TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > الميلاد المجيد

الميلاد المجيد

نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 06:08 م

وديع غزوانيحتفل العالم هذه الأيام بأعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح، معبراً من خلال جملة الفعاليات الدينية من خلال التوجه الى الكنائس وتوزيع وتبادل الهدايا، عن رفضه كل دعوات العنف وتمسكه بخياره الذي لامناص منه بتغليب قيم المحبة والتسامح لبناء حياة سعيدة وآمنة للجميع،
رغم كل ما يسود أجزاء منه من مظاهر عنف شجعت أطراف على تأجيجها لمصالحها الخاصة والضيقة المتنافية مع كل القيم الإنسانية النبيلة. وأعياد الميلاد في إقليم كردستان لها جمالية ووقع متميز خاصة في أربيل التي اعتادت محافظتها منذ ثلاث سنوات على تزيين شوارعها وواجهات المباني بمظاهر الزينة ووضع التخصيصات اللازمة لمشاركة المواطنين احتفالاتهم برأس السنة الميلادية واستقبال العام الميلادي الجديد،كما ان هذه المناسبة تستمد خصوصيتها بشكل اكثر بسيادة ثقافة التسامح والسلام والمحبة بين مختلف الأطياف. وقد اعتاد المواطنون من الإخوة المسيحيين في الإقليم على ممارسة طقوسهم بهذه المناسبة في أجواء من الفرح والحرية والأمان تتخللها فعاليات مشتركة مع المكونات المتآخية الأخرى، ونجد من المناسب ونحن نعيش أجواء الميلاد المجيد الإشارة الى ظروف الاستقرار الأمني الذي تتمتع به مدن الإقليم التي جعلت منها ملاذاً آمناً لعدد من مسيحيي مناطق العراق الأخرى التي كانت تبحث عن الأمان المفقود بعد ان استهدفت من قبل الزمر الإرهابية المتطرفة ووجدته في أحضان كردستان حيث وفرت حكومتها كل ما من شأنه التخفيف عن آلامهم وعذاباتهم إضافة الى طيبة المواطن الكردستاني التي جبلت بفطرتها على مد يد العون والعطاء والحب للآخرين وجسدوا إيمانهم بقيم التآخي خير تجسيد بتقاسمهم أسباب العيش مع إخوانهم العراقيين من مسيحيين وغيرهم. ما نتمناه ونحن نشارك إخواننا فرحتهم بهذه المناسبة ان يسود الأمان كل ربوع العراق وان نستذكر جميعاً تاريخاً حافلاً لهذا الوطن الجريح جسد فيها شعبه أروع صفحات المجد.. شعب رفض ولم يرتض في كل تاريخه ان تدنس اي صفحة من صفحات تاريخه او تشوهها ممارسات ودعوات مشبوهة اتخذت الإرهاب بكل أنواعه وسيلة لتحقيق مآربها المريضة. لا نريد هنا في هذه الأجواء الاحتفالية ان نعكر صفوها ونقاءها لكنها مناسبة وفرصة نستذكر فيها قيمنا الأصيلة التي بغيرها لا يمكن للعراق ان يستعيد عافيته. ولنستفد بشكل صحيح وعميق من تجربة كردستان التي احتضنت الجميع واحتوتهم بقيم المحبة والتسامح ونبذ فكرة الانتقام، فكانت النتيجة تطوراً وأماناً وتنمية. المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram