الانقسامات الدولية ساهمت في استمرار حرب سوريا
بمناسبة مرور أربع سنوات على بداية الأزمة السورية، التي بدأت بثورة وتحولت إلى حرب أهلية أزهقت أرواح مئتي ألف شخص، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تغطية موسعة لما آلت إليه الأوضاع من كارثة إنسانية وتطرف
الانقسامات الدولية ساهمت في استمرار حرب سوريا
بمناسبة مرور أربع سنوات على بداية الأزمة السورية، التي بدأت بثورة وتحولت إلى حرب أهلية أزهقت أرواح مئتي ألف شخص، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تغطية موسعة لما آلت إليه الأوضاع من كارثة إنسانية وتطرف إسلامي عنيف وانقسامات خطيرة وضعف في المجتمع الدولي. وفي تقرير حول دور المجتمع الدولي في الأزمة، كتب إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة يقول إن أحدا لا يعلم كيف ستنتهي حرب سوريا، فقد كان لأربع سنوات من العنف والدمار وعدم الاستقرار تأثيرا مروعا على الملايين من شعبها داخل البلاد وفي الشرق الأوسط.. لكن من الواضح بالفعل أن الانقسامات الدولية حول الأزمة الأكبر في القرن الحادي والعشرين قد ساهم في استمرارها لمدة طويلة وفي فداحتها أيضًا. فالأمريكيون والأوروبيون والروس والإيرانيون وكل العرب لعبوا أدوارهم، واتضحت المصالح المتعارضة وسوء تقدير الموقف وعدم الحسم عندما بدأت الانتفاضة في اذار 2011. فكانت الحكومات الغربية لا تزال مرتبكة لسرعة ودراما الربيع العربي مع الإطاحة بحكام مستبدين في تونس ومصر واندلاع مظاهرات في البحرين واعتزام الناتو حينئذ التدخل في ليبيا. وفي البداية وصفت هيلاري كلينتون بشار الأسد بأنه إصلاحي، لكنها قررت فيما بعد أنه فقد شرعيته.. وفي آب 2011 دعا باراك أوباما الأسد إلى التنحي من أجل مصلحة الشعب السوري.. وبعد ثمانية أعوام من الغزو الأمريكي للعراق، كان التصريح يعني الدعم الغربة لتغيير النظام في عاصمة عربية أخرى.. وسارت فرنسا وبريطانيا وألمانيا على نفس النهج في مطالبة الأسد بمواجهة و"اقع الرفض الكامل لنظامه من قبل الشعب السوري".. بينما اتخذت روسيا، الحليف المقرب لدمشق منذ العهد السوفيتي، موقفا مناقضا وأصرت أن الأسد يحظى بدعم واسع. ومن الواضح أن أنصار الأسد كانوا أكثر عزما لإبقائه في السلطة أكثر من سعي أعدائه للإطاحة به.. فأرسلوا له المال والنفط والسلاح والمقاتلين ودافعوا عنه سياسيا. ونقلت الغارديان عن ألستير بورت، وزير بريطانيا لشؤون الشرق الأوسط بين عامي 2011 و2013 قوله إن الإيرانيين والروس وحزب الله كانوا واضحين جدا بشأن ما أرادوا فعله، إلا أن إرادتهم وعزمهم لم تجد ما يقابلها على الجانب الغربي لأن الغرب لم يستطع أن يرى أن تلك معركة هو في حاجة للفوز بها، ولم يعرف كيف يفعل ذلك. ورأت الغارديان أن الولايات المتحدة وأوروبا والخليج لم يجدوا الوسائل المطلوبة لتحقيق الهدف بهزيمة الأسد.. وقال جوليان بارنزس داكي، الخبير بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن الدول الغربية لم تقم بالكثير من الناحية المادية، لكن بياناتهم كان لها تأثير قوي، بينما رأت إيران وحزب الله سوريا جزءا من حملة إقليمية أوسع ضدهم من قبل دول الخليج والغرب.
تزايد حوادث العداء للمسلمين في أمريكا مع مقتل عراقي
تحدث موقع "دايلي بيست" الأمريكي عن حوادث العداء تجاه المسلمين في الولايات المتحدة والتي كان آخرها مقتل عراقي مسلم بعد أقل من شهر على وصوله إلى دالاس. وتحدث الموقع عن بعض التعليقات التي تقال للمسلمين، ومنها "أنتم ميتون.. سنقتلكم"، "حوادث إطلاق النار في نورث كارولينا كانت مجرد البداية"، "أنتم لستم أمريكيون، لا تلوحوا بعلمنا". وأشار الموقع إلى أن تلك بعض التعليقات الموجهة إلى المسلمين الأمريكيين في منطقة ورث فورث بدالاس في الشهرين الأخيرين. وقد وجه التعليق الأول إلى علياء سالم، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لمنطقة ورث فورث بدالاس. ووجه تهديد الموت لها "أنت ميتة" قبل أسابيع قليلة. في حين كان التصريح الثاني موجها لمسلم آخر، في إشارة إلى حادث مقتل ثلاث طلاب مسلمين بجامعة نورث كاروينا الشهر الماضي. أما التعليق الثالث فوجه لمسلمين أمريكيين كانوا يحضرون مؤتمرا محليا منتصف كانون الثاني تم تنظيمه من قبل الجالية المسلمة المحلية لمواجهة التطرف والإرهاب. ويقول كاتب التقرير دان عبيد الله، الأمريكي المسلم، أنه لم يذكر هذه التعليقات على أمل كسب التعاطف، ولكن يذكرهم كي يقدم لمحة من المناخ المعادي للمسلمين في المدينة وحتى يتفهم القارئ لماذا يعتقد المسلمون أن قتل رجل مسلم في دالاس في الخامس من الشهر الجاري هو جريمة كراهية. وتطرق الكاتب غلى قصة أحمد الجميلي، حيث جاءت زوجته زهرة إلى الولايات المتحدة من العراق قبل عام. بينما ظل أحمد هناك لتوفير الأموال من عمله كفني إنترنت قبل أن يبدأ حياة جديدة مع عروسه في أمريكا. ومع دعوة زوجته له للانتقال لأمريكا حتى يكونوا معا، ولأنها تعتقد أنها أكثر أمنا من العراق، هاجر أحمد إلى دالاس قبل شهر واحد، وأصبح الاثنان معا أخيرا في أرض الفرصة. وعاش الزوجان معا في مجمع سكني صغير في شمال شرق دالاس الذي كان موطنا لكثير من المهاجرين المسلمين. وفي مساء الخامس من اذار، وبينما كان أحمد وزوجته التي ترتدي الحجاب وشقيقها يقفون خارج المجمع السكني يلتقطون صورا للثلج غير المعتاد، مات الزوج في غضون ساعات قليلة بعد إطلاق النار عليه. ونجا أحمد الجميلي من العنف الذي أغرق العراق 36 عاما، لكن في غضون شهر واحد عاشه في أمريكا، تم قتله بينما كان يشاهد الثلج. ولا يوجد دليل محدد أنه قتل لأنه مسلم، على الرغم من أنها منطقة معروفة بنسبة عالية من السكان المسلمين وأن زوجته ترتدي الحجاب. وقالت علياء سالم، إن الجالية المسلمة المحلية تعتقد أنه حادث عدائي للمسلمين. ويقول الكاتب حقيقة أن الجميلي العراقي الجنسية قتل ببندقية جعلته يفكر في فيلم "القناص الأمريكي".