TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > (شمر) في الكتابات البغدادية

(شمر) في الكتابات البغدادية

نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 04:32 م

كناية بغدادية عن الاعور الشرير، شبه بالشمر بن ذوي الجوشن، احد قتلة الامام الشهيد الحسين عليه السلام، وقد هلك الشمر قتيلا بيد جنود المختار بن ابي عبيد الثقفي، لما حكم العراق. ولم يكن الشمر اعور، وانما كان قبيح الصورة، أبرص، ولكن البغداديون،، كانوا وما يزالون، يلصقون به عاهة العور، واذا ابصروا كلبا اسود اللون، قالوا انه الشمر وقد مسخه الله كلبا.
وقال ابن الحجاج الشاعر، واسمه الحسين بن احمد: وابرص من بني الزواني ملمع ابلق اليدين قلت، وقد لج بي أذاه وزاد ما بينه وبيني يا معشر الشيعة الحقوني قد ظفر الشمر بالحسين والشمر، واحد من هؤلاء المجرمين الاشرار، الذين لم يكن التاريخ ليثبت اسماءهم في صفحاته، لولا ما ارتكبون من جرائم شنعاء، مثله مثل أبي لؤلؤة الذي اغتال الفاروق عمر، وابن ملجم الذي اغتال الامام عليا. كان الشمر احد قتلة الامام الشهيد الحسين، في السنة 61 في كربلاء، حيث دارت معركة غير متكافئة بين الامام الشهيد مع اثنين وسبعين رجلا من اهله واصحابه، وبين جيش مكون من اربعة الاف من الجبناء، تصرفوا معه جميع التصرفات التي تنافي الرجولة، اذ منعوه واهله من نساء واطفال الماء، و حالوا بينه وبين العودة من حيث جاء، وقتلوا طفلا رضيعا من ابنائه بسهم رموه به، وقتلوا اولاده بمرأى منه، حتى بقي وحيدا، فرموه بالسهام حتى سقط، فبادروا اليه واحتزوا رأسه، ونهبوا مضاربه، وسلبوا حرمه (تاريخ اليعقوبي 2/ 234) وظهر في معركة الطف من الامام الحسين واصحابه من التضحية والفداء، والترامي على الموت، ما بقي على مدار الاجيال مثلا عاليا في الشجاعة والنخوة، ولكن الكثرة غلبت الشجاعة، قال الشاعر: وإن الألى بالطف من آل هاشم تأسوا فسنوا للكرام التأسيا وكان موقف شمر في موقعة كربلاء، يدل على مقدار ما فيه من جبن أصيل، وقسوة بالغة، وينبئ عن طينته الخبيثة، واصله الخسيس، فقد حاول في ابتداء المعركة ان يحرق الخيام التي فيها نساء الحسين واطفاله، ولكن بعض اصحابه صده عن ذلك (الطبري 5/ 438 وابن الاثير 4/76). وكان أحد انصار الحسين، سقط قتيلا في موقعة كربلاء، بعد أن، خاض المعركة دفاعا عن الحسين، فلما سقط صريعا، خرجت امرأته تمشي، حتى جلست عند رأسه، تمسح عن وجهه التراب، وتقول: هنيئا لك الجنة، وابصرها شمر بن ذي الجوشن، فقال لغلام له: اضرب رأسها بالعمود، فضربها به، فماتت مكانها (الطبري 5/ 438 وابن الاثير 4/ 69). وبعد ان قتل الامام الحسين واولاده واصحابه، انتهى شمر الى زين العابدين علي بن الحسين، وكان صبيا مريضا، لم يشترك في المعركة، فأراد ان يقتله، فصده عنه أصحابه (الطبري 5/454 وابن الاثير 4/ 79). وكان شبث بن ربعي، احد من شارك في قتال الامام الشهيد الحسين في موقعة كربلاء، يقول في امارة مصعب بن الزبير، لا يعطي الله ا هل هذا المصر خيرا ابدا، ولا يسددهم لرشد، الا تعجبون انا قاتلنا مع علي بن أبي طالب، ومع ابنه، آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدونا على ابنه، وهو خير أهل الارض، نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية، ضلال يا لك من ضلال (ابن الاثير 4/ 68 و 69). عن كتاب الكنايات البغدادية/ عبود الشالجي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram