ضيفت جمعية الثقافة للجميع ضمن منهاجها الاسبوعي الكاتب والروائي (صادق الجمل) في ندوة تضمنت الحديث عن روايته "سفينة نوح الفضائية". وبين مقدم الجلسة الشاعر جبار سهم السوداني لمحات من سيرة المحتفى به صادق جواد الجمل تولد بغداد كانون الثاني 1953بمنطقة الش
ضيفت جمعية الثقافة للجميع ضمن منهاجها الاسبوعي الكاتب والروائي (صادق الجمل) في ندوة تضمنت الحديث عن روايته "سفينة نوح الفضائية". وبين مقدم الجلسة الشاعر جبار سهم السوداني لمحات من سيرة المحتفى به صادق جواد الجمل تولد بغداد كانون الثاني 1953بمنطقة الشواكة. حاصل على دبلوم من جمهورية اوكرانيا، اصدر اول مجموعة قصصية بعنوان "مؤتمر الفئران" ثم مسرحية "مثلث برومودا" وأول رواية صدرت له بعد التغيير كانت بعنوان "مرافئ هلامية" ومن بعدها رواية "نيرفنا" واخيراً رواية "سفينة نوح الفضائية" وهي من ادب الفنتازيا والتي سوف يجري الحديث عنها في هذه الاصبوحة.
واوضح الجمل ان ادب الفنتازيا يختلف عن ادب الخيال العلمي، فهو نوع من الحلم او واقعية سحرية. وقال: رمزية الفنتازيا تكمن في كونها واقعية خيالية او قريبة من الواقع وهي الأكثر شيوعاً الآن بصفتها ادبا حديثا وصلنا متأخراً. مشيراً الى ان برناردشو حين سئل عن الحرب العالمية الثالثة، كان رده ان لديه تصورا عن الحرب العالمية الرابعة والتي ستكون بالهراوات والعصي. أي ان الثالثة ستنهي الحضارة. لافتا الى ان روايته بحسب رأي الباحثين تعد أول رواية فنتازية عربية.
وفي مداخلته ، اشار الناقد علوان السلمان ان الرواية تنتمي الى الخيال العلمي وليس الفنتازيا. موضحاً انها نص يغور في اعماق التاريخ تارة واستقراء المستقبل ثانية، مشكّلة سرداً لم نألفه اطلاقاً، معتمدة بناءً يتكئ على النتاج الانساني التكنلوجي الممزوج بالادب التخيلي عبر اللغة الموحية المكتظة بصخب الحياة القادرة على تصوير الواقع المأزوم، واستلهام تناقضاته وتحولاته القائمة على الاهتمام بمظاهره اسلوباً وبناءً ودلالة من خلال دائرة متسعة تتمتع بشمولية خارطة الوجود وانفعالها وتفاعلها مع الحدث وتوتراته ابتداءً من العنوان الذي تتداعى فيه المعاني والدلالات والمقاصد، ومنه تتفجر الاسئلة بصفته قيمة رمزية فضلاً عن انه يشكل تناصاً مع السفينة القرآنية التي أنقذت الناس من الطوفان والحفاظ على النوع. لافتاً الى ان نص الجمل ينبه لانقاذ البشرية من التطور الذي اوجده العقل الساعي للسيطرة والتفرد، فكان الكاتب خائضاً في عوالم الخيال العلمي المعتمد على فرضيات ونظريات فيزيائية وبايولوجية وتكنولوجية.
فيما بين الدكتور عبد اللطيف العاني ان الجمل قد تناول موضوعاً مقلقاً يعد من موضوعات الساعة محتدماً بالصراعات على مختلف الطبقات. مشيراً بانه انطلق متخيلاً وسيلة لانقاذه فكانت "سفينة نوح الفضائية" التي يجتمع فيها العلماء من كل الاختصاصات العلمية.. ولها علاقة وثيقة بالكون والحياة وبما يجري في هذا العالم للحد من الصراع المحتدم بين الشرق والغرب، وسباق التسلح وتسخير العالم للحرب والدمار.. وجعل لركاب السفينة قائداً هو آدم يساعده في ذلك خادمه العجوز، ونجد الجميع متحفزين لخدمة الانسانية وانقاذ البشرية. وقال: لقد حمل قائد السفينة انواعاً من النباتات والحيوانات ومجموعة من اطفال الانابيب المختلفة اعراقهم، اضافة الى علماء الفلك والجولوجيا والروحانيين واستنساخ الانسجة، وعلماء الاجتماع والنفس وغيرهم، ويشاء القدر ان يركب معهم امبراطور الغرب والشرق وكذلك ابليس اللعين، ونجد القائد يجتمع بهم ليطلعهم على آخر المستجدات والابتكارات، ويطلب بين وقت وآخر من العالم الروحاني تحضير ارواح السلالات البشرية القديمة. لافتا الى ان الرواية لم تخل من المشاهد الرومانسية والغرامية التي تألق بها الكاتب ببراعة تشد القارئ وتثير فيه الاحاسيس.