اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلاح لكل مواطن

سلاح لكل مواطن

نشر في: 22 مارس, 2015: 09:01 م

كتب قارئ كريم في رسالة طويلة إلى بريد الجريدة، يطلب مني ان أكف عن الحديث بسوء عن العرب وجلد تاريخ امتنا "العريقة".. ويضيف القارئ معلقاً على مقال الامس: "والله مصيبة بدل من ان تعلم القارئ تاريخ رجال العرب (الاقحاح) نتحدث عن الاجنبي موخيكا " واقول له أجل، يجب أن لا نغادر الماضي، خصوصا اذا كان البرلمان حتى هذه اللحظة لا يستطيع اقرار قانون العطل الرسمية، بسبب الخلاف بين حماة التاريخ "الافاضل": هل نضيف يوم السقيفة الى عطلنا الرسمية، ام ان يوم الغدير احق بذلك؟
لكن أيضا يا سيدي، انا لا اريد اهمال النقاط المضيئة في هذا التاريخ، فقد حاول بعض رجاله ان يقدموا نموذجا يسعى لإشاعة الكرامة البشرية.. ياسيدي من سوء حظ التاريخ انه يعيش في هذ البلاد التي يعتقد ساستها ان الاقتراب من الحقيقة، بمنزلة الكفر والزندقة، وان كتبنا المدرسية لابد ان تُحشي في عقول الطلبة حكاية الخلاف الشهير حول من أحق بالخلافة، لا ان تدرس المثل العليا والقيم التي جاء بها امام المتقين علي بن ابي طالب الذي أرشدنا قبل اربعة عشر قرنا الى مواصفات المسؤول الصالح: "لاينبغي ان يكون الحاكم جاهلا، فيُضل الناس بجهله، ولاجافيا فيقطعهم بجفائه، ولا من يتخذ قوم دون قوم، ولا مرتشيا في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع".
يا سيدي نكتب عن موخيكا والبرازيل وسنغافورة وكوريا الجنوبية، لان حظها عظيم من التقدم والرفاهية والعدالة الاجتماعية، فماذا تريد مني ان اكتب؟ عن لجنة التوازن التي تريد ان يصبح القضاء والاعلام والنزاهة والاقتصاد رقما في خانة الطائفية، بعد ان بشرنا احد النواب " الافاضل " من ان " الهيئات المستقلة ستوزع بصيغة التراضي بين الكتل وتلافياً للمشاكل التي من المتوقع ان تحصل ".
منذ ايام وخبر لجنة التوازن يتصدر معظم صحفنا وفضائياتنا، وشاهدنا السادة " المتوازنين " وهم يهددون ويتوعدون لو ان احداً اقترب من قلاعهم الحصينة ، فيما توارى خبر موت عشرة اطفال في قضاء حديثة المحاصرة بسبب الجوع، اما عدد المختطفات الايزيديات حالياً لدى تنظيم داعش ارجو ان تنسى الرقم، فقد بلغ نحو ٣٠٠٠ بالتمام والكمال.
في الدول العادية، التي لا تملك قادة ملهمين، ستقوم الدنيا ولا تقعد، وسنجد ان جميع المسؤولين سيتوارون خجلا ويذهبون الى بيوتهم تتبعهم فضيحة لن تمحى من تاريخهم السياسي والمهني ، هذه ليست استعراضات ولا بهلوانات سياسية، ولا معركة حول من أحق بحمل السلاح في البصرة الاحزاب السياسية أم اجهزة الدولة، فقد اكتشفنا والفضل يعود للنائب احمد السليطي، ان من يريد حصر السلاح بيد الاجهزة الامنية هو جزء من المؤامرة الدولية ضد العراق، لا نريد مقارنات بدول العالم، فنحن أمة فاقت ما قبلها وتجاوزت مابعدها، ولا نعترف بمثل هذه التقاليد الخالية من النباهة والوطنية ، ياسيدي نحن قوم لانحتاج الى السياسة ولا الاقتصاد ولا النزاهة ولا ضمير المسؤول.
حتما سيذكرني قارئ كريم: باننا منذورون لقضية كبرى ، الم يخبرنا الجعفري ومن قبله المالكي ومن بعدهما النجيفي اننا نحارب الارهاب نيابة عن هذا العالم الجاحد، وكنا بالامس نحارب نيابة عن الامة العربية.
هناك قادة يختارون طريق السعادة وبناء المستقبل، ولهذا اصبحت سنغافورة التي بلا موارد نفطية، واحدة من أغنى بلدان العالم، وودّعت دبي شوارعها الترابية ومراكبها الخشبية، وتحولت باخلاص حكّامها إلى واحة سياحية يدخلها كل يوم عشرات الملايين يبحثون عن الجديد في التكنولوجيا والفن والثقافة. في ذلك الوقت كانت دور السينما والمسارح تملأ شوارع بغداد، قبل ان يُحرم السيد خضير الخزاعي التمثيل والموسيقى، ويعلن ان النحت عمل من رجس الشيطان فاجتنبوه، كان ذلك أيضا قبل ان تقرر عصابات داعش رفع المعاول بوجه الثور المجنح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. ابو اثير

    مسؤولون من شاكلة السليطي يتبأون مراكز قيادية في ثاني أهم مدن العراق والعاصمة ألأقتصادية ألأولى للعراق بمواردها البشرية والمعدنية والجغرافية يرفضون توجيهات الحكومة بنزع السلاح من العصابات والميليشيات وحصرها بيد الدولة .. لهو أمر شائن على مجلس المحافظة في ا

  2. mohammed

    السلام عليكم والله ياخي طلعت البصدري والله كلامك صحيح لعد ليش سمواها الهيئات المستقلة غير علمود مستقل يرأسها بس هاي هم صارت املاك الاحزاب مصيبة هلبلد والله هلبلد مراح يصيرله جارة من وراء الاحزاب هاي الاحزاب هي السم الى بصدر الشعب بدل متركض تدور

  3. حيدر عزيز

    نعم استاذ علي مع احترامي لكل الاراء والى راي الاخ المرسل في ان لنا من الماضي والتاريخ مايدعونا للفخر والاعتزاز كما لنا فيه مايحزن الا ان الادهى اننا نستيقظ على حاضر مبكي وواقع مزري وايام حالكة سوداء... الرؤيا فيها غير واضحة والحلول عقيمة والمستقبل

  4. ابو اثير

    مسؤولون من شاكلة السليطي يتبأون مراكز قيادية في ثاني أهم مدن العراق والعاصمة ألأقتصادية ألأولى للعراق بمواردها البشرية والمعدنية والجغرافية يرفضون توجيهات الحكومة بنزع السلاح من العصابات والميليشيات وحصرها بيد الدولة .. لهو أمر شائن على مجلس المحافظة في ا

  5. mohammed

    السلام عليكم والله ياخي طلعت البصدري والله كلامك صحيح لعد ليش سمواها الهيئات المستقلة غير علمود مستقل يرأسها بس هاي هم صارت املاك الاحزاب مصيبة هلبلد والله هلبلد مراح يصيرله جارة من وراء الاحزاب هاي الاحزاب هي السم الى بصدر الشعب بدل متركض تدور

  6. حيدر عزيز

    نعم استاذ علي مع احترامي لكل الاراء والى راي الاخ المرسل في ان لنا من الماضي والتاريخ مايدعونا للفخر والاعتزاز كما لنا فيه مايحزن الا ان الادهى اننا نستيقظ على حاضر مبكي وواقع مزري وايام حالكة سوداء... الرؤيا فيها غير واضحة والحلول عقيمة والمستقبل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram