هادي الشربتيتتسم مدينة كربلاء ومجتمعاتها بطابع خاص قد يختلف تمام الاختلاف عن المدن العراقية الاخرى من حيث مظاهر الحياة والتقاليد والاعراف الشعبية والمهن والصناعات وتكاد تكون بعض الظواهر الاجتماعية خاصة بها دون غيرها من المدن ومرد ذلك الى تكوين كربلاء التاريخي و الظروف التي عاشتها والامم والشعوب التي نزح الكثير من افرادها
اليها للسكنى مجاورين العتبات المقدسة ومتبركين بنفحات آلاء من دفنوا فيها من عترة النبي الكريم.وكربلاء منذ تكوينها لحد تاريخه تعتبر ملتقى طرق لكثير من الامم فقلما نجد مدينة عراقية بعد بغداد طبعا يقصدها هذا العدد الهائل من مختلف الاجناس سنويا واختصها الكثيرون من الملوك والرؤساء العرب المسلمون بالاهتمام من حيث العناية بتشييد المراقد المقدسة وتعميرها وانشاء المرافق العامة فيها كالابنية المسماة (بالحسينيات) ومحلات (السقاية) وغيرها.. وكان محتما لنتيجة اختلاط هذه الشعوب المختلفة بالبعض الآخر عن طريق المشاركة في العمل والمصاهرة ان تتكون مظاهر حياة جديدة ذات طابع خاص لهذه المدينة في مختلف شؤون الحياة كالعمل والفن والصناعة وعادات الزواج وطرق اللهو والتسلية وتنظيم الاسوق والمحلات ومن ثم نشوء حرف جديدة تعتمد على الذكاء واستغلال عقائد الناس ونشوء ح الات وتقاليد اولدتها حالة انصهار هذه الامم ببعضها من ناحية وبسكان المدينة الاصليين من ناحية اخرى. ونود في هذا المقال ان نلم ببعض من هذه الظواهر بعرض موجز لنرسم للقارئ صورة مبسطة عن ملامح الحياة الشعبية في هذه المدينة المقدسة وبعضها قد تكون معروفة في مدن اخرى ولكن البعض الآخر قد تكون مجهولة للآخرين لانها تخص كربلاء دون غيرها. وهذه الملامح تخص بعض جوانب فنون ارباب الحرف وطرق المشعوذين والدجالين في سبيل الكسب ثم اساليب الترفيه واللهو، وهذه بعض مشاهد عن طرق الكسب بواسطة الشعوذة وهذه لا تحتاج الى رأسمال عادة: 1ـ المداحون:ـ وهؤلاء مختصون بالتكسب عن طريق استدرار عطف الناس وكرمهم وذلك بتلاوة مآثر آل بيت الرسول الكريم مراثيهم والمصائب التي حلت بهم فمنهم من يتجول بالاسواق بصورة منفردة يتلو اشعار عبد الباقي العمري والشيخ صالح التميمي وقصيدة الفرزدق المشهورة في مدح الامام زين العابدين (ع) او يكتفون بتلاوتها على قارعة الطريق وفي المقاهي حيث يعقد المداح محفلا يشرح فيه مكارم الاولياء ويتلو مراثيهم فيكرمه الناس بما تجوده ايديهم او يؤلفون فرقة تتكون من خمسة يجلس اربعة منهم في صف و احد ويقابلهم خامس يكون شيخهم ويشرع في القراءة بنغم خاص في حين يلطم الاربعة الجالسون صدورهم بيد واحدة على ايقاع قراءة الشيخ ويرددون معه لازمة القصيدة على هيئة (كورس) وتفرش عباءة ا حدهم في الوسط ليرمي عليها المارة والمتفرجون قطع النقود التي يقتسمها المداحون بعد انتهاء الجولة.. 2ـ المرشد:ـ وهذا يعقد ندوة في احدى المقاهي يسرد فيها قصصا من (شاهنامة الفردوسي) واخبارا عن (الاسكندر) وحمزة البهلوان (وحسين كرد) وطريقته ان يتجول في المقهى حاملا بيده عصا بقلد بها حركات ابطال القصة في الكر والفن ومنازلة الاعداء مستمرا في ذلك فترة من الزمن ثم يجمع اكراميته التي تسمى بلغتهم (الجراغ) ويستريح فترة ثم يكمل بقية القصة، وقد تستمر القصة الواحدة اسابيع واشهر. 3ـ معركة الدراويش:ـ وهي ليست معركة بالمعنى الصحيح ولكنها تعني الاجتماع الذي يعقده الدرويش في ساحة عامة لمنازلة (الحيايه) وبلع الدبابيس وبيع الاحجبة او سرد غزوة خيبر وغزوة بئر ذات العلم وحكاية (جومرد) القصاب ثم يجمع رزقه من المشاهدين. 4ـ المبخر:ـ ويكون عمل هذا في الصباح حيث يحمل صينية فيها (منقلة) صغيرة ومقدار من البخور والحرمل يبخر بها دكاكين اهل الحرف ومحلاتهم حيث يحصل على هدايا نقدية او عينية كقطعة نقود صغيرة او رأس باذنجان او خيارتين او رغيف خبز. 5ـ المسحراتي:ـ وهو الذي يوقظ الناس لتناول السحور في رمضان المبارك ولكل محلة مسحراتي خاص فمن (المسحراتية) م يوقظ الناس بالقرع على (الطبلة) والمتشرعون منهم يستعملون (التنكة) لانهم يعتبرون الاولى من آلات الطرب ويحرم استعمالها والفريق الثالث يكتفي بالنداء وتلاوة بعض الاشعار الصوفية في الزهد بصوت عال في الازقة والطرقات ويقرع ابواب العملاء الذين يوصونه مسبقا لايقاظهم. واجرة المسحراتي تجمع يوم العيد حيث يجوب المحلة مستحصلا اكراميته ثم يؤشر بالطباشير على البيت الذي اخذ حقه منه حتى لا يعود عليه في وقت آخر فيفشل مع اصحابه.. وهذه المهنة هي ثانوية لاصحابها فاغلب المسحراتية مداحون ومبخرون وذوو حرف اخرى من هذا القبيل.. كانت هذه المشاهد الخمسة صورا من اكتساب الرزق والصور التالية عن بعض العلوم والفنون كالطب والرياضة وفرق التمثيل و النقش على الخبز.. 1ـ الطب اليوناني:ـ يقتعد الطبيب اليوناني غرفة ارضية من منزله حيث يستقبل الزوار من المرضى المصابين بالحمى والجدري والرمد حيث يفحصهم ويصف لهم وصفة تتكون من (ورد لسان الثور) و (أظافر الجن) و (العناب) وبعض الادعية للمريض واسقائه من مائها بعد التفتيح والصيدلية هي دكان العطار حيث يقوم هذا مقام الصيدلاني في تحضير الادوية. وهناك الجراح اليوناني الذي يعالج (الفركاس) و (الطولاع) و (الدمامل) واوجاع الاسنان بداويته الخاصة وهي (الطبخانة) و (ح
صور ومشاهد كربلائية
نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 04:22 م