من منكم ايها السادة قادرعلى متابعة أخبار العراق؟ فنحن البلاد الأبرز التي تدور فيها أسوأ المهازل، لا شيء بالمقارنة مع دول العالم، صحف المعمورة خالية تقريباً من"الأخبار المثيرة والطريفة"وكتابها المساكين يعانون من عطالة عن العمل في هولندا والسويد وحتى اميركا ومعظم افريقيا وآسيا، نحن المكان الابرز للخبر اليومي العجيب والغريب، من عينة ما اوصانا به مسؤول ايراني"ظريف ولطيف"بان ننفض عنا ثوب الذل والذي هو حسب تعبيره"الكوفية والعقال والدشداشة" ولم يدلنا السيد"حفظه الله"عن نوع الزي الذي سيختاره لنا، لو طبق علينا نظرية المستشار يونسي واصبحنا جزءاً من الامبراطورية الايرانية.
إذا كان جنابك من الذين يتابعون الأخبار الكوميدية جدا، فأتمنى أن تكون قد تابعت المعركة داخل قبة البرلمان العراقي، وهي معركة"بالتاكيد"من اجل رفاهية المواطن وامنه ومستقبله، وليست من اجل على الحصول على اكبر قدر من المناصب.
هذه يا سادة ليست مؤامرة امبريالية ضد مجلسنا"الموقر"، بل هي فصل من مضحكات الديمقراطية الحديثة وآثارها"الطيبة "التي يتمتع بها سكان هذه الارض؟ من يريد منكم ان يعرف كيف يتحول العمل السياسي الى ساحة مبارزة، عليه ان يذهب الى السيد"يوتيوب"ليشاهد كيف تحولنا من معركة بناء الوطن الى معركة تقاسم الكعكة.
وإذا كان جنابك من الذين يطمحون بالمزيد من هذه الأخبار الكوميدية، فأتمنى أن تقرأ التقريرالمنشور فيعدد اليوم من صحيفة المدى وتحت عنوان،"كلية التربية تفرض العباءة الاسلامية وطالبات يصفنها بأفكار"داعش" واسمحوا لي قبل ان اعلق على هذا القرار القرقوشي ان اسأل: هل تمت استشارة المسؤول الايراني الرفيع عن هذا الزي، واذا كان ينفع في المرحلة القادمة؟.
هذه هي بعض الأخبار التي أمامكم: معارك الساسة ضد الناس، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة الدروشة والشعارات الزائفة.
كل تجارب الشعوب تعلمنا أن فرض الوصاية على الناس وتوجيههم الوجهة التي يريدها الحاكم أو المسؤول تنتهي إلى تشكيل عصابة تعتاش على القهر والفساد.
لعل أبرز مشاكل نخبنا السياسية، أنها جميعا تدعي العمل ليل نهار لإقامة الدولة المدنية، بينما تقوض في تصرفاتها العملية كل الأركان الواجب الحفاظ عليها لمثل هذه الدولة، ولدي نموذج صارخ على هذه الازدواجية، فقد تابعت، مثل غيري، على صفحات الصحف بعض القرارات"القرقوشية"التي يصدرها عدد من المسؤولين أو الخطب التي يطلقها العديد من النواب والتي تتناقض مع مواد الدستور، وهي خطب وتعليمات تعد تدخلا في الحريات الشخصية للمواطن"المغلوب على امره".
تطالب الناس بحكومة خدمات فيأتي لهم الساسة بمن ينظم لهم ما يرتدون من ملابس على أمل أن يأتي قرار آخر يحدد لهم ما يسمعون ويأكلون، يعلو هتاف الناس بضرورة حكومة كفاءات، فيكون الرد بقرارات من عينة الحشمة في الجامعات وضرورة فصل الطلاب عن الطالبات وإبعاد الخبرات لنوازع طائفية مقيتة.
في ظل هذه الأوضاع لابد أنكم تحسدون معي الامانة العامة لمجلس الوزراء على قدرتها الخرافية على الانفصال عن الواقع، والتحليق بعيدا عن المنطق، ليطلق القائمون عليها تصريحات من عيّنة"شرطة المحافظة على الاخلاق".
السادة القائمون على بطولة ازياء العراق الجديد، أتمنى عليكم ان ترفعوا الأقنعة عن وجوهكم وتعرفوا ماذا يريد العراقيون، وتؤمنوا بأننا تجاوزنا سن الوصاية وأننا أحرار في ديننا ودنيانا، والأهم ان تدركوا ان الشعب يحتاج إلى التنمية والاستقرار.. الخبز والحرية.. والمسكن والعمل.. أما الشعب الذي تريدون خنقه بقرارات كوميدية فقد خرج، ولم يعد.
"دشداشة"وعرض منقطع النظير
[post-views]
نشر في: 15 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 6
د عادل على
أيها العراقيون هل انتم بطرانون او تريدون قادسيه العبادى؟؟؟او مازالت أفكار البعث والحقد على الصفويين المجوس راسخه في ادمغتكم؟؟او هل كل العراقيين بعثيون من غير الانتماء البعثى؟؟؟او هل حروبكم قليله؟؟؟اقضوا على الداعش أولا ثم اعلونوها حربا على الامبراطوريه ال
عباس العبيدي
لا زال البعض يتحسس من صدام حسين والرجل مات وشبع موت ولا زال الكثير من الموتورين اللذين يدعون عدم خوضهم في الطائفية يذكرون محاسن ايران ويذكرون حربنا معها يتبجحون بقوتها وكيف تستطيع ان تحتل كل هذه الدول التي عددها الدكتور عادل علي والذي لا نعرف من أين أتى ب
مواطن عراقي
الاخوة علي حسين والدكتور عادل الاكارم وكل من يقرأ هذا المقال انا مع الاستاذ علي حسين بطرحه وارجو ان تشاهدوا هذا الرابط https://www.facebook.com/video.php?v=729620453779064 fref=nf اخواني، مع الاسف فاننا نشاهد اليوم انشقاق الصف الوطني وللاسف بارادة
د عادل على
أيها العراقيون هل انتم بطرانون او تريدون قادسيه العبادى؟؟؟او مازالت أفكار البعث والحقد على الصفويين المجوس راسخه في ادمغتكم؟؟او هل كل العراقيين بعثيون من غير الانتماء البعثى؟؟؟او هل حروبكم قليله؟؟؟اقضوا على الداعش أولا ثم اعلونوها حربا على الامبراطوريه ال
عباس العبيدي
لا زال البعض يتحسس من صدام حسين والرجل مات وشبع موت ولا زال الكثير من الموتورين اللذين يدعون عدم خوضهم في الطائفية يذكرون محاسن ايران ويذكرون حربنا معها يتبجحون بقوتها وكيف تستطيع ان تحتل كل هذه الدول التي عددها الدكتور عادل علي والذي لا نعرف من أين أتى ب
مواطن عراقي
الاخوة علي حسين والدكتور عادل الاكارم وكل من يقرأ هذا المقال انا مع الاستاذ علي حسين بطرحه وارجو ان تشاهدوا هذا الرابط https://www.facebook.com/video.php?v=729620453779064 fref=nf اخواني، مع الاسف فاننا نشاهد اليوم انشقاق الصف الوطني وللاسف بارادة