اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > نفّذا الجريمة بكلّ برودة أعصاب !

نفّذا الجريمة بكلّ برودة أعصاب !

نشر في: 16 مارس, 2015: 12:01 ص

بغداد / المدى
امرأة طاعنة في السن ...بلغت الثالثة والثمانين من عمرها ... قدماها تكادان لا تحملانها فاستعانت بعكازة مدولبة حتى تتحرك داخل بيتها في حي المأمون ... وبالرغم من هذا الا أنها كانت تمتلك روح الشباب بصورة لفتت نظر كل من حولها ... عطوفة ... ك

بغداد / المدى

امرأة طاعنة في السن ...بلغت الثالثة والثمانين من عمرها ... قدماها تكادان لا تحملانها فاستعانت بعكازة مدولبة حتى تتحرك داخل بيتها في حي المأمون ... وبالرغم من هذا الا أنها كانت تمتلك روح الشباب بصورة لفتت نظر كل من حولها ... عطوفة ... كريمة ... سخية ... يحبها جميع مَن في الزقاق ... لم يكن احد يتخيل ان تكون نهاية المرأة العجوز ( ام ع ) بهذه البشاعة ... فضحكاتها وكبرها اعطيىا صورة خاطئة لدى خادمتها أنها تمتلك الكثير من الاموال ... واستكثرت هذه الخادمة ان تمتلك سيدة مسنة بينها وبين القبر خطوات كل هذه الاموال وهي الشابة المفعمة بالحيوية والنشاط لا تملك سوى غرفة متواضعة وزوج فقير ! اتفقت الخادمة مع زوجها على قتل المرأة العجوز وسرقة اموالها ... حرضته على الجريمة بل وخططت له .... لتتم الجريمة بهدوء تام وبسيناريو غاية في البشاعة لتتذوق المجني عليها المر قبل ان تخرج روحها من جسدها الواهن ... القاتلة اسمها (هـ) وزوجها القاتل يدعى (ح) ... كانت الزوجة دائما تحكي لزوجها عن السيدة العجوز وعن املاكها واموالها التي لا حصر لها ... وأنها تتعامل معها على أنها ابنتها وليست خادمتها ... فمنذ طفولتها وهي تعطف عليها هي ووالدتها التي كانت تعمل أيضاً خادمة لديها ... رسمت (هـ) سيناريو قتل المرأة المسنة لزوجها واكدت له ان الامر بسيط ... ففي البداية سرقت (هـ) مفتاح البيت واستخرجت نسخة منه ... ففشلت اول محاولة لقتلها .. وهناك محاولة اخرى فاشلة عندما قررت (هـ) دخول البيت بشكل طبيعي من الباب ... اتفقت مع زوجها على ان ينتظرها خارج البيت بالحديقة الخلفية وسوف تفتح له الباب ... لكن القدر رفض ان تتم الجريمة في هذا اليوم بسبب حضور احد اقارب السيدة العجوز للاطمئنان عليها .
المحاولة الثالثة
وكانت المحاولة الثالثة هي التامة ... (هـ) دقت جرس الباب لتسأل (ام ع) عن الطارق ... وعندما سمعت صوت (هـ) فتحت الباب لتدخل الخادمة لتبدأ في عملها الطبيعي ... واستقرت (ام ع ) على سريرها امام شاشة التلفزيون ... تلقي آخر نظرة على مسلسل عربي كانت تشاهده ... وفجأة ظهر امامها (ع) زوج (هـ) الخادمة ... وقبل ان تستوعب (ام ع ) ما يحدث حولها هجم عليها الزوج القاتل ليكتم انفاسها بيد واليد الاخرى تضربها بقوة على رأسها ... لم تتحمل المسكينة ضربات القاتل ففقدت وعيها في الحال ... في هذه اللحظة ظهرت (هـ) وفي يدها قطعة من القماش مبللة ... وضعتها على انفها وكتمت انفاسها حتى تتأكد من وفاتها ! بعدها انتشر الزوجان في البيت يبحثان عما خف وزنه وغلا ثمنه ... ولم يجدا سوى موبايل صغير ومبلغ مالي لا يتعدى 250 الف دينار وخاتمي ذهب ... واثناء البحث في الغرف ... اكتشفت (هـ) ان السيدة العجوز ما زالت تتنفس ... فأسرع زوجها الى المطبخ ليستل سكينا وينهال على المسكينة طعنا في رقبتها وصدرها ... مشهد الدماء التي اغرقت الهول ألقى الرعب في قلبي الزوجين ... فقررا مغادرة البيت قبل ان يكتشف احد جريمتهما ... وبالفعل خرج الزوجان تاركين الجثة ووضعا المسروقات في حقيبة بلاستيكية تحت احدى اشجار الحديقة حتى لا يلاحظها احد ... وخرجا معا من البيت ذاهبين الى بيتهما في احدى العشوائيات القريبة ... حيث تسكن (هـ) في غرفة صغيرة مع امها ... تناولا الطعام معا وبعدها استلقى الزوج على السرير ليغفو قليلا وكأنه لم يزهق روح المسكينة ( ام ع ) .

برودة أعصاب وقدرة على التحمّل
العجيب في امر الزوجين أنهما تعاملا مع الجميع بصورة طبيعية للغاية وكأنهما قاتلان محترفان ... وبكل برودة اعصاب توجه (ع) عصر ذلك اليوم الى حديقة المجني عليها ليطمئن على مسروقاته ... لكن القدر كان له بالمرصاد ... احد الجيران لمحه من شباك بيته ... وعندما ترك (ع) المسروقات كما هي حتى يهدأ الجو ... نزل الجيران ليعرف سر الاشياء المتروكة في الحديقة .. وكان هذا الامر هو اول الخيوط التي قادت رجال الشرطة للزوجين القاتلين ... الجار عندما شاهد المسروقات ... عرفها أنها تعود للسيدة المسنة وشكّ في ان الشخص الذي شاهده حرامي سرق بيت السيدة (ام ع ) ... فقرر اخبار شرطة النجدة حتى ينكشف السر ! وبالفعل اتصل بسيطرة النجدة واخبرهم بما شاهده ... وعندما حضرت الشرطة وشاهدت المسروقات في الحديقة ... بدأ الضابط يسأل سكان الزقاق عن عائدية هذه المسروقات بعد ان عرضها عليهم ... فأكد احد الجيران ان هذا الموبايل يعود للسيدة ( ام ع ) ... فتوجه الضابط الى البيت ودق جرس الباب ... ولكن لا احد يجيب ... شك في الامر وان مكروها اصابها خصوصا بعد ان اشعره الجيران بأنها امرأة مسنة طاعنة في السن وتسكن بمفردها ... وزاد الشك في قلبه اكثر عندما علم من صاحب محل قريب لبيتها أنها لا تترك بيتها ولا تخرج منذ سنوات طويلة .... توصل الضابط الى تليفون ابن شقيقة (ام ع ) واتصل به واخبره بالموضوع ... فحضر على الفور وكان يمتلك نسخة ثانية من مفتاح البيت ... وعندما فتح الباب اكتشفوا جثة ( ام ع ) الغارقة في الدماء ... بدأ الضابط عندما شاهد الجثة بإخبار دائرته ومركز الشرطة حيث حضرت مجموعة من الضباط والمراتب لمعاينة موقع الجريمة واخذ الصور للجثة ومحتويات البيت – اول شيء فكر فيه الضابط المكلف بالتحقيق هو حصر المترددين على بيت السيدة العجوز ... وبكل سهولة توصلت المعلومات الى الخادمة ( هـ) التي كانت تعمل خادمة عند ( ام ع ) وعندما استدعتها الشرطة الى مركز المأمون ... وبتضييق الخناق عليها ... اعترفت القاتلة بتفاصيل الجريمة مع زوجها (ع) الذي اعترف أيضاً بكل تفاصيل وتخطيط الجريمة ... تم تدوين افادتهما قضائيا وقرر قاضي التحقيق احالتهما الى محكمة الجنايات لينالا العقاب العادل لقاء جريمتهما الشنيعة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram