تصادف يوم 21 من هذا الشهر الذكرى 330 لولادة يوهان سيباستيان باخ الذي شغل المهتمين بالموسيقى منذ أعاد فيلكس مندلسون تقديم عمله (آلام المسيح) حسب انجيل متى في 1829 وعندها ابتدأ الاهتمام بهذا الموسيقار العظيم، الاهتمام الذي لم يخمد أو حتى يفتر حتى اليوم
تصادف يوم 21 من هذا الشهر الذكرى 330 لولادة يوهان سيباستيان باخ الذي شغل المهتمين بالموسيقى منذ أعاد فيلكس مندلسون تقديم عمله (آلام المسيح) حسب انجيل متى في 1829 وعندها ابتدأ الاهتمام بهذا الموسيقار العظيم، الاهتمام الذي لم يخمد أو حتى يفتر حتى اليوم. كان مندلسون في العشرين من عمره آنئذ، لكننا نعلم أن وراء هذا الشاب انجازا كبيرا، فقد أتم تأليف 12 سيمفونية للوتريات وافتتاحية حلم منتصف الصيف الرائعة (ألفها وهو في الثامنة عشرة) ورباعيات وترية وغيرها، وفي هذه كلها تأثر بموسيقى باخ التي عرفها ودرسها بشكل جيد من مجموعة المخطوطات التي كانت في حوزة جدته. وكانت جدته من الأصدقاء المقربين لابن باخ، الموسيقار المبدع كارل فيليپ إيمانويل ومنه حصلت على مخطوطات أعمال باخ بخط يده.
حصل باخ في القرن التاسع عشر على شهرة لا توازيها شهرة أي موسيقار آخر سوى شهرة موتسارت وبيتهوفن، ولا يزال يعد من أهم الموسيقيين في التاريخ على الاطلاق. لكن باخ لم يشتهر في حياته كمؤلف موسيقي، بل اختطف الشهرة منه مؤلفون آخرون، مثل صديقه جورج فيليپ تلمان (1681 - 1767). ولم يُعرف باخ في حياته إلا بصفته كعازف اورغن مبدع بل كان يعد أحد أشهر العازفين على الأورغن التي يمكن اعتبارها ملكة الأدوات الموسيقية إن جاز لنا استعمال استعمال هذا التشبيه الفج. واشتهرت قصة تحدي عازف الاورغن والهارپـسيكورد الفرنسي لويس مارشان (1669 – 1732) له في مباراة العزف على الهارپـسيكورد سنة 1717 في مدينة دريسدن، وهروب مارشان من المنافسة قبل موعدها. لكن هذه الحادثة انما اخترعها الرواة ولا توجد أدلة تثبت حصولها كما بينت الأبحاث لاحقاً في القرن العشرين.
قضى باخ الجزء الأكبر من حياته في مدينة لايبزج يعمل منشداً لكنيسة توماس، وهذه الوظيفة تعادل منصب المدير الموسيقي لكل ما يتعلق بالحياة الموسيقية في هذه الكنيسة والكنائس الصغيرة التابعة لها، بما في ذلك تأليف الموسيقى للمناسبات الكنسية الدينية وتدريب كورس الكنيسة وتدريس الأطفال الموهوبين الموسيقى. إلى جانب ذلك قام باخ بتنظيم جمعية موسيقية قدمت امسيات اسبوعية في مقهى تسيمرمان في المدينة ، حيث عزف بصحبة أبنائه وأقاربه وتلاميذه وأصدقائه من خيرة الموسيقيين أجمل الأعمال الموسيقية التي انتقاها بعناية، يعد الكثير منها اليوم ضمن الدرر في تاريخ الموسيقى. وكان تلمان قد أسس هذه الجمعية سنة 1702 ايام دراسته الحقوق في لا يبتسج، وتسلم باخ قيادتها بيين 1729 وعام 1741 تاريخ وفاة مالك المقهى. وكانت الجمعية تعمل بدون اجر، مثلما كان حضور هذه الامسيات بدون اجر أيضاً، وكان مالك المقهى يكتفي بزيادة مبيعات القهوة خلال الحفلات الموسيقية، تماماً مثلما كانت مقاهي بغداد تتبارى ذات يوم في تقديم المقام لروادها واجتذاب أمهر قراء المقام.
من الأعمال التي كتبها باخ خصيصا للتقديم في مقهى تسيمرمان، كانتاتا القهوة (رقم 211). تون كوپمان يقود فرقة أمستردام الباروكية:
https://www.youtube.com/watch?v=YC5KpmK6oOs