TOP

جريدة المدى > عام > الرواية النسوية العراقية والطريق الى البوكر

الرواية النسوية العراقية والطريق الى البوكر

نشر في: 14 مارس, 2015: 12:01 ص

أثبتت الرواية النسوية العراقية إنها قادرة على منافسة نظيراتها الفحولية الأبوية ومواكبتها , وذلك بعد دخولها لقائمة الروايات المرشحة للحصول على جائزة البوكر .حيث احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقي صباح الاربعاء الفائت برواية ( رَيام وكفى ) للكاتبة هدي

أثبتت الرواية النسوية العراقية إنها قادرة على منافسة نظيراتها الفحولية الأبوية ومواكبتها , وذلك بعد دخولها لقائمة الروايات المرشحة للحصول على جائزة البوكر .
حيث احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقي صباح الاربعاء الفائت برواية ( رَيام وكفى ) للكاتبة هدية حسين باعتبارها ثاني رواية عراقية تُرشح لنيل جائزة البوكر بعد أن حصلت (فرانكشتاين في بغداد) لأحمد السعداوي على الجائزة العام الماضي.
وقال مقدم الجلسة الروائي والقاص محمد علوان " إن العراق ولّاد وظهور الكثير من الأسماء في سماء الرواية العراقية ما هو إلا دليل على مؤشر صحي لمسيرة بدأت منذ الخمسينات , واليوم تخطو الرواية العراقية النسوية خطوات غير مسبوقة لها."
وأضاف " هنالك العديد من الروايات مؤهلة للوصول الى البوكر لكنها ظُلمت من قِبل دور النشر وسوء التوزيع الذي يعانيه الكتاب العراقي. "
من جهتهِ قال الناقد فاضل ثامر " إن رواية (ريام وكفى) تلامس بعوالمها مسرحيات لوركا في ( بيت برناردا ألبا ) والذي يُسيطر عليه جوّ نسائي صرف بصراعاتهِ وهمومهِ وهواجسهِ , كما إن تمرد بطلة الرواية عن ما هو مألوف يُذكرنا بـ (نورا) بطلة رواية (بيت الدمية) لِهنريك إبسن ."
وأشار ثامر " إن الرواية تدخل في ميدان الفضاء الميتاسردي (الذي يتضمن تداخل رواية داخل النص الروائي الاساسي) وهذا يدل على وعي عال من قِبل الكاتب ." وأكد " إن الرواية لا تحمل افكارا كبيرة وثيمات ضخمة كما في (فرانكشتاين في بغداد) , ما يجعلها تفتقر لعناصر الإثارة ,وبالرغم من إنها لم تسقط في المنظور المونولوكي او أُحادي الصوت , لكن عملياً ظلت شخصية البطلة هي المهيمنة على الرواية."
بدوره أشار الناقد علي الفواز " تقود الرواية للحديث عن الفضاء العراقي الروائي الذي بدأ يُلامس الكثير من الممنوعات مثل الجنس والدين والسياسة والجسد والتقاليد الاجتماعية المُقيدة للمجتمع ." وأكد الفواز " إن اهم ميزة في هذه الرواية إنها غير مؤرخة , ولكن يمكن استنتاج التاريخ من خلال احداث الرواية وهنا حل السرد محل التاريخ , كذلك استخدام الموروث الشعبي والاغاني العراقية الموروثة يعتبر ميزة اضافية للرواية." ولفت " إن الرواية تُدين النظام الاخلاقي الذي يُشكل الحياة العراقية بعد عام 1980 و 1990 ويعتبر بذلك شكل من اشكال التغريب النفسي والاخلاقي , كما انها تخلو من اي تجريب في تركيب الرواية للحصول على بُنى مُختلفة."
وقال الناقد بشير حاجم " إن هدية حسين لا تعمل على الاحتراف الفني للروائي أي (كيف و أين) , بل تُسلط جهودها الروائية لِـ ( لمن تكتب) وذلك من خلال ملاحظة التسلسل الزمني لصدور جميع مؤلفاتها لِنلاحظ إنها تروم البوكر في ذلك ."
مؤكداً ان " من خلال دراسة الموازنة بين روايات ( ريام وكفى , أن تخاف , و صخرة هيلدا ) نجد ان على هدية حسين الخروج من إشكالية أن تكون البطلة إمرأة دائماً ." وأضاف حاجم " إن الكاتبة تبني الرواية على معان ودلالات كما هو ملاحظ من خلال الغوص في صفحات الرواية إنها بُنيت على عنوانها فقط , وتعاني الرواية من افتقارها المبنى الحميمي (فهي تمتلك حدثا متشابكا ومتداخلا لكنه لم ينم ويتصاعد بشكل كاف درامياً ." ولفت " بتفكير عراقي عاطفي اتمنى أن تحصل الرواية على الجائزة ولكني قلق إذ ما فكرت بالأمر بعقلية الناقد."
من جهتهِ ، قال الروائي عباس لطيف " الرواية لم تكُن سياسية ولكنها لم تكن محايدة تماماً ، فهي تُجسد مُناقشة قضية لا شخوصا فبطلة الرواية تمثل هنا الوطن , وكل رجل في الرواية ما هو إلا قضية مرت على هذا الوطن دون المساهمه في إنقاذه ."
بدورها ، قالت الكاتبة هدية حسين " الموضوع هو من يتحكم بأبطال الرواية وليست اجناسهم , كما إني وازنت بين ابطال رواياتي حيث كان الابطال الاساسيون في كل من روايات ( أن تخاف , ايام الزهلله , و مطر الله ) رجالاً وكانت للمرأة ادوار ثانوية فيها." ولفتت " لم استخدم اغاني الموروث العراقي وذلك لأنها مكررة , الاغاني المذكورة في الرواية كانت من تأليفي." وأعربت الكاتبة المحتفى بها عن سعادتها بهذا الاحتفاء , مع تقديرها لجميع الجهود المبذولة من قبل زملائها الكُتاب والنُقاد الحاضرين والقائمين على هذا الحفل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

الطفولة بوصفها السّاحةَ الّتي تتوالى عليها الأحداثُ والمجرياتُ الّتي يمارسُها المبدعون

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram