الإعلام العالمي من حولنا.
إن هذه الملفات التي أخذت أبعاداً شتى صارت واحدة من واجهات الفساد الإداري الصعبة والواجب يحتم ان تردع وتوضع لها نهايات بعقوبات شديدة تمنع الاداري والمدرب واللاعب المتوّرط من العمل في المنتخبات ولا نقصد أحداً بعينه ، بل الجميع مهما كان حجمهم حتى وإن وصل الحال أن يحال الملف الى مجلس النواب عبر لجنة الرياضة والشباب طالما كانت اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب عاجزتين عن إيجاد الحلول لهذا المرض الخطير والمزمن، فالهدف هو بناء رياضة منجزة حقيقية نقية لا تعتمد السرقة المفضوحة والتلاعب لتسلـُّق درجة غير مستحقة، واذا ما استمر الحال على هذه الوتيرة فعلينا توقع عشرات الضحايا الجدد ممن سيحين دورهم بعد مشاركة خارجية جديدة أو تعثر مفضوح بأحد الاوراق الثبوتية لديهم وعلينا التذكر بأن البرامج الالكترونية الحديثة والحواسيب تلتقط كل معلومة مخالفة وتظهرها بسرعة هائلة كحقيقة ساطعة، كما ان موقعنا بهذه الأجندة التي لا تسرّ حبيباً صار مشهوراً وواجهة مقارنة الى العالم وموضعاً للشك بأي فريق يمثلنا في بطولة خارجية وإن نكن نحن بأنفسنا مَن نوّفر جهدَ كشفِ الحقائق عن الآخرين حقائق معلومة وموثقة لا تحتمل التأويل والتسويف وليس رجماً بالغيب أو الاستغراب، وعُذراً للاعبنا الدولي علي عدنان.