TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > إعلانات في الولايات المتحدة لترغيب الشباب العربي بالعمل لدى جيشها

إعلانات في الولايات المتحدة لترغيب الشباب العربي بالعمل لدى جيشها

نشر في: 19 ديسمبر, 2009: 06:31 م

واشنطن/ وكالاتكثَّفت الولايات المتحدة من خلال مؤسساتها في الداخل والخارج جهودها الرامية إلى استقطاب الشباب العربي المهاجرين إلى أمريكا، للانضمام الى صفوف القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وأفغانستان اللتينِ تعدان أكثر منطقتين ساخنتين في العالم،
 حيث تسعى واشنطن إلى تقليل حجم خسائرها البشرية. وتقدم أمريكا الكثير من المغريات للشباب العربي لأجل التجنيد في الجيش الأمريكي، منها على سبيل المثال أن العراقي الذي يحصل على فرصة للتوطين في أمريكا يتم إغراؤه بأنه في حال خدمته بالجيش فسينال الكثير من الامتيازات، مثل أن يكتب في جواز سفره أنه أمريكي الأصل وليس أمريكيّاً من أصول عربية، إضافةً إلى توفير فرص عمل ورواتب مغرية ومِنَح دراسية. وقال موقع الاسلام اليوم في تقرير له ان الجيش الأمريكي أرسل خطابات إلى مئات العرب، خاصة الذين ترفض إدارة الهجرة الأمريكية منحهم حق الإقامة أو حملة «الغرين كارد»، يغريهم فيها بتسوية أوضاعهم ومنحهم الجنسية وضمان حصولهم مستقبلاً على وظائف حكومية مرموقة داخل الولايات المتحدة، هذا كله بالإضافة إلى صرف مبلغ 80 ألف دولار لكل متعاقد، على ألا تقل فترة التعاقد للخدمة في الجيش عن ستة أشهر. ولأجل ذلك وظَّفت الولايات المتحدة آلتها الإعلامية الضخمة، حيث يظهر في أحد الإعلانات التليفزيونية حفل عشاء في بيت أحد الأمريكيين العرب مع صوت مذيع يقول: «دولتك.. عالمك.. إنهما جديران بالحماية.. وظائف في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية»، وتلتقط الكاميرا مشاهد مركّزة لتظهر أن حفل العشاء مقام في مبنًى عصري شاهق ثم لقطة للولايات المتحدة من الفضاء، وفي إعلان آخر يظهر خمسة من المهنيين العرب، وهم بالترتيب مهندس وعالم واقتصادي ومحامٍ وأستاذ جامعي، حيث يقولون بشكل جماعي: نعمل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.وكالة المخابرات المركزية من جانبها رفضت الكشف عن تكلفة حملة الإعلانات أو الأعداد التي تستهدف تجنيدهم من العرب، لكنها هي والجيش ينفقان الكثير من الأموال لأجل تجنيد الشباب العربي في أمريكا. ففي شوارع ديترويت -حيث يقطن ما يقارب 300 ألف عربي- تنتشر الإعلانات في وسائل الإعلام المحلية من صحف وقنوات تليفزيونية، فضلاً عن ملصقات الشوارع، التي تدعو الشباب العربي للانخراط في الجيش. كذلك الأمر في ولاية ميتشغان، حيث تنتشر إعلانات كُتب عليها: «في أرض عامرة بالفرص، هذه واحدة منها ربما لم تخطر لك على بال، وظيفة في الجيش الأمريكي.. اتصل بالسيدة منى»، والسيدة منى هي مرشدة اجتماعية وخبيرة لغوية من أصل عربي تعمل مع إحدى الشركات التي تتولى تأمين وتوفير جنود للجيش الأمريكي. وقد فضّل الجيش الأمريكي أن يكون الوسطاء عرباً بهدف كسر الحاجز النفسي، حيث تقوم لجنة مشكَّلة من عرب من جنسيات مختلفة بمقابلة الشاب المتقدم للتجنيد، وتشمل اللجنة خمس شخصيات عربية، وهي عراقي ومصري وأردني وقطري وفلسطيني، فيما يروي عدد من الشباب أنهم تلقّوا اتصالات هاتفية من أشخاص يتحدثون العربية بلهجة أردنية وعراقية، لترغيبهم في العمل مع الجيش الأمريكي في العراق، مقابل تسهيل حصولهم على الإقامة الدائمة، وغضّ الطرف عن مشاكلهم مع إدارة الهجرة الأمريكية. كما يتمّ تضليل الشباب العربي عبر إيهامه بالسفر للعمل في دولة خليجية ليجد نفسه بعد ذلك يعمل في قواعد الجيش الأمريكي، وهو ما حدث للشاب المصري «أشرف» الذي سافر كمترجم في قطر، ولكنه وجد نفسه يعمل في إحدى القواعد الأمريكية الكبرى في الخليج، حيث كُلِّف ورفاقه بترجمة تقارير وملفات ووثائق تتعلق بنشاط المسلحين في العراق قبل أن يدرك طبيعة عمله ويعود إلى القاهرة، وهو ما يعني أن العمل الجديد لا يستهدف فقط تجنيد الشباب في الجيش الأمريكي، وإنما أيضاً في دوائر استخباراته للقيام بمهام تجسسية.وبعد استعراض كل هذه المغريات، يبقى التساؤل هو: هل نجح البنتاغون في استقطاب الشباب العربي لتجنيدهم في صفوف الجيش الأمريكي؟ الجيش الأمريكي خلال العامين الماضيين تمكَّن من اجتذاب عدد من المترجمين، فقد جنّد عام 2006 زهاءَ 277 منهم، بينما جنَّد عام 2007 أكثر من 250 شخصاً ، لكن هذه الأرقام وفقاً لطموحاتهم لم تشكل شيئاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram