TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > امسكوا الأرض ...

امسكوا الأرض ...

نشر في: 13 مارس, 2015: 09:01 م

كلما ظهرت احداث جديدة على الساحة السياسية رافقتها مفردات تتكرر على لسان كل سياسي ومحلل ومحاور حتى تصبح موضة سائدة ...آخر موضة رافقت معركة تحرير المناطق التي دنسها دخول داعش هي عبارة (مسك الارض) التي يدعو اليها أغلب السياسيين والقادة العسكريين فلا تحرير حقيقيا من خطر داعش الا بمسك الارض المحررة من قبل أبناء العشائر ولا مسك حقيقيا للارض الا بتسليح تلك العشائر واسنادها بقطعات من الجيش او الحشد الشعبي لأن المعركة تحتمل الكر والفر ومن المحتمل ان تعاود داعش هجومها في محاولة لاستعادة تلك المناطق . لذا يراد ممن يمسكون بالارض ان يحصلوا على الدعم المادي والمعنوي والعسكري ليصمدوا في وجه اعتى انواع " الارهاب " ..
النازحون على سبيل المثال كانوا اول من اغتبط بتحرير المناطق المحتلة فهم يتطلعون الى العودة الى ديارهم وذكرياتهم وحياتهم التي سلبها منهم أعداء الحياة لكنهم لن يتمكنوا من العودة حاليا او الامساك بالأرض بدورهم مالم تعد ملامح الحياة الى تلك المناطق سواء بتطهيرها من الالغام والعبوات الناسفة والقنابل غير المنفلقة او توفير الخدمات كالماء والكهرباء ...لاداعي اذن لتكرار هذه العبارة ( الموضة ) مادامت شروطها عسيرة التحقيق فالمناطق مازالت ملغومة وهناك عناصر مدسوسة بين المحررين تعمل على تأجيج النار الطائفية بحرق تلك المناطق بعد تحريرها وقد اعلن رئيس الوزراء العبادي انه سيلاحق هذه العناصر ويمنعها من تشويه النصر. لكن كل قرار او اعلان يستلزم وقتا لتنفيذه بينما تنتظرالعوائل النازحة بلهفة لحظة العودة ويحتاج ابناء العشائر المستعدين لمسك الارض الى دعم حقيقي فضلا عن ضرورة تغيير بعض السياسيين وفرسان الفيس بوك لخطاباتهم الطائفية المثيرة للفتنة لتشجيع الاهالي الخائفين من سلوكيات بعض افراد الميليشيات على العودة والمشاركة في عملية التحرير...
يقال ان أجمل الاوطان هو وطن يعطي الفرد بقدر عطائه ولايخذله في حبه وإن اجمل الازمنة هو زمان يعرف قدرالفرد فينصفه اذا اعطى ويعاقبه اذا أخطأ ولامكان فيه لحاقد او مزيف او دجال ...نحن بحاجة ماسة حاليا الى ان يكون لدينا وطن جميل يعطينا بقدر عطائنا ولايخذلنا في حبنا له وان نعيش زمانا جميلا يعرف قدرنا فينصفنا ولايكون فيه مكان لحاقد او مزيف او دجال وحين نتلفت حولنا ونرى حجم الزيف والدجل والحقد الذي تمتلئ به قلوب وذاكرة البعض نخشى على حياتنا ومستقبل اولادنا من العيش على ارض متصدعة نعجز عن مسكها بحبنا وتعاضدنا ...المهمة صعبة اذن لأنها تتطلب وجود الحب كعامل أساسي والحب يحتاج الى الثقة لضمان وجوده ومايحصل في بلدنا يفقدنا الثقة في السياسيين الذين يطالبوننا بحب الوطن ومسك الأرض في الوقت الذي تكشف اوراق فسادهم صفقاتهم السرية لبيع الوطن والمتاجرة بنا واسترخاص دمنا ..المهمة صعبة اذن ..وعبارة مسك الارض التي يتلذذون بترديدها لم تخرج عن اطار ( الموضة ) حتى الآن رغم ان بامكانهم تحويلها الى حقيقة بالقليل من حب هذا الوطن والغيرة عليه !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram