أيها العراقي: سيكتبها لك التاريخ، رغما عن اعدائك، بأنك انت لا غيرك أول من كسر أنف الدواعش. وما كنت لتكسره لولا أن الذين يحكموك صاروا لأول مرة، أيضا، يعرفون كيف يتصرفون بعقل وحكمة. انت اليوم لم تعط العالم درسا بالحرب بل بالصبر والحب. ما احلاك حين تقاتل وكأن طائراتك حمامات سلام ترفرف على درب اليحبون.
أتعرف متى احبك؟ عندما اراك تلعبها صح. ليش؟ لأنك كلما تصرفت صح ستفضح اخطاء عدوّك. هكذا كنا ننصح سالف الذكر: يا ابن الحلال لا تخربط لان اعداءنا سيختبئون وراء خرابيطك ويصعب علينا ردّهم. يا عمّ ضحكت اليسوه والما يسوه علينا. بس شسويله الميرضه ايحس.
المهم لقد ولى زمانه كما ولى زمن الذي قبله وحل زمانك أيها العراقي النقي الذي اعرفك جيدا. أعرف كفّك الطيبة التي امتدت الى مئة عائلة في قضاء الدور لأنك تحسب كل ام فيها امك وكل اخت فيها اختك. رحت بها الى حيث الأمان والدفء والطعام والماء وعدت راكضا لجبهة العز.
ولك تعرف شسويت أيها الشريف؟ صار كارهوك يخوطون ويخربطون حتى افضل قنواتهم حرفية، كما كانت تبدو، صارت تكذب على نفسها مثل "الياكل ويقول لنفسه عوافي". تصور انهم وصل بهم الحد أمس، الى ان يقطّعوا كلام وزير الدفاع الأمريكي على طريقة "لا تقربوا الصلاة". الرجل رد على سؤال حول بطء وتيرة طلعات طيران التحالف الدولي، بأنه يعتمد "سياسة الصبر الاستراتيجي" فقالوا انه "يدعو الى سياسة الصبر مع داعش"!
ولأنك أرعبتهم بتعاملك مع اهل تكريت بما يتعامل به الابن الصالح مع اهله عادوا لتشغيل أسطوانة "التدخل الإيراني" المشخوطة. يرددونها وكأنهم لم يسمعوا بتصريح ديمبسي للغارديان يوم السبت الفائت الذي قال فيه معلقا على معركة تكريت وانتصارنا فيها "انه لا يوجد دليل قاطع على التدخل الإيراني في هذه الحملة" وانها "اكتفت في هذه الحملة بالتدريب وتقديم الأسلحة للمقاتلين الشيعة".
والله لو كنت اعلم انهم فعلا حريصون على العراق من التدخلات الأجنبية لشاطرتهم خوفهم مثل أي عراقي يحب ارضه ولا يتمنى ان تدوسها قدم اجنبية مهما كان دينها او مذهبها. لكني سألتهم من قبل وأسـألهم اليوم: هل كنتم ستقلبون الدنيا وتهتز غتركم غيظا لو ان تركيا تدخلت بجيشها لمساعدة هذا الطرف او ذاك؟
ثم ها هي أرض القتال ضد الدواعش مفتوحة أيها العرب. فأينكم فيها؟ تعالوا بجيوشكم وقفوا معنا لتثبتوا انكم حقا مخلصون بدعواكم محبتنا. يمعودين بس تعالوا. تعالوا لتروا بأعينكم اول لوحة انتصار بيضاء على الظلام. لوحة رسمتها فرشاة عراقية بألوان شيعية وسنية ومسيحية وصابئية وايزيدية وكردية وتركمانية. لكنكم كي ترونها بوضوح عليكم أن تجروا عملية سريعة تخلصكم من مرض عمى الألوان الذي ابتليتم به.
يا عراقي .. يا رفعة الراس
[post-views]
نشر في: 9 مارس, 2015: 05:02 ص