أحد أبرز المتاحف بمدينة نيويورك الاميركية منع زواره من إدخال عصا السيلفي والتقاط الصور الشخصية والجماعية، وجاء قرار حظر التصوير نتيجة دراسة اثبتت ان وجود العصا الطويلة بيد اكثر من شخص يشوه المنظر الجمالي لقاعات العرض، ويحرم عشاق الفن من الاستمتاع بسحر لوحات شهيرة لفنانين عالميين، فضلا عن تأثير اضواء كاميرات الهواتف الذكية في سطوح اللوحات، وتخريب ألوانها مع مرور الزمن، والسبب الآخر للحظر يتعلق برغبة الزوار في توثيق الزيارة بالصور، وتجاهل الفن، وادارة المتحف تتطلع الى ان يكون الجمهور متمتعا بقدر من الذائقة الجمالية، باستطاعته اثارة الحوار والتساؤلات عن ضربات الريشة والتكوينات ولغة الالوان، فجدل بمثل هذا النوع في قاعة المتحف يعكس رقي الذائقة، وتمتع شريحة واسعة من الجمهور بثقافة بصرية واسعة لاتختزلها عصا السيلفي.
الدوائر العراقية بدءا من مديريات البلديات الى مقار الوزارات، والهيئات المستقلة، ومكاتب الاحزاب الكبيرة، فرّغت احد الموظفين في الاستعلامات لتسلم الهواتف من المراجعين، خشية تصوير مواقع لها علاقة مباشرة بالامن القومي، فكانت التجربة المحلية قد سبقت المتحف الاميركي، فمنعت التصوير بنوعيه الفوتوغرافي والفيديوي، وفرضت عقوبات صارمة على المخالفين، تصل الى استدعاء رجال الامن للقبض على المخالف، بقرار قضائي، وزجه بالتوقيف لتأديبه بتوصية من ضابط أمن الدائرة، وعلى الرغم من تشديد الاجراءات لمنع دخول الهواتف الى مؤسسات الدولة، حصلت خروق امنية كبيرة، وحادث تهريب سجناء ابو غريب واحدة منها، واللجنة التحقيقية المكلفة بالكشف عن ملابسات الحادث، لم تعلن نتائجها بعد، ويبدو انها دخلت في مدار النسيان، فأنهت اعمالها اوتوماتيكيا بعد دخول عصا السيلفي العراق واستخدامها بشكل كبير جدا في المناسبات الشخصية والوطنية والقومية.
أجدادنا العرب من ابناء قحطان وعدنان، حرموا الرسم والتجسيم، وانشغلوا بالشعر وكصيد البادية، فقدموا خدمة كبيرة للاجيال الحالية، بخلو تاريخهم من اي صورة لقائد عسكري ميداني، جمع قبائل نجد والحجاز فغزا اليمن، وعاد بالمغانم والسبايا، ورؤوس تحملها الرماح، من حسن حظ الاجيال الحالية من العرب العاربة والمستعربة انها لم تحتفظ متاحفها بصورة للقائد طارق بن زياد فاتح بلاد الاندلس، وسعد بن ابي وقاص قائد القادسية الاولى، ومحمد القاسم فاتح بلاد السند والهند، فوجود صور هؤلاء يمكن ان يثير الخلاف والضغائن، في زمن تسعى فيه الحكومة الحالية الى مسك العصا من الوسط في اقامة علاقات متساوية بين دول الجوار تخدم المصالح المشتركة، فهي لا تريدها تصل الى مرحلة الدهن والدبس مع دولة معينة، وإلى مستوى الحية والبطنج مع دولة أخرى.
الصور المنتشرة في بغداد سواء كانت لشخصيات سياسية ودينية ظاهرة تقبّلها الشارع العراقي لتعويض حرمان استمر مئات السنين منعهم من مشاهدة سيلفي يجمع أبرهة الحبشي مع أفياله وجنوده، قبل هلاكهم وجعلهم كعصف مأكول.
عصا السيلفي
[post-views]
نشر في: 22 مارس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
عادل زينل
في حكاية طريفة يرويها الجاحظ هي ان امرأة ذهبت الى صائغ طالبة منه ان يرسم لها صورة الشيطان على قطعة من الذهب لكن الاخير اعتذر عن ذلك قائلآ : وكيف ارسم لك الشيطان وانا لم اره قط في حياتي فما كان من هذه المرأة الا ان تذهب الى الجاحظ وتطلب منه مرافقتها الى ال
ابو اثير
لا.. لا..لا لاياأستاذي الكاتب يالكريم علاء حسن .. لم ولن وقطعا لن يتقبل المواطن العراقي وبالذات المواطن البغدادي أي صورة لرجل دين غير عراقي أو سياسي غير عراقي حتى لو أختلف الرأي العام الشعبي عليه . فالصور التي تمتلء بها ساحات وشوارع بغداد لرجال دين معممين
عادل زينل
في حكاية طريفة يرويها الجاحظ هي ان امرأة ذهبت الى صائغ طالبة منه ان يرسم لها صورة الشيطان على قطعة من الذهب لكن الاخير اعتذر عن ذلك قائلآ : وكيف ارسم لك الشيطان وانا لم اره قط في حياتي فما كان من هذه المرأة الا ان تذهب الى الجاحظ وتطلب منه مرافقتها الى ال
ابو اثير
لا.. لا..لا لاياأستاذي الكاتب يالكريم علاء حسن .. لم ولن وقطعا لن يتقبل المواطن العراقي وبالذات المواطن البغدادي أي صورة لرجل دين غير عراقي أو سياسي غير عراقي حتى لو أختلف الرأي العام الشعبي عليه . فالصور التي تمتلء بها ساحات وشوارع بغداد لرجال دين معممين