يأخذ فيلم " جريمة قتل جوار نهر يانهي " المشاهد إلى الوراء عام 1937، حين أُجريت في يانان بمقاطعة شانزي، المحاكمة العلنية الأولى الواسعة التأثير في تاريخ الحزب الشيوعي في الصين. فقد أُتـَّهم الضابط البالغ من العمر 26 عاماً هوانغ كيغونغ بقتل طالبة رفضت
يأخذ فيلم " جريمة قتل جوار نهر يانهي " المشاهد إلى الوراء عام 1937، حين أُجريت في يانان بمقاطعة شانزي، المحاكمة العلنية الأولى الواسعة التأثير في تاريخ الحزب الشيوعي في الصين. فقد أُتـَّهم الضابط البالغ من العمر 26 عاماً هوانغ كيغونغ بقتل طالبة رفضت الزواج منه. و كان هوانغ يتوقع أن يعفو ماو تسي تونغ عنه، لكن ذلك لم يحصل، كما جاء في عرض وانغ كيهو لهذا الفيلم.
وهو " فيلم تجاري ' أحمر ' نادر "، قال مخرجه وانغ فانغفانغ ( 35 عاماً ) مؤخراً خلال منتدى سينما جيل الشباب الصيني التاسع حين عُرض الفيلم على جمهور صغير. " و هو ليس فقط فيلم إثارة سياسي ذا رسالة إيجابية، بل يشتمل أيضاً على الحُب، و الطبيعة الإنسانية المتكافئة وغيرهما من العناصر الأخرى الشعبية وسط جمهور اليوم "، كما قال وانغ، الذي يعمل كاتبَ سيناريو لوقت طويل، وكان قد أطلق فيلمه " البطل Champion " عام 2012، الذي يمثّل سيرة حياة عن زو هَيفينغ، الفائز بالميدالية الذهبية الأولمبية الأولى في الصين.
ويُعد فيلم " جريمة قتل جوار نهر يانهي " تطوراً بارزاً منذ أن توقف التطرق إلى القضية في وسائل الإعلام الصينية السائدة لعقود، و كان هيو يوبانغ، و هو اسم مثير للجدل في تاريخ الصين الجديدة، المدعي العام في المحاكمة المذكورة آنفاً وهو دور بارز في الفيلم. و يقول وانغ " إن معظم أفراد فريقنا في الثلاثينيات من أعمارهم، و لهذا فهو تحـدٍ بالنسبة لنا للعمل مع جزء غير مألوف من التاريخ ". و قد استغرق تصوير الفيلم نحو 45 يوماً في طقس سيء وظروف عيش عسيرة في الشتاء الماضي في مقاطعة شانزي الشمالية، في مركز النجد الرسوبي الصيني، الذي كان قاعدة الثورة الصينية وقتَ حدوث القصة. " لكن تلك الظروف ربما جعلتنا نتحسس ما تحمَّله أولئك الجنود الثوريون "، كما قال. وكانت يانان آنذاك عاصمة إقليم شان ــ غان ــ ننغ الحدودي، قاعدة الحزب الشيوعي لمقاتلة قوات العدوان الياباني. وحين وقعت جريمة القتل، كانت محكمة الإقليم العليا قد عملت لشهرين فقط، و كان جهازها القانوني غير كامل بعــد. وأوضح المخرج أن من الأمور المهمة في فيلمه التصوير المفصّل للشخصيات البارزة المتنوعة، وذلك هو السبب في اختياره استخدام لقطات مقربة كثيرة لأبطال الفيلم من أجل تحسس انفعالاتهم ، مع هذا، فإن رواد السينما الشباب قد لا يتفهمون طابعه الوقور، وقد سُمع شيء من الضحك في العرض السينمائي الصغير خلال المنتدى.
وعلى كل حال، فإن الفيلم، مع الممثل البارع البالغ من العمر 32 عاماً وانغ كَي، الذي يقوم بدور الضابط هوانغ كيغونغ، يمكن أن تكون له جاذبية شعبية. و قد كان هناك، بعد عرضه، صفّ من المعجبات الشابات لتقديم باقات من الزهور لبطلهن المحبوب، وكان قد أُطلق على وانغ كَي في المنتدى في العام الماضي لقب الممثل " الأمضى most cutting-edge "، لكنه عزا شخصياً ذلك الإنجاز بكل تواضع لمنافسه في الفيلم تشينغ تَشين ( 43عاماً ) الذي يقوم بدور القاضي الرئيس لَي جنجين وهو مشهور بأدائه دور مهاجر صيني إلى برشلونة في الدراما الإسبانية ــ المكسيكية المرشحة للأوسكار " Biutiful " عام 2010.
وقد أوضح كاتب سيناريو الفيلم وانغ زينغدونغ ( 64 عاماً ) أن بعض الممثلين الشباب رفضوا المشاركة في الفيلم بعد أن قرأوا النص، بسبب موضوعته السياسية الجادّة. و قال: إنه راجع أضابير قديمة كثيرة، بما فيها رسالة للرئيس ماو بخط اليــد يرفض فيها العفو عن القاتل، لنكون دقيقيين تاريخياً. " وصناعة السينما تحتاج إلى أشخاص يهتمون بما هو أكثر من التسلية المجردة والمال " وفقاً لهذا السينمائي المحنّك المعروف بأعماله الدرامية التاريخية، التي منها " تأسيس الجمهورية " عام 2009. فالفيلم كما قال، " مرآة المجتمع، و الدروس المستمدة من التاريخ مرايا للحاضر، لكننا نريد أن نترك شيئاً في ما يتعلق بتاريخ بلدنا القضائي ".
عن: China Daily