TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > كربلاء.. التسمية والحياة الاجتماعية

كربلاء.. التسمية والحياة الاجتماعية

نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 04:35 م

د.عدي محسن الهاشمي الموقع والتسمية: يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الاسلامي ، تقع كربلاء في جنوب غربي الفرات على بعد 30 كم وتبعد عن بغداد حوالي 105 كم، وتقع على خط طول 43 درجة وعلى خط عرض 34 درجة مناخها رطب شديد الحرارة في الصيف ,وقارس البرد في الشتاء، تحيط بها البساتين من جميع أرجائها
 اما بالنسبة لتسميتها فقد وجدت العديد من الاراء اهمها رآي الاب انستاس الكرملي، إذ بين ان كربلاء تتكون من كلمتين"كرب" أي المصلى او الحرم باللغة الارامية و"أل" معناه الاله فتصبح حرم الاله ويرى بعض الباحثين إن كلمة كربلاء تعني ( قرب الإله ) ، أو مصلى الإله ، وهي كلمة اصلها من البابلية القديمة فقيل إنها مشتقة من كلمة ( كور بابل ) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة ، منها نينوى الغربية من سدة الهندية ، ومنها الغاضرية (ارض الحسينية ) ثم كربلاء او عقر بابل ثم النواويس ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر ، ويرى اخرون ان تاريخ كربلاء يعود الى تاريخ مدن طسوج النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس ( الفرات القديم ) وعلى ارضها معبد قديم للصلاة ، وذهب اخرون الى انها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما ( كار ) أي العمل ، و ( بالا ) أي الاعلى فيكون معناها العمل الاعلى ، ويحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة ، فلما كانت ارض هذا الموقع رخوة سميت كربلاء او من النقاوة ويقال كربلت الحنطة اذا هززتها ونقيتها ، فيجوز ان تكون هذه الارض منقاة من الحصى والحشائش فسميت بذلك التركيبة الاجتماعية: تقسم التركيبة الاجتماعية في عموم كربلاء الى ثلاث فئات اجتماعية وفقاً لطريقة معيشة السكان فيها، وهي: 1.فئة سكان المدن 2.فئة سكان القرى 3.فئة سكان الصحراء(البدو الرحل). وعلى الرغم من هذا التقسيم، فأنه لايوجد هناك فارق يميز هذه الفئات بعضها عن الآخر وان اختلفت في مستوياتها العلمية والثقافية والاقتصادية والمعيشية،اما مركز مدينة كربلاء فيمكن تقسيم التركيبة الاجتماعية فيها الى اطراف او محلات يترأس كل طرف منها شيخ او اكثر وهو يمثل الوجه الاجتماعي لذلك الطرف. وفي بعض الاحيان يضم الطرف الواحد بين صفوفه مجموعة من الافراد قد لاينتمون الى عشيرة واحدة، الا انهم جميعاً يخضعون ويتبعون شيخ ذلك الطرف الذين يعيشون معه على نفس المساحة من الارض، وينعتون بابناء المحلة او الطرف الواحد. وخلال العهد العثماني المتآخر كانت مدينة كربلاء تضم المحلات او الاطراف التالية: 1.محلة طرف المخيم: تقع في الجنوب الغربي من المدينة وتخضع جميعها الى رئاسة ابناء محسن كمونة واشهرهم محمد علي وفخري، وسمي بهذا الاسم لقربه من مخيم الامام الحسين(ع). 2.محلة او طرف باب بغداد: وتقع في شمال المدينة وهذه المحلة تخضع لرئاسة ابناء عبد الرزاق عواد وهم عبد الكريم وعبد الرحمن وعبد الجليل، وسميت بذلك الاسم لانها تطل على شارع بغداد. 3.محلة او طرف باب الخان: تشكل هذه المحلة الجزء الشرقي من المدينة وتخضع لرئاسة ابناء الحميري وهما عبد علي ومجيد، ويقاسم ابناء الحميري في مشيخة باب الخان ابراهيم ابو والده ، وسمي بهذا الاسم كونه يحوي ثلاثة خانات كبيرة. 4.محلة او طرف العباسية: وتسمى الان طرف العباسية الشرقية وطرف العباسية الغربية وتقع في الجزء الجنوبي والجنوب الغربي من مركز المدينة واسندت رئاسة هذه المحلة الى الشيخ طليفح بن حسون، شيخ عشيرة النصاروة. 5.محلة او طرف باب السلالمة: وتقع هذه المحلة في الجزء الغربي والشمال الغربي من المدينة ورئاسة المحلة لابناء الشيخ علوان شيخ الوزون وهما عثمان وعمر، وسميت بذلك الاسم نسبة الى عشيرة السلالمة. 6.محلة باب الطاق: يشكل هذا الطرف او المحلة الجزء الغربي من مركز المدينة ورئاسة هذه المحلة للشيخ عمران جار الله شيخ عشيرة بني سعد، وسميت بذلك الاسم لوجود طاق الزعفراني الكبير. 7.محلة باب النجف: ان هذه المحلة او الطرف وتختلف عن الاطراف الاخرى كونها تشكل خليط واسع من ابناء بعض العشائر. لذلك اوكلت رئاستها لرجال الدين من علماء البلدة، وتحتل الاجزاء الجنوبية من المدينة، ويطلق عليه ايضاً باب طويريج او باب المشهد. ومن الملاحظ على هذه التقسيمات انها وجدت نتيجة لضعف نشاط الدولة في ممارسة واجباتها في الحفاظ على امن المواطنين وحل مشاكلهم الاجتماعية لاسيما بعد تدهور السيطرة العثمانية وضعفها. لذلك اصبح لهؤلاء الوجهاء والشيوخ في هذه الاطراف حق التصرف في فض وتسوية المنازعات بين الخصوم والتي كانت تقع بين ابناء الطرف الواحد او بين طرف وآخر. الفئات الاجتماعية في كربلاء: ان الوضع الاجتماعي في كربلاء لايختلف عن غيرها من مناطق العراق، إذ ضم المجتمع سكان المدن والقرى والقبائل المرتحلة، واختلفت تلك الفئات بمستوياتها المعاشية والثقافية، وانقسم المجتمع الكربلائي الى طبقات او فئات حاله حال أي مجتمع اخر، إذ وجد التجار والحرفيين والفقهاء ورجال الدين والعاملين في مجال الادب والعلم فضلاً عن العمال والفلاحين الذين كانوا يمثلون النسبة الاكبر من تلك الفئات. تالف المجتمع الكربلائي داخل المدينة إبان تلك الفترة من فئتين اساسيتين هما: 1.فئة علماء الدين وتلاميذهم، لقد اصبحت كربلاء بعد استشه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram