اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > أجهزة التنصّت بين حرية الفرد ومراقبة الأسرة

أجهزة التنصّت بين حرية الفرد ومراقبة الأسرة

نشر في: 16 مارس, 2015: 12:01 ص

ينشغل الآباء كثيراً عن الأبناء، ويفاجأون بين لحظة وأخرى بوقوعهم في مشاكل متنوعة، ومع تكرار هذه المشاكل ابتكرت شركات الاتصال جهازاً يساعد الآباء على مراقبة تصرفات أبنائهم، بالتنصت على المكالمات الهاتفية باعتبارها مفتاح انحراف الأبناء وفساد أخلاقهم، فإ

ينشغل الآباء كثيراً عن الأبناء، ويفاجأون بين لحظة وأخرى بوقوعهم في مشاكل متنوعة، ومع تكرار هذه المشاكل ابتكرت شركات الاتصال جهازاً يساعد الآباء على مراقبة تصرفات أبنائهم، بالتنصت على المكالمات الهاتفية باعتبارها مفتاح انحراف الأبناء وفساد أخلاقهم، فإلى أي مدى يمكن لأسرة عربية أن تستخدم مثل هذه الأجهزة، وما هو تأثير استخدامها على الأبناء؟
في البدايه تحدثنا مع عدد من الأبناء للتعرف على وجهة نظرهم إذا ما استخدم آباؤهم هذه الأجهزة، يقول محمد ، طالب بكلية الاعلام : هذه الأجهزة لن تفيد الآباء في شيء، فقد تفيدهم في سماع مكالمة أو أكثر، وعندما يلاحظ الأبناء هذا سيتوقفون عن التحدث في أي شيء خاص بهم، وقد يستخدمون شفرة خاصة بهم لا يستطيع الآباء التوصل إليها بسهولة، ولن تقيد هذه الأجهزة في مراقبة ما يريد الأبناء فعله، بل على العكس قد يتمسكون بما يفعلونه على سبيل العناد وقد يقومون بأشياء أكثر لم يكن في بالهم أن يفعلوها، فإذا أراد الابن مثلا أن يتحدث مع فتاه فسيختصر الطريق إلى مقابلتها دون محادثتها، ولذلك فهذا الجهاز ليس الحل لمعالجة سلوك الأبناء.
( ف ) أم لثلاثة أبناء، تقول: إنني أتعجب حقاً من أي أب أو أم يوافق على دخول مثل هذا الجهاز البيت، فدخوله يعني عجز الوالدين تماماً عن تربية أبنائهم كما يعني عدم الثقة في الأبناء، والشك في تصرفاتهم ويعني أيضاً عدم الأمان بالنسبة للأبناء، فمثلاً قد تتكلم ابنتي مع إحدى صديقاتها وتحكي لها هذه الصديقة عن مشكلة في بيتها، فأنا أعتقد أنه لا يحق لي أبداً أن أسمع هذه المشكلة، أو أسمع أي شيء خاص أو عائلي بالنسبة لصديقتها.
أما ( أحمد ) أب لأربعة أبناء، يقول: لماذا لا أدخل مثل هذا الجهاز في بيتي، فهو جهاز يساعد الآباء تماماً في تربية أبنائهم، وهو لا يعني التجسس والتنصت وإنما يعني التربية والتوجيه، ثم إن هذا ليس معناه أنني أفقد الثقة في ابني، ولكني أقوم بواجبي لتربيته، ثم ماذا يغضب الأبناء في ذلك مادام سلوكهم سوياً، ولا يفـعلون شيئاً يخافون أن يــعرفه الأب أو الأم.
الجهاز قد يؤدي إلى نتيجة عكسية فبدلاً من التربية والتقويم يكون سبباً في الانحـراف المتـواري خلـف أنـظار الآبـاء.
بينما ترفض الدكتورة ابتسام سعدون من الجامعة المستنصرية هذا الجهاز وهذه الفكرة قلبا وقالبا وتقول: أول الأشياء التي يجب أن أربي ابني عليها هي حريته الشخصية مع وجود الضوابط اللازمة والتوجيه الدائم، ومعنى كلمة حرية أي وجود خصوصيات لابد من احترامها حتى وإن كان ابني هذا صغيراً وخصوصياته صغيرة. وتضيف الدكتورة ابتسام : يجب إعطاء الثقة والأمان تماماً للأبناء وهذا الجهاز ضد الأمان، وضد القدوة الحسنة التي هي من أهم مقومات التربية، فكيف أتخذ مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة” فأفعل شيئاً وأنهى عنه أبنائي في نفس الوقت؟ كيف أتجسس عليهم وأنهيهم عن فعل ذلك؟. أما الدكتور كريم حمزة استاذ علم الاجتماع فيقول : يجب على الآباء مراعاة المراحل العمرية عند الأبناء وخاصة مرحلة المراهقة فهي (مرحلة العند الشديد) و( مرحلة تثبيت الشخصية)، ولذلك فقد يحاولون فعل أشياء لم يفكروا في فعلها من قبل، قد يخرج الابن للتنزه مع فتاه لمجرد أن أباه يمنعه من محادثتها تليفونياً أو يراقب مكالماته ويستمع إليها، أيضاً لابد من الأخذ في الاعتبار أن مبدأ ( كل ممنوع مرغوب ) هو مبدأ لابد من مراعاته في التربية، فهو مبدأ عام لدى الإنسان لا يوجد في سن معين ولكنه قد يزيد في سن المراهقة، وبالتالي فهذا الجهاز قد يؤدي إلى نتيجة عكسية ،فبدلاً من التربية والتقويم يكون سبباً في الانحـراف المتـواري خلـف أنـظار الآبـاء.
هذا الجهاز يدخل في باب التوجيه والترشيد لأنه يعمل على حث الابن على التزام السلوك القويم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram