نصحتني صديقة إعلامية بلطف ان امرّ على بعض القنوات الفضائية التي وصفتها بالـ "شيعية" بعد ان وجدتني أُكثر من لوم القنوات العربية في طريقة تناولها لمعركة تحرير تكريت. عملت بالنصيحة وتوقفت ساعات طوال عند ثلاث محطات اقترحت عليّ الصديقة اسماءها. بصراحة اقولها وليزعل مني من يزعل، كانت اول ردة فعل لي اني قلت لنفسي: يا عمّ ستر الله على القنوات العربية التي انتقدتها وفي مقدمتها "الحدث". ما هذا الذي نراه يا حضرات؟ تتصورون انكم كوميديون وانتم في الحقيقة مسخرة تضحكون الناس عليكم وعلينا. ماذا يعني في هذا الوقت الحرج والمفصلي بتاريخ عراقنا ان تأتوا بطائفيين من الطرفين يتناطحان بالشتائم ويتنابزان بالألقاب؟ هل فرغ العراق من معتدلي السنة والشيعة؟ عيب وعار عليكم يا من تدعون انكم اعلاميو المذهب الحريصون عليه ان تحولوا قنواتكم الى حلبات لمصارعة الثيران الطائفية ومعلقكم يطش كلامه البذيء على الآخرين ليزيد نار الطائفية اشتعالا. أي اخلاق هذه التي تتحلون بها؟ أخلاق علي بن ابي طالب ام زين العابدين أم ابي حنيفة النعمان أم موسى الكاظم؟
انها حرب شرسة وعلى ما بعد نتائجها يتوقف مستقبل العراق شعبا ودولة. عدوانيتكم هذه لا تدفعون ثمنها انتم بل بسطاء الناس من الشيعة والسنة وفي اولهم جنودنا البواسل. عندما رفعنا رؤوسنا بموقف بنت العلم الطاهرة برقصتها فرحا بانتصار اخوتها على الإرهاب قلنا انها رسالة. لا للسنة فقط كما قد يتصور البعض. كلا انها للشيعة أولا. كان الجندي شيعيا شريفا تعامل بكل نبل واخوة مع عائلة سنية. كان عليكم ان تتعلموا منه معنى الوطنية وتكفوا عند زرع البغضاء والكراهية بين أبناء الشعب الواحد. ليتكم تدلوني على قطرة فائدة واحدة تعودون بها على الشيعة من هذا الشحن الطائفي البغيض.
على القائد العام للقوات المسلحة ان يتدخل فورا وبقرارات حاسمة وصارمة لإسكات هذه البؤر التي شوهت وتشوه صورة أهلنا أمام الدنيا وعلى الهواء. نحن في حالة حرب ومن واجب الدولة في هذه اللحظة الحاسمة ان تحمي أرواح المواطنين وان لا تجامل هذا او ذاك على حساب الدم العراقي.
لا نحتاج لمناظرات ومناكفات وشتائم وبذاءات طائفية. عراقنا يا حيدر العبادي يعج بالعقول الواعية والمعتدلة من كل الاطراف. شكل منهم لجنة عليا لمحاربة الاعلام الطائفي الذي لا يقل خطرا وهمجية عن الدواعش. ادعوا لها المثقفين الذين لا تأخذهم في مصلحة العراق لومة مذهب او عرق أو حزب. ضع أعضاء مجلس النواب على المحك أيضا وطالبهم بقانون فوري يحظر الطائفية وزرع الكراهية. قانون ذو اسنان باشطة يعينك على الوقوف بوجه هؤلاء الذين اذا تركناهم في غبائهم وحقدهم يعمهون سيحولون انتصارات جيشنا، لا سمح الله، الى كارثة تحرق ما تبقى من اخضر العراق بيابس عقولهم المتخلفة.
أوقفوا مهزلة المناكفات الطائفية
[post-views]
نشر في: 16 مارس, 2015: 09:01 م