وأخيراً .. كسب نادي الشرطة الرهان وحصد لقب الدوري السلوي الممتاز موسم 2014-2105 بعد غياب دام اكثر من 18 عاماً تخللته محاولات متباينة بين الاقتراب من النجاح وبين الفشل اختلطت معها مسالك الوصول الى منصات التتويج وهربت الحلول في ايجاد مواطن الخلل الذي أصاب الفريق طوال الفترة الماضية.
الإنجاز الأخير جاء تحت قيادة تونسية عربية خالصة متمثلة بالمدرب القدير ماهر عبدالعزيز خنفير الذي وضع لمساته الابداعية واستنهض في نفوس لاعبيه روح الإصرار والعزيمة ووظف امكاناتهم الفنية لتتناغم مع زملائهم من المحترفين ليحصل على توليفة رائعة تمكنت من خطف اللقب وتجاوز لحظات حرجة وخاصة في اللقاء الختامي امام منافس شرس وهو نادي الكرخ.
التجربة الشرطاوية الناجحة عزفت على اكثر من وتر لتقدم سمفونية رائعة أخذت تداعب عقول ومشاعر الباحثين عن اعادة المجد لكرة السلة العراقية التي أصابها الوهن وتراجعت كثيراً خلال السنوات الماضية حينما حطمت قيود التردد في الاستعانة بالفكر العربي للتطوير كخطوة أولى تتناسب مع الظرف الراهن وما يصاحبه من أزمات أمنية ومالية تعرقل استقطاب الخبرات العالمية ثم عادت لتلفت الأنظار الى أن المنافسة كلما اشتدت أوجدت قاعدة كبيرة من المواهب تتسابق لتظهر قدراتها وتعلن عن نفسها من أجل ضمان التواجد في المنتخبات الوطنية ومعها نكتشف ان الجماهير بدأت تتفاعل وبأعداد لا بأس بها يمكن ان يشكل حضورها اشارة بإمكانية اعادة الزخم السابق الذي شهدته سنوات تألق كرة السلة العراقية داخلياً وخارجياً.
ولأجل أن لا نترك فرصة الفورة التي أحدثها النهائي المثير لابد للاتحاد المعني أن يستثمر تلك الأجواء في ترصين خطواته نحو أحداث نهضة شاملة تأخذ من تجارب الدول الأخرى الأسس العامة لعملية توسيع ساحة اللعبة فنياً وجماهيرياً ولا بأس ان نذكر بما قامت به الشقيقة لبنان عندما استثمرت كل الوسائل الإعلامية والتربوية واستقطبت اللاعبين وسخرت الإمكانات المحلية وارتقت بالدوري العام الى حيث الإثارة عبر التعريف والتثقيف واستثارة مشاعر الرغبة لدى الفئات الشبابية في ممارسة اللعبة وحضور المباريات حتى اصبحت تلك الرياضة تمثل علامة تميز جعلت من السلة اللبنانية منافساً في المحافل العربية والقارية سواء على صعيد الاندية أو المنتخبات.
إن تعزيز الايجابيات التي أفرزتها مباريات الدوري المحلي هي ضرورة تقع على عاتق اتحاد كرة السلة عبر زيادة المناقشة والبحث وحث الاندية لتبني خيار اكثر نفعاً في رؤية القيادة الفنية أو استقطاب اللاعبين المحترفين من دون ان تصطدم بحواجز الإسراف المالي المُبالغ به طالما ان الخبرة العربية أثبتت انها تمتلك من الفكر والقدرة على تفعيل الجوانب المهارية التي يمكن ان تسهم في دفع عجلة اللعبة الى أمام .. من دون إغفال رصد ومعالجة ما رافق الموسم من سلبيات وخاصة الجوانب التنظيمية التي ظهرت جلياً في فوضى حفل الختام وكذلك ضعف التوجه الإعلامي وغياب الحوافز العينية والمادية التي تلعب دوراً كبيراً في خلق المنافسة بين اللاعبين وصولاً الى دراسة ملاحظة مدرب نادي الشرطة التونسي ماهر خنفير من خلال لقائه بـ(المدى) عندما أثار مسألة قلة مباريات الدوري التي لا تتجاوز 20 مباراة بما فيها مباريات النهائي وهي أمر لا يخدم مسيرة التطور وإشهار اللعبة.
نقول: لقد جنى نادي القيثارة ثمار تخطيطه ومغامرته في أن يكون أول نادٍ يضع ثقته بالكفاءة العربية ويحصد معه اللقب المحلي بعد ان أجاد المدرب خنفير في ملء سلة الشرطة بالعنب العربي الأصيل ويترك الحصرم للآخرين.
سلتنا والعنب عربي
[post-views]
نشر في: 17 مارس, 2015: 09:01 م