TOP

جريدة المدى > سينما > رأيان في فيلم بحيرة الوجع

رأيان في فيلم بحيرة الوجع

نشر في: 19 مارس, 2015: 12:01 ص

بعد عرض فيلم بحيرة الوجع للمخرج جلال كامل وتلقي التهاني على نجاح الفيلم وفريق عمله، أدلى بعض المتخصصين بالسينما بدلوهم في اعادة تقويم الفيلم سلبيا وإيجابيا، وهذا لا يقلل من شأن النجاح ، بل هي ملاحظات قيل ولابد من قراءتها.
الرأي الأول للأكاديمي صالح

بعد عرض فيلم بحيرة الوجع للمخرج جلال كامل وتلقي التهاني على نجاح الفيلم وفريق عمله، أدلى بعض المتخصصين بالسينما بدلوهم في اعادة تقويم الفيلم سلبيا وإيجابيا، وهذا لا يقلل من شأن النجاح ، بل هي ملاحظات قيل ولابد من قراءتها.

الرأي الأول للأكاديمي
صالح الصحن يقول فيه:
فلم (بحيرة الوجع) استوفى شروط مكوناته وعناصره السينمائية على قدر من القبول والإعجاب من الجمهور الذي شكـَّل المختصون الغالبية منه وبمحاسن قد تشكـِّل جزءاً من ذائقة التلقي الجمالي للفلم ببقاء المشاهدة الى حدِ النهاية والتصفيق له .
ومما تجدر الإشارة إليه ان فلم( بحيرة الوجع) قد افلح في كثير من العناصر التي تسيدت في منظومة الفلم وهي البناء الموسيقي والقدرات الواضحة لكفاءة الصورة ومستوى التركيب والنقاء الصوتي والأداء الباهر لأغلب الممثلين، والوضوح السائد في حدة الصراع بين الإرهاب والحياة الإنسانية فضلا عن الزمان والمكان وحدود توافقهما .
وبرغم اجتياز الفلم القبول والإعجاب الآن هناك ثمة ملاحظات يمكن الإشارة اليها وهي التسمية : استقبل المتلقي اسم الفلم ( بحيرة الوجع) على ان هناك ثمة مقاربة او تناصاً مع سمفونية بحيرة( بحيرة البجع) وراح يشغل عجلة البحث واكتشاف الدلالة والرمز والتنقيب عن معطيات السرد الصوري والمثابات التي تدلنا او ترتبط بعلاقة بصرية او ذهنية مع ما يمت بصلة (بالبجع) وبحيراته الواسعة، الا انه لن يجد ما يحقق هذا التقارب او التناص، واذا كان النص الفلمي يحمل جملة اوجاع ساخنة فقد طغت بحور الموسيقى والفرقة السمفونية والأغاني المتفائلة بالحياة والوطن على ما تصدى لها من صراعات من الإرهاب والجرائم والانتهاكات . النص: فتح النص مركب الدلالة والرمز بمحمولات واضحة برغم تناوله البناء الواقعي لأحداث القصة فقد حمل ملامح لا تخلو من الرمزية وبقدر متفاوت, فالموسيقى حاملة المعنى والدلالة والمفهوم الانساني للحياة بمشاعر وأحاسيس كرمز لتبني الموقف الخصم لقوى الظلام والقتل وكذا الحال بالنسبة للاطفال الذين ظهروا ، الرمز المؤكد للمستقبل . وكذلك طغيان القرار العشائري كرمز لغياب السلطة وضعف دورها .
الشخصية النموذجية : برغم التوازن الذي حققه المخرج في توزيع الأدوار بشكل ملائم وبروز عدد من الشخصيات الرئيسة في احتواء مكامن الحدث على امتداد السرد الصوري إلا أن بقاء شخصية ( استاذ ابراهيم ) التي جسدها المخرج جلال كامل على مسار التدفق السردي في منظومة الحدث وبشكل محوري منحها التشبع بالكثير من اللقطات القريبة والمتوسطة بطغيان سمعي - بصري في الحكاية الفلمية ,والذي حقق هيمنتها في السرد وتبوِّئها صفة الشخصية النموذجية لأنها ( مربية , معلمة , ناصحة ، متفائلة , صاحبة مشروع , محبة للخير , متوازنه وقائدة لمن حولها ) الى غير ذلك من الصفات اللائقة ، لكن بناءها كشخصية نموذجية خالف الاشتراطات المنهجية جراء ما أُلصق بها من صفة الانكسار المتمثلة بانحراف شقيقته ( ملاك ) , الأمر الذي هشـَّم جزءاً ليس قليلا بمكانتها وهيبتها امام المجتمع، وهذا ما لا يتناسب مع عناصر بناء الشخصية النموذجية المعفاة من هذه الانتكاسات التمثيل : كانت منظومة التمثيل متميزة بشكل يبعث عن الإعجاب بالأداء الذي قدمه الكثير من الممثلين وبالأخص الأدوار الرئيسة.
البيئــة: مما يلاحظ من هوية المكان الذي اعتمد مسرحاً لأحداث (بحيرة الوجع) هو التداخل البيئي بين المدينة والريف فتارة نرى مشاهد أقرب ما تكون الى ضواحي بغداد ذات الطابع الريفي وتارة على خشبة المسرح الكبيرة بعزف الفرقة السمفونية اما اللهجة السائدة فقد غلب عليها لهجة المدينة وبعدها عن اجواء الريف.
المونتاج : تعمدت منظومة المونتاج بنسج المتغيرات السمعية والصورية لأحداث الفلم على وفق التتابع والبناء في ضوء قطعات متباينة ومحددة اعتمدت التشويق والتوتر والترقب وتوليف الموسيقى المراقفة للحدث بتنامي وتغذية تعزز من روح الفعل واشتداد تبدلاته وهنا أجاد المونتير علي السامرائي في التركيب والبناء السردي لمفهوم معطيات الفلم.

اما الرأي الآخر فهو للمخرج الميداني السينمائي ‏ ثائر عبد علي‏ :
تحية حب وسلام إلى جميع القائمين على فلم (بحيرة الوجع) تحية للفنان المخرج جلال كامل وتحية الى الرائعة في أدائها الاحترافي الممثلة سناء عبدالرحمن والمبدع مازن محمد مصطفى والوجه السينمائي الجديد همسة وجميع من أسهم بإنجاز هذا المنجز الفني ..الفلم كان رائعا برسالته الانسانية الوطنية.
اما ملاحظاتي المتواضعة عن الفلم أطرحها بحب لصانع الفلم والى المعنيين.
الفلم كان واقعياً لكنه غير منطقي في بناء الأحداث والدقة التاريخية بسلوك الاشخاص وعوائلهم وعلاقاتهم الاجتماعية فيما بينهم لأنهم ينتمون الى نظام العشيرة وقوانينها الصارمة، كما ان الفلم اوصل رسالته الانسانية الوطنية بالاستمرار ببث الحياة على الرغم مما يحدث ، أوصلها باول خمس دقائق مثلاً (اللقطة العامة من الأعلى للمدينة + عزف الاوركسترا في المسرح + الانفجار ومشهد الحرب واصوات الرصاص+ كسر آلة الكمان ورفعها ثم البدء باستمرار العزف والغناء للقصيدة الوطنية ) انتهى الفلم ووصلت الرسالة. الى جانب ذلك ان
الفلم تعكز كثيرا على الموسيقى ..وذابت تحتها الأخطاء المونتاجية الكثيرة في ربط اللقطات ورفع ايقاع الفلم من خلال استخدامها بالاماكن غير المبررة لوجودها.وكان
- المونتاج غير موفق بربط اللقطات والجمبات الكثيرة في الصورة والاضاءة والصوت، كما تخلل دزدوشن باماكن متفاوتة من الفيلم مما أثر كثيرا عليه.
كما يوجد الكثير من اللقطات والمشاهد الزائدة لو تم الاستغناء عنها لأصبح الفلم اكثر منضبطاً واكثر أناقة.
تصوير الفلم مزج بين التصوير السينمائي من ناحية الكوادر وزوايا ومستويات وحركة الكاميرا وأداء الممثلين والاضاءة ، وبين التصوير التلفزيوني.. فنرى مشاهد سينمائية وتلفزيونية في الفلم بشكل واضح.
وبخصوص ايقاع الفلم كان متفاوتاً وغير متنام ٍ ، واعتمد على اداء الممثلين ,مثلا عندما يظهر الممثل مازن محمد وسناء عبدالرحمن يتنامى الفلم بالإيقاع وكذلك التعكز على الموسيقى .
المخرج وممثل البطولة جلال كامل ظهر بنسبة 95% من مشاهد الفلم، وهذا غير منطقي من وجهة نظري، اما أداؤه فقد كان يمتزج بين الأداء السينمائي والتلفزيوني ايضاً .
الفلم أوصل لي بان جلال كامل أراد التعريف بنفسه بأنه عازف ومطرب وارضاء غريزة ذاتية دفينة في داخله ..وهذا حق مشروع بزمن عدم وجود الفرص لتحقيق ذلك.
كذلك تجاوز الفلم بنسبة معينة على العشائر الجنوبية واظهار الجانب السلبي غير المنطقي في بعض الأحيان.
بعض شخصيات الفلم لا توجد لديها مرجعيات ولا مبررلإدخالها ..اضافة الى القفزات بالحدث الدرامي ..وهذا يعود لعدم وجود كاتب سيناريو متخصص للفلم وهذا عيب جميع الافلام التي عُرضت تقريبا .
الفلم بشكل عام كان افضل بكثير من بعض الافلام التي عُرضت حتى الآن. وانا أضعه بالمرتبة الثالثة بعد فلم (صمت الراعي) وفلم (نجم البقال) .من اصل عشرة افلام تقريبا ..ولا ننسى بان فلم ( بحيرة الوجع) هو التجربة الاولى للمخرج والممثل والمطرب والعازف جلال كامل ..شكر وعرفان اليكم أحبتي صانعي فلم (بحيرة الوجع) وأنا أعتذر اليكم جميعاً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram