اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأسماء والألقاب رصاصات نائمة تعساً لمن أيقظها 2-2

الأسماء والألقاب رصاصات نائمة تعساً لمن أيقظها 2-2

نشر في: 11 مارس, 2015: 07:36 م

 تحملت أعباء كبيرة في تربية ولديها بعد فقدانهما والدهما في ظروف سياسية، عاشت الحرمان والخوف والرعب وكل المضايقات. الطفلان الصغيران اكملا التعليم، ودخلا الجامعة وهما على مشارف التخرج. فرحتها تكبر بهما ممنية النفس بوجود والدهما، حيث لم يعودا يذكرا

 تحملت أعباء كبيرة في تربية ولديها بعد فقدانهما والدهما في ظروف سياسية، عاشت الحرمان والخوف والرعب وكل المضايقات. الطفلان الصغيران اكملا التعليم، ودخلا الجامعة وهما على مشارف التخرج. فرحتها تكبر بهما ممنية النفس بوجود والدهما، حيث لم يعودا يذكران معالم وجهه الا من خلال الصورة. كانت ترنو الى اليوم الذي ترى فيه سقوط الاصنام والتماثيل، وحانت تلك اللحظة، مثل كل المنتظرين هرعت الى السجون ودوائر الامن . ايام وايام تبحث دون جدوى، ذات صباح هادئ وجميل أيقظت ألام ولديها وبدأت بإعداد الفطور وصوت فيروز يشدو (تك تك يم سليمان تك تك زوجك وين كان تك تك كان في الحقل عم ياكل خوخ ورمان)  انتهى الثلاثة من فطورهم، وهمّ الولدان بالرحيل مع الوصية اليومية : لا تتأخر يا علي لأننا نذهب اليوم لخطبة سلوى وقد اتفقت مع أمها على ذلك، وأنت ياعمر خذ بالك من نفسك حتى افرح بك أيضا وحاول ان تأتى باكرا. أتمت أعمال البيت ، أجرت بعض الاتصالات مع أصدقاء وأقرباء للذهاب معها لخطوبة علي.

زوبعة فنجان
الاعلامي ومقدم البرنامج الرياضية عمر رياض تحدث بهذا الشأن قائلا: بالحقيقة انا لم تصادفني في حياتي بعد 2003 ولغاية اللحظة اي اشكالات او مشاكل بخصوص الاسم نهائيا ربما انا اعمل اعلاميا ومقدم برامج رياضية لم ولن اشاهد او اسمع شخصا قط تكلم معي او ابتعد عني بسبب اسمي بل علی العكس ارتبط باسماء مهمة وجمعتني علاقات متينة مع شخصيات مهمة في الدولة العراقية، حتی من اشخاص يدرسون في الحوزة الدينية الشريفة. مضيفا لكن هناك اشخاصا لا قيم لهم ولا مبادئ همهم الوحيد اثارة النعرات الطائفية في العراق وزيادة الاحتقان الطائفي الذي دفع ثمنه الجميع، موكدا: انا اسمي عمر رياض ولم ولن اتعرض الی اي مساءلة بل انا مصر علی اسمي وعملي هو خير دليل علی ان الذي حصل في الفترة السابقة هو زوبعة في فنجان.
القانون العراقي
وعن موقف القانون العراقي من الامر قالت المحامية علياء عبود الحسني: عمدت اغلب العوائل على اخفاء الهوية الحقيقية لها تأمينا لأبنائها من ان تطالهم تصفية الاسماء على اساس الانساب، فواحدة من جرائم النظام السابق كان استهداف بعض العوائل العلوية لمجرد كونها تحمل هذا اللقب ليس الا مثل (البطاط والطباطبائي وغيره)!!. ربما لتاريخها الناصع الذي كان يقض مضجع الدكتاتور. مضيفة: لم تنته تلك المعاناة بزوال الحكم الصدامي بل انها تفاقمت مع ظهور الطائفية الفترة الاشد خطورة التي مرت بها البلاد، مما حدا بالكثير من العراقيين ومن كلا الطائفتين الى تغيير الاسماء مثل (عمر ومصعب وعلي وحسن) والالقاب مثل (الراوي والساعدي والكعبي والهيتي) التي تحملها هوية الاحوال الشخصية دفعاً لخطر القتل على الهوية الذي استشرى في فترة الحرب الطائفية اذا صحت تسميتها.
مقنعة ومنطقية
واشارت المحامية علياء الحسيني الى ان طلب تبديل الاسم حق لكل شخص ولمرة واحدة في الحياة على ان تكون هناك اسباب تدعو الى ذلك كأن يكون الاسم معيبا من الناحية الاجتماعية وهذا يشمل الاناث والذكور على ان لا يتعدى ذلك الى اسمي الابوين والجدين وذلك بموجب المادة (20) من قانون الاحوال المدنية رقم 65 لسنة 1972 المعدل، ولا يجوز لمن صحح اسمه او لقبه العودة الى نفس الاسم واللقب المصحح عن طريق التبديل المنصوص عليه في الفقرة (1) من المادة الحادية والعشرين. مستطردة: ترفع دعوى تبديل الاسم المجرد او اللقب بعريضة مكتوبة بنسختين ومستوفاة لرسم الطابع المالي الى قاضي محكمة الاحوال المدنية المختص في محكمة الاحوال الشخصية بناء على طلب تحريري من صاحب القيد او من ينوب عنه قانوناً، مضيفة: ويشترط لإجراء هذا التبديل ان تكون هناك اسباب مقنعة ومنطقية تدعو الى تبديل او تغيير الاسم، وتقام الدعوى في محكمة محل تسجيل الشخص على امين السجل المدني/ اضافة لوظيفته باعتباره الخصم القانوني، فيقوم القاضي بإحالة الدعوى الى قلم المحكمة لغرض تسجيلها في سجل الاساس وإعطائها الرقم التسلسلي ومن ثم تقوم المحكمة بتبليغ الخصم المدعي وتعتبر من اهم المبرزات التي يكلف بها المدعي صورة قيده وافراد اسرته مصدقة من دائرة الاحوال المدنية المختصة.
باب الجحيم
وزارة الداخلية سبق وان خولت المدير العام للجنسية صلاحية تغيير الأسماء للراغبين في ذلك وهذا ما نراه في الاعلانات التي تنشر في الصحف بهذا الصدد والمذيلة باسمه. البعض من الناس وما وصلني من اراء وردود افعال حول الجزء الاول من التحقيق وما ورد فيه. الأمر هنا لا يتعلق باحد بقدر تعلقه باصحاب الشأن اي من يريد تغيير اسمه والذي يعتقد ان اسمه يسبب له بعض المضايقات، أو سببًا في قتله.
بخصوص هذا الامر قال ضابط في مديرية الجنسية العامة، تغيير الأسماء لايتعارض مع القانون والحرية الشخصية التي كفله الدستور، لكن وفق تعليمات خاصة يعمل فيها في مديرية الجنسية العامة، من اهمها نشر اعلان بهذا الخصوص بصحيفتين محليتين كي يتبين ان تبديل الاسم ليس بغرض التهرب من جريمة او تهمة، خاصة الوضع الامني الحالي وما يحدث في بعض ارجاء البلد. مضيفا: لكن بسبب الوضع الحالي وما مر به البلد من اشكالات سياسية نتيجة خلاف بين القوى الاسلامية فتح بابا اخر للجحيم، وهو الاحتقان الطائفي الذي اودى بحياة الكثير من الناس على الاسم او اللقب. خاصة في فترة 2005 -2007. لكن رغم ذلك لم نشهد حملة لتغيير الاسماء مثلما يحصل الان.
اسمي وجودي
الناشط المدني عمر العلواني قال: اسمي عمر ولم اغيره رغم كل الضغوطات الناجمة من مخاوف الشارع والاوضاع الامنية التي نمر بها، ولازالت مخاوف الاصدقاء والاهل والمقربين، مضيفا لقد عرض الامر علي اكثر من مرة وحسب اجراءات قانونية معمولة بها لكن ارفض ذلك. والبعض اقترح حمل هوية مزورة تحمل اسما اخر. وايضا رفضت ذلك كوني ناشطا مدنيا وضد اي عملية تزوير فكيف بي انا اقوم بذلك.
واضاف العلواني: اسمي هويتي الكاملة واعتز به كثيرا بعيدا عن الدلائل الدينية والطائفية والمناطقية، مبينا ان المسألة ليست مجرد اسم بل وجود وتحدٍ لوضع مزمن يوما ما سينتهي، مستطردا لا يمكن ان انكر خوفي مما قد يحدث لي لكن هذا قدري واسمي الذي احمله ويحملني.
عمر اضاف: ايضا تغيير الاسم ليس معاملة ورقية تذهب بها الى دائرة الجنسية وتصرف لك بطاقة اخرى، هناك شهادة الجنسية وهوية الدائرة، وجواز السفر، والبطاقة التموينية ولك تصور الامر وصعوبته في مراجعة دوائر الدولة في هذا الوقت وفي هكذا امر.
لماذا بغداد؟!
في وقت كتابة التحقيق اجريت عدة اتصالات باصدقاء ومعارف في اغلب المحافظات وخاصة الجنوبية او المقدسة. وكل ماجاء بردودهم افرحني كثيرا، فالاسماء التي تتغير في بغداد وديالى وبشكل خاص عمر الى عمار لا شأن لاحد بها رغم قلتها او محدوديتها. وهذا ما اكده سائق التاكسي "من اهل الناصرية" الذي اقلني من امام مبنى الجنسية في شارع 52 حيث تطرقنا الى الموضوع حين استفسر عن تجمهر الناس والسبب بذلك. استغرب الامر كثيرا وقال ابن اخي والده استشهد قبل ايام في معارك سامراء اسمه عمر يضغط علينا لتغيير اسمه بسبب بعض المضايقات التي تصادفه في الدراسة والشارع. حقيقة فوجئت بالامر كثيرا فتكاد هذه الظاهرة معدومة في الناصرية ولم يسمع بها احد.
عمر الشيعي وعلي السني
لا يخلو اي موضوع عراقي من مفارقات تصل مرحلة اللعنة او قد تكون ضحكا كالبكاء، وهذا ما حصل مع عمر وعلي الصديقين منذ مراحل الدراسة الابتدائية وحتى اكمالهما الدراسة الجامعية وكلا في اختصاصه عمر الشيعي دخل كلية التربية وهو الان مدرس وعلي السني دخل كلية الاداب. تخرجا معا في عام سقوط الصنم البعثي واستمرت لقاءاتهما فهما ابناء مدينة واحدة. ورغم كل احداث سنين الاحتقان الطائفي الا ان علاقتهما ظلت كما هي رغم نقاشاتهما بخصوص الوضع الجديد وما يرافقه والتي كانت تنتهي غالبا بنكتة او طرفة تاريخية تصحبهما الى فراشهما. لم يفترق عمر وعلي الا في مباراة الريال وبرشلونة. 
وفي هذا الشأن مباراة الريال وبرشلونة التي كانت جامعة لعمر وحسين من جهة برشلونية وعلي ومروان من جهة ريالية. عمر شقيق مروان الاكبر، وهما اولاد خال علي وشقيقه الاصغر حسين، وما كان يدور بينهم من نقاشات بعضها تهكمي واخر لروايات التاريخ الدينية كان ينتهي عند لحظة ذكر الريال وبرشلونة.
 
 
 
 
فارزة
 
النسيج العراقي المتعدد الألوان والأشكال واحد من سمات البلد التاريخية التي ارتبطت بصميم المجتمع، فلم تكن العائلة العراقية تفكر بشيء حين تختار اسماء اولادها، ذكورا كانوا أم اناثا، إلا بالجانب الجمالي. والكتابة في هذا الموضوع ربما تثير حساسية عند البعض الطائفي أو الذي يدعي انه غير ذلك. كل ما جاء في التحقيق بجزئه الأول وما ينشر اليوم في  الجزء الثاني ليس الا عمل صحفي يناقش ظاهرة تفشت مؤخرا حيث اخذت ابعادا طائفية مقيتة، نخوض غمارها من اجل وضع حد لمثل هكذا ظواهر طارئة على الحالة العراقية.. وربما يقول البعض ان الامر لايتعلق بتغيير اسماء طائفة معينة فنقول صحيح، فقد حدث في مناطق اخرى ان البعض غيره لان اسمه عبد الزهرة او عباس ـ فالارهاب الاعمى ظل يلعب على الوتر الطائفي ليؤجج الصراعات المذهبية.. اليوم ونحن نفتح هذا الملف الشائك  نطرح سؤالا مهما: لماذا تم فتح باب تغيير الاسماء في وقت يسطر الجيش العراقي والحشد الشعبي ورجال العشائر بطولات في طرد داعش من المدن العراقية المسلوبة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram