علق الرئيس السوري بشار الأسد امس (الإثنين) على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة بأنه «ينتظر الأفعال» بعد التصريحات.
وقال الأسد رداً على سؤال للتلفزيون الإيراني حول إقرار كيري بوجوب الحوار معه: «لا زلنا نستمع إلى تصري
علق الرئيس السوري بشار الأسد امس (الإثنين) على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة بأنه «ينتظر الأفعال» بعد التصريحات.
وقال الأسد رداً على سؤال للتلفزيون الإيراني حول إقرار كيري بوجوب الحوار معه: «لا زلنا نستمع إلى تصريحات، وعلينا ان ننتظر الأفعال وعندها نقرر».
وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة «سي بي اس» الأميركية السبت رداً على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد بأن «علينا التفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1». وتابع: «الأسد لم يكن يريد التفاوض. (...) اذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جادة حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من اجل حضّه على فعل ذلك».
وعما اذا كانت هناك تغيرات في المواقف الدولية، قال الأسد في التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا): «لا يوجد لدينا خيار سوى ان ندافع عن وطننا. لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الأول بالنسبة الى هذه النقطة»، مضيفاً ان «اي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء ايجابي ان كانت صادقة وإن كانت لها مفاعيل على الأرض».
وشدد على ان هذه التغيرات يجب ان «تبدأ اولاً بوقف الدعم السياسي للإرهابيين ووقف التمويل ووقف ارسال السلاح والدعم اللوجستي والمالي وأيضاً العسكري لهم. عندها نستطيع ان نقول ان هذا التغيير اصبح تغييراً حقيقياً».
وطالبت واشنطن منذ بدء النزاع السوري في منتصف آذار 2011، برحيل الأسد، وأعلن كيري قبل اسابيع ان «الأولوية» المطلقة لبلاده في سورية اصبحت القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).قالت فرنسا امس (الاثنين) إنها لا تزال تعارض إجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد يوم من تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إمكان التفاوض معه.
وفي رد على تصريحات كيري أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تصريحات أدلى بها وزير الخارجية لوران فابيوس في نهاية شباط قال فيها إن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي وأعضاء المعارضة تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة. ونقلت الوزارة عن فابيوس قوله: «من الواضح لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار».وفي سياق متصل سارع التلفزيون السوري إلى نشر تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التي لوح فيها إلى ضرورة التفاوض مع بشار الأسد، في خطوة أثارت تساؤلات عن تقارب محتمل بين دمشق و واشنطن.وتشير تصريحات كيري إلى أن واشنطن تعمل من وراء الستار على إبرام اتفاق مع دمشق، ولو بطريقة غير مباشرة، على غرار "تسوية الكيماوي" التي جنبت سوريا ضربة أميركية قبل نحو عامين.
وحرص الوزير الأميركي على انتقاء كلمات ملتبسة، لا تشير بوضوح إلى تغيير جذري في موقف واشنطن إزاء الأسد، في خطوة ربما تهدف إلى إبقاء الباب مواربا، حتى تتضح "معالم الصفقة" مع طهران.
فكيري أطلق تصريحاته من شرم الشيخ في مصر قبل أن يتوجه إلى سويسرا، حيث سيلتقي نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، لبدء جولة حاسمة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وبما أن الملف النووي الإيراني بات أكثر ارتباطا بملف الأزمة السورية، إثر هيمنة طهران على القرار بدمشق، تسعى واشنطن إلى وضع صفقة "مستقبل الأسد- نووي إيران" في سلة واحدة، دون الرجوع إلى حلفائها.
ولكن وزارة الخارجية الأميركية لجأت، بعد تصريحات كيري، إلى إرسال إشارات تبدو في سياق مناقض، وذلك من منطلق حرصها على مراعاة حلفائها الذي يصرون أن الأسد فقد الشرعية، وبغية عدم حرق كافة أوراقها في المفاوضات مع طهران.
فالمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا، وقالت " "سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سوريا ونحن نقول هذا الكلام دوما "
من جانب اخر نددت تركيا الاثنين بتصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اعتبر انه على واشنطن ان تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد لانهاء النزاع في سوريا. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو لوكالة انباء الاناضول ان مشاكل سوريا الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع فى اذار 2001 سببها نظام الاسد، ونقلت عنه الوكالة قوله خلال زيارة الى كمبوديا "ماذا هناك لكي يتم التفاوض حوله مع الاسد؟". وقال "اي مفاوضات ستجرى مع نظام قتل اكثر من 200 الف شخص واستخدم اسلحة كيميائية، وتساءل وزير الخارجية التركي "حتى الان، اي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟". وقال ان كل الاطراف يجب ان تعمل من اجل "انتقال سياسي" في سوريا.