لنعترف بصدق للدواعش انهم وضعوا مفهوما جديدا لمعنى الدولة تجاوز كل ما قرأناه او تعلمناه عن معانيها وعناصرها التي يتفق المختصون على انها ثلاثة: الشعب والإقليم والسلطة. أما دولتهم فقد استبدلتها بسكاكين ومفخخات وأفلام يوتيوب. والأخير يكاد يكون هو العنصر الأساس الذي بنيت عليه دعائم دولتهم. فقط تخيلوا او افترضوا انه بقدرة قادر جاء فايروس ومحى كل ما في جعبة اليوتيوب من أفلام. ما الذي اذن سيبقى من دولة الدواعش؟
دولة الأفلام هذه لم يفتها أيضا اخراج أفلام قصيرة جدا بعيدة عن سيناريوهات الذبح والحرق و"صليل الصوارم" فأنتجت أخرى لتثبت انها "في خدمة الشعب". استهواني أحد عناوينها الذي أشار الى ما تقدمه من خدمات "عظيمة" لأهل الموصل، ففتحته. ومدري تضحك مدري تبجي يبنادم. الفيلم عبارة عن كرين أو "كرّابة" ترفع حاجزا كونكيريتيا من شارع وتذبها على صفحة. وتعال واسمعوا الموسيقى والتهليلات والتكبيرات. خلصت من ذلك كله الى ان الدواعش اهم ما يشغلهم هو ان يغرقوا دنيا التواصل الاجتماعي بالأفلام. ولأنهم يعلمون بان هذه الأفلام ليس لها من يكنسها وستبقى حتى بعد نهايتهم لذا قالوا ان دولتهم باقية. ليس بفضل الله طبعا بل بفضل من اخترع الانترنت واليوتيوب.
لكن اين هي افلامهم من معركة تكريت؟ لسان حالهم هذه المرة يقول "الما عنده من يجيب يالبغدادي". هنا تطوعت وللأسف قناة "العربية الحدث" في آخر الليل لتحوك لهم فيلما "تعويضيا" مختصره ان الدواعش نجحوا بالانسحاب من صلاح الدين لأن تكريت، بحسب القناة، ليس لها أهمية استراتيجية او عسكرية! سبحان الله. أين كان هذا الكلام قبل تحريرها من قبل جيشنا الباسل وقوات حشدنا البطلة؟ وحتى تكمل سبحة الفيلم "بحرفية" جاءت بمدير مكتب لجريدة من جرائدهم وهو، بكل أسف، عراقي لينشد قصيدة غزل بطريقة انسحاب داعش من تكريت ليعيدوا تمركزهم "بنجاح" ملفت في الرمادي! بربكم هاي شيسمونها؟
لا تستغرب أيها العراقي الكبير القلب والفعل، وانت تنتصر ان تطل عليك عشرات مثل هذه القنوات، بعد ان تمحو وجود الدواعش من ارضك وتسحقهم، بافلام تقول للناس ان داعش لم يمت بل نتلته الكهرباء ومات بعد ان كان منشغلا في اصلاح عطل بمولدة "فاجرة" كي يوفر الكهرباء خدمة للإسلام والمسلمين.
دولة "الأفلام" باقية
[post-views]
نشر في: 13 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
الداعش نوع من الجنون العصرى الدى فيه نوع من النوستالكيا وهدا يعنى عشق الماضى البعيد في زمان الجاهليه العربيه الأولى حيث كانت الاصنام تعبد والموؤدات تدفن احياء ارضائا لللات والعزى والتطور الأكبر هو جهاد النكاح اربعه اربعه وخمسة خمسه---التقتيل العام كما
د عادل على
الداعش نوع من الجنون العصرى الدى فيه نوع من النوستالكيا وهدا يعنى عشق الماضى البعيد في زمان الجاهليه العربيه الأولى حيث كانت الاصنام تعبد والموؤدات تدفن احياء ارضائا لللات والعزى والتطور الأكبر هو جهاد النكاح اربعه اربعه وخمسة خمسه---التقتيل العام كما