TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سمعة الخطوط الجوية

سمعة الخطوط الجوية

نشر في: 13 مارس, 2015: 03:01 م

قد ينزعج، بل قد يغضب، مدير عام الخطوط الجوية العراقية حيال أي نقد يُوجّه الى أداء مؤسسته .. هذا أمر مفهوم، وهو شأنه . لكن مهما كان انزعاج المدير العام أو غضبه فان نقد أداء المؤسسات العامة والخاصة حق لكل فرد، وهو واجب على أهل الإعلام خصوصاً، من أجل المساعدة في تقويم الأداء وتصحيح المسار.
اسطول الخطوط الجوية العراقية جرى تحديثه على نحو واضح خلال السنتين الأخيرتين، ودخلت في خدمته طائرات كبيرة ومريحة.. لا شكّ في هذا، لكنّ الطيران المدني ليس مجرد طائرات حديثة وفارهة .. إنه الخدمة في المقام الأول، وخدمة الخطوط الجوية العراقية لم تزل ضعيفة في جوانب ومتخلفة في جوانب أخرى، ولم تصل بعد الى المستوى المواكب لتحديث اسطول الطائرات.
داخل المطارات لم تزل خدمة تسجيل المسافرين بطيئة وتستغرق وقتاً طويلاً لا لزوم له.. في المطارات الأخرى تبلغ أعداد المسافرين أضعاف أعداد المسافرين في مطاراتنا وعلى رأسها مطار بغداد الدولي. ومع ذلك ، نلحظ انسيابية مريحة في حركة المسافرين بخلاف ما يجري في مطاراتنا. وعملية تفريغ ونقل الأمتعة وتسليمها الى الركاب في مطاراتنا أكثر بطئاً.. في كثير من المطارات الكبرى غالباً ما يجد الراكب ان أمتعته قد سبقته في الوصول الى القاعة عبر الحزام الناقل، بخلاف ما يجري لدينا، وبالذات في مطار بغداد، حيث يمرّ وقت طويل بعد أن ينتهي الراكب من إجراءات تسجيل الوصول فيضطر للانتظار كثيراً.
في المطار أيضا نادراً ما تجد خدمات الإتصالات مؤمنة .. لا خدمة تلفونات على الإطلاق، وخدمة الإنترنت تتوفر مرة وتنعدم مرات، وإذا ما توفرت فتكون ضعيفة للغاية.
على الطائرات تعطي طواقم الخدمة الإنطباع كما لو انها مسخّرة للعمل برغم أنفها لخدمة الركاب. وفي طائرات الرحلات المحلية على نحو خاص تُقدّم الخطوط الجوية العراقية وجبات طعام لا تصلح للاستهلاك البشري .. قطعة خبر إفرنجي أقرب الى الإسفنجة منها الى قطعة الخبز، وهي فوق ذلك باردة، وملفوفة لفاً قوياً بقطعة نايلون.. إنها في حال تعافها معها النفس.
أجورالخطوط الجوية العراقية ليست رخيصة كيما يمكن تبرير نقص الخدمات أو ضعفها .. الرحلات الداخلية على سبيل المثال تكلّف في المعدل 200 دولار للرحلة باتجاهين بين بغداد وكل من البصرة وأربيل والسليمانية.
أمس بحثت في الانترنت عن رحلات جوية في أوروبا بسعر 200 دولار فوجدت ان بوسعي أن اقوم برحلة بين لندن وباريس ولندن ودبلن (جمهورية آيرلندا) ولندن وأمستردام بمثل هذا المبلغ، على طائرات الخطوط الجوية البريطانية أو الفرنسية أو الملكية الهولندية (KLM)، مع فخامة الخدمة على طائرات هذه الشركات. علماً بأن لتذاكر هذه الشركات ميزة التعديل أو الإلغاء، فيما تذكرة الخطوط الجوية العراقية للرحلات الداخلية غير قابلة للتعديل أو الرد، ولا أعرف إن كان الأمر يشمل الرحلات الخارجية التي لم أجربها بعد.
في الماضي تمتعت الخطوط الجوية العراقية بسمعة طيبة على مدى عقود.. نستحق أن يستعيد ناقلنا الوطني تلك السمعة، فلم يبق لدينا الا القليل مما نفخر ونباهي به.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. كلمة حق

    هذا فضلا عن الواسطات في تقديم طعام درجة vip لمسافري الدرجة العادية إذا كان من المعارف أو الأصدقاء. وبهذا تكون الواسطة في العراق قد وصلت عنان السماء .

  2. كلمة حق

    هذا فضلا عن الواسطات في تقديم طعام درجة vip لمسافري الدرجة العادية إذا كان من المعارف أو الأصدقاء. وبهذا تكون الواسطة في العراق قد وصلت عنان السماء .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram