أكرر انحنائي لك أيها العراقي المقاتل. وسأظل افعل ذلك كل صباح ومساء مع علمي ان ذلك من أضعف الوفاء. أنحني لك لأنك، كما قلت لك، صرت تعرف كيف تلعبها صح. وأظل انحني لك لأنك في موقفك البطولي هذا لم تكشف عيوب اعدائك بل وعيوب حتى من يدعي صداقتك او حرصه عليك كذبا.
عد الآن، ان صحت لك فرصة للراحة، وتمعن بأقوال المحللين وما يحملونه من ألقاب "مرعبة"، لتجد انك دوختهم. داخوا بك لأنك في ساحة القتال التي قالت عنها امهاتنا: "البيه زومة يطلع للخيل". ولعمري انك قد طلعت لها بكل بسالة فلاذ عدوك بالزواغير وظل المحللون يمتمتون ويتلعثمون.
بقدر فرحي الكبير بانتصاراتك وارتفاع رأسي للسماء بشهامتك كان محللونا على الشاشات، شيعة وسنة، يبطّون الكبد. ما أن تسألهم مذيعة، خاصة إذا كانت حلوة، عن انتهاكات ركّبوها برأسك حقا كانت أو باطلا، الا وجرتهم الى حيث تريد.
قلتها من قبل انك لو قلبت الدنيا نبشا وبحثا فلن تجد حربا ملائكية مئة بالمئة. لكني اجزم انها في تكريت كانت أنظف حرب في حسابات المقارنة بحروب العراق او ربما العالم.
أمس صادفني مقطع على اليوتيوب لجنود عراقيين يوزعون أغذية على أهالي المناطق التي حرروها. جاءهم طفل ليقول لهم: ان والدي بعثني وقال لي آتني بطعام من هؤلاء الكلاب! لم يضربوه او يهينوه انما فقط سألوه: ان كنا كلابا كما يدعي والدك فعلام يطعم نفسه من طعامنا؟ ومع هذا اعطوه الطعام وذهب به الى حيث يريد. أأحتاج ان اسألكم: ماذا سيحل بهذا الطفل، وربما بمنطقته كلها، لو انه من اهل العمارة وقصد حرس صدام الجمهوري خلال قمعه لانتفاضة اهل الجنوب بعد غزو الكويت وقال لهم ما قاله اليوم؟ وماذا أيضا لو كان الذين مكان جنودنا من الدواعش؟
لا انكر ولا انفي وقوع انتهاكات لأني لو فعلتها سأكذب عليكم وعلى نفسي. لكن طمس أي خبر يكشف عن روح النبل والسماحة عند العراقيين والتركيز فقط على اغلاطهم عيب جيني متأصل بالنفوس الطائفية وكذلك الغبية. وهل هناك فرق بين الطائفية والغباء؟ لا أظن.
وصيتي لك أيها المقاتل الشجاع وانت تحمل مشعل النور بوجه الظلام ان تبقى سائرا على الطريق الصح وتذكر انك ما كنت ستضحي بنفسك لولا أخطاء وغباء الذين تحكموا بك في غفلة من الدهر. دعك عن أصوات المصيحجية والمصحيجيات، من الطائفيين والطائفيات وتذكر ان لك أختا اسمها فدعة كانت تتغنى بك:
اخوي الثلاثة مرافجاته
الكرم والمراجل والثباته
اخوي الذي جاراته خواته
اخوي العبد والضيف اغاته
شوفوا العراقي من يحب!
[post-views]
نشر في: 15 مارس, 2015: 09:01 م