اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كيف تلتقط صورة هذا اليوم؟

كيف تلتقط صورة هذا اليوم؟

نشر في: 13 مارس, 2015: 09:01 م

في منتصف القرن العشرين كتب الفرنسي رولان بارت بحثاً عن الصورة وعلاقتها بالسياسة قائلا: "هذه الصور ما هي إلا مجموعة من الاعلانات التي لاتحظى باحترام الجمهور"
وأعتذر لكم عن العودة الى عالم الكتب والفلاسفة، لكن ما ذا أفعل فقد تعلمت من اساتذه اجلاء أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو البحث في الكتب عن حكايات التاريخ وعبره، وتذكير الناس مرة ومرتين وثلاثا بما يجري حولهم، ولهذا تجدني مضطرا لأكرر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات اصحاب الفخامة والمعالي.
بالامس امتلات مواقع التواصل الاجتماعي ومعها بعض الوكالات والفضائيات بصور لساسة ومسؤولين يتجولون في تكريت بعد ان تم تحرير اجزاء كبيرة منها، وكانت ابرز الصور التي نشرت هي صورة " فخامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وتحتها عبارة خطت بالبنط العريض " بوصول الزعيم تم تحرير تكريت " فيما شاهدنا رئيس لجنة الامن والدفاع السابق حسن السنيد يمسك بمنظار عسكري وكأنه يراقب مجريات المعركة، ولا اريد ان اثقل عليكم بالحديث عن صورة النائبة التي ترتدي اللباس العسكري وفوقه جبة سوداء، ودعكم من صور نواب لم تطأ اقدامهم من قبل مخيم للنازحين.. الجميع ذهب لكي يقطف ثمار نصر كتب بدماء البسطاء والمحبين لبلدانهم. وتذكرون ان فخامة نائب رئيس الجمهورية لايزال يرفض الذهاب الى البرلمان ليدلي بشهادته عن اسباب سقوط الموصل، وكلما نشر خبر عن موعد الاستجواب، يخرج علينا من يقول:" ياجماعة عيب هل نسيتم افضال الرجل عليكم، فقد اطعمكم بعد جوع وآمنكم بعد سنوات من الخوف ". ولكنني كمتابع لأحوال واهوال هذه البلاد لا افهم كيف تسنى لسيادته ان ينسى ان قدميه لم تقوداه يوما الى خيمة من خيم المشردين التي امتلات بها ارض بلاد الرافدين،
يا سيدي صاحب الفخامة لقد مات آلاف الاطفال في مخيمات النازحين دون ان تتكرم بالتقاط صورة مع امهاتهم، ياسيدي صاحب الفخامة اعتقد انك شاهدت مثلي صورة لمسؤولين اوروبيين كبار وهم يفترشون الأرض في مخيم للاجئين في كردستان يستمعون الى معاناة المهجرين العراقيين، فيما نقلت لنا الفضائيات صورا اخرى لوزراء ألمان وسويديين وايطاليين وكوريين وهم دامعي العيون يحتضنون اطفالا عراقيين وينصتون بكل اهتمام الى شكوى الأمهات وعجز الآباء.
وأتمنى عليك ياصاحب الفخامة ان تمسح من ذاكرتك هذا الرقم: "مليونان ونصف المليون مهجر منذ بدء دخول داعش الى الموصل "، فكل شيء يهون في سبيل الزعامة.
يرفض مسؤولونا " الافاضل " الكرام ان يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن لمن حصل على مقعد تعويضي مثل حسن السنيد، ان يجلس على الأرض يحيط به أطفال إيزيديون ومسيحيون، وكيف يتسنى لصاحب المصفحة ان يذهب الى أهالي تلعفر او حديثة، وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطبا ومعارك نارية عن الاستحقاق الانتخابي وعن المظلومية؟!
عندما وضع العراقيون القدماء علم الحساب، لم يكونوا يدركون ان احفادهم سيتحولون الى ارقام في سجلات الموتى والمشردين، والباحثين عن الطمانينة والامان.
يا سيدي صاحب الفخامة ومعك اصحاب المعالي لم يعد ممكنا خداع العراقيين بصور مزيفة، فالعصر اليوم عصر صورة الواقع، لاصور الخيال ولم يعد ممكنا تحويل هذا الشعب الى مجرد هتافين ومرددي شعارات.
المشكلة لم تكن في الصور، ولا في الشعارات التي يطلقها البعض، بل في الخداع، خداع النفس أولا، وخداع الناس مرة ومرتين وعشراً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. هلال

    صباح الخير كان الموظف عندما يخطا في عمله يشعر بالذنب وعشنا زمنا كان رئيس الدائرة يعاقب نفسه وذلك احتراما للامانة الموكولة اليه وليعطي درسا بليغا لمن معه في دائرته وفي الجيش اتذكر احد امري الوحدات عندما كان يتفقد بطرياته في احد القواطع وجد ان جنود هذه ال

  2. شيرين

    سيدي كاتب المقال مقالك لايفهمة امثال هذة الشلة الفاسدة والحليم تكفية الاشارة وامثال هؤلاء يستحقون الرجم ب الحجارةعند ذهابهم وليس غبر ذلك مع احترامي للكاتب

  3. ابو سجاد

    اعتقد افضل هدية اهديتها للمختار منذ سقوطه ولحد الان دون ان تدري في طلبك منه بزيارة النازحين بدلا من تواجده في تكريت بالوقت الحاضر هل نسيت ياسيدي هو الذي قام بتشريد هؤلاء بحقده الطائفي والعرقي وبفشله لقيادة العراق وهو الذي باع الارض والعرض وهو الذي فتح ابو

  4. ابو اثير

    أنهم ياسيدي الكريم سياسيوا الصدفة الطارئين وسابقا قيل في ألأمثال أذا لم تستحي فصور مثلما شئت ... هؤلاء الشلة هم من يقود العراق وشعبه الى اللا مجهول والعتب ليس عليهم بل على المواطنين العراقيين السذج التي أنتخبتهم وقدمتهم نحو الصفوف ألأمامية بمباركة قوى خار

  5. هلال

    صباح الخير كان الموظف عندما يخطا في عمله يشعر بالذنب وعشنا زمنا كان رئيس الدائرة يعاقب نفسه وذلك احتراما للامانة الموكولة اليه وليعطي درسا بليغا لمن معه في دائرته وفي الجيش اتذكر احد امري الوحدات عندما كان يتفقد بطرياته في احد القواطع وجد ان جنود هذه ال

  6. شيرين

    سيدي كاتب المقال مقالك لايفهمة امثال هذة الشلة الفاسدة والحليم تكفية الاشارة وامثال هؤلاء يستحقون الرجم ب الحجارةعند ذهابهم وليس غبر ذلك مع احترامي للكاتب

  7. ابو سجاد

    اعتقد افضل هدية اهديتها للمختار منذ سقوطه ولحد الان دون ان تدري في طلبك منه بزيارة النازحين بدلا من تواجده في تكريت بالوقت الحاضر هل نسيت ياسيدي هو الذي قام بتشريد هؤلاء بحقده الطائفي والعرقي وبفشله لقيادة العراق وهو الذي باع الارض والعرض وهو الذي فتح ابو

  8. ابو اثير

    أنهم ياسيدي الكريم سياسيوا الصدفة الطارئين وسابقا قيل في ألأمثال أذا لم تستحي فصور مثلما شئت ... هؤلاء الشلة هم من يقود العراق وشعبه الى اللا مجهول والعتب ليس عليهم بل على المواطنين العراقيين السذج التي أنتخبتهم وقدمتهم نحو الصفوف ألأمامية بمباركة قوى خار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram