البهائم المدجنة من نعاج وخراف وماعز وثيران وبقر .. إلخ . وحدها ، يسهل اقتيادها نحو المسلخ ، واستسلامها مذعنة لعملية الذبح دون احتجاج إلا من بعض رغاء او ثغاء او
معمعة.
هذا هو - بالضبط - حال الإنسان المدجن . الجاهل ، ناقص الإدراك ، ضحل المعرفة ،المسيّس عن غفلة ، أو لوثة أو عشو نظر ، المنزوع الإرادة الذاتية ، المستسلم لرأي رئيس الفريق ( حقا وباطلا ) المنقاد بحكم غريزة القطيع - دون قيد او شرط -
نحو متاهات الهاوية
لا تصدقوا من يقول : كبّل الرجل بسلاسل الحديد تشد على كاحليه ، وضيق القيود حول معصميه ، يرضخ ويستكين ، وتتيسر مساومته على…
لا .
آس القيود واثقلها وآشدها تاثيرا ، تكبيل العقل.
احجب عن الإنسان — رجلا كان او إمراة—مناهل المعرفة ، يغدو بهيمة ، مستسلمة لقدرها، قابلة للسوق بأي اتجاه ، ولو كانت قبلتها (المسلخ ).
اغلق دونه منافذ الضوء التي تبقيه حيا متفاعلا مع الأحداث ، يغدو أعمى بعينين مفتوحتين لا تبصران إلا رؤية ما يريد لها المهيمنون على المشهد من فواجع او مسرات .
أتخمه بالوعود المعسولة : بدسم الطعام ، بالفراش الوثير ، بصحبة من يهوى ، هيأ له سبل الكسل والتواكل ، شجعه على الغرق في الحلم دون العمل . يمسي كومة لحم طري، ترتدي بدلة وتشد رباط عنق ، وتتختم بخاتم او خواتم لصد عيون الحساد وتميمة لاستقطاب الرزق والحظ.
إن تسطيح الوعي لدى الجماهير الغفيرة، سهوا او غفلة او عمدا مع سابق تصميم وإصرار .— لتسهيل مهمة قيادتها — وزج الغالبية العظمى من اليافعين الشباب في اتون هجمة وصد هجمة ، لا يبني وطنا ، ولا يستنهض شعبا تاق طويلا للأمان والاستقرار والبناء ، فما عثر إلا على الأضغاث ، وما رأى إلا بارقات الرعود .
ما العمل ؟؟
الله .. ما أيسر توجيه الأسئلة .. ويا الله ما أعسر الحظوة بجواب !
بعيداً عن السياسة
[post-views]
نشر في: 22 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو اثير
سيدتي الفاضلة لقد أجدت الوصف ووضعت الشاش والدواء على الجرح ألألوف من الشباب تنقاد الى المجهول دون وعي منها والسبب في أعتقادي المتواضع البطالة القاتلة للملايين من الشباب القادر على العمل ولا يجده والثاني الفراغ الفكري العقائدي للشباب الضائع بين التيارات ا
ابو اثير
سيدتي الفاضلة لقد أجدت الوصف ووضعت الشاش والدواء على الجرح ألألوف من الشباب تنقاد الى المجهول دون وعي منها والسبب في أعتقادي المتواضع البطالة القاتلة للملايين من الشباب القادر على العمل ولا يجده والثاني الفراغ الفكري العقائدي للشباب الضائع بين التيارات ا
ام رشا
اعتقد ان التربية البيتية هي العامل الاول في تكوين الشخصية المستقلة التي تتحكم بذاتها دون ضغوط يليها دور المدرسة والأسلوب التعليمي الذي يعتمد على ثقافة تعليم النشء كيفية التفكير واستعمال العقل وليس أسلوب حشو المعلومات وحفظها ،والنتيجة جيل واعي مفكر وغير م