سيعودُ إلى الحربِ فجرَ غدٍفأعدّ حقييتَهُ:بنطلونٌ نظيفٌومنشفتانِ مبللتانِ،(الجنودُ على عجلٍ دائماً)القميصُ قريبٌ من المدفأةْ،أدواتُ الحلاقةْ،ورقٌ للرسائلْ..بينما الأمُّ ترقبُهُ قلقةْ عند نافذةٍ مغلقةْفرأته الذي حمّمته صغيراً (الجنينُ المقاتلْ)...قبل ع
سيعودُ إلى الحربِ فجرَ غدٍ
فأعدّ حقييتَهُ:
بنطلونٌ نظيفٌ
ومنشفتانِ مبللتانِ،
(الجنودُ على عجلٍ دائماً)
القميصُ قريبٌ من المدفأةْ،
أدواتُ الحلاقةْ،
ورقٌ للرسائلْ..
بينما الأمُّ ترقبُهُ قلقةْ
عند نافذةٍ مغلقةْ
فرأته الذي حمّمته صغيراً
(الجنينُ المقاتلْ)...
قبل عشرين عاماً،
كان يكرهُ أنْ يستحمّ،
يقولُ لها: إن عينيّ تحترقانِ
إن عينيّ مغمضتانِ ومفتوحتانْ،
تحتَ صابونِكِ البلديّ تصيرُ النوافذُ حمراً
والبداياتُ حمراً
والنهاياتُ حمراً
الطريقُ إلى الحربِ حمراءُ
مثل البلادِ التي أنجبتْ كلَّ هذي الحروبْ
ستظلّ، كما الحربِ، حمراءَ،
.......
.......
لم يكنْ خَجِلاً عندما التقطتْ قملةً تحتَ ياقتِهِ،
عندَ علبائِهِ،
في إجازتِهِ هذهِ التقطتْ قملةَ ثانيةْ..
- الجنودُ، خصوصاً هنالكَ في الحربِ، يلتقطونَ كثيراً من القملِ. قالْ.
- عندما تنتهي الحربُ ستلتقطُ الطيرُ حبّاتِ حنطتِها من يديكْ،
ثم تهربُ حتّى تعودَ إليكْ
- وماذا عن الحبِّ؟
- الحبُّ ما يتيسّرُ للجندِ من قُبلٍ سوفَ تطلقُها فوّهاتُ البنادقِ في أمسياتِ الحدائقْ.
- .. بعد ردمِ الخنادقْ.
*****
*****
عتبةُ البيتِ في لحظاتِ الغيابْ
نسيتْها الخطى والجنودُ هنالكَ ثانيةً
والجنودُ يسلّونَ ليلَ الفوانيسِ بالكتْبِ والذكرياتْ
بينما قممُ الثلجِ غارقةٌ بالضبابْ
والذي غاب غابَ طويلاً
ولكنه سيعودْ،
(.. وتؤكدُ جارتُنا: أبحثُ عن جثّةِ ولدي منذُ الشهرِ التاسعِ في عام 80).
تلكَ عاداتُ من يذهبونَ إلى الحربِ ثم يعودونَ ثانيةً
أو يعيدونَ ما يستعادُ ولا يُستعادُ،
مثلما سيعودُ الجنودْ
مثلما لنْ يعودُ الجنودْ.
وهنا الأمّ تنتظرُ الغائبينْ.
بعضُ عينٍ على بيضتين بمقلاةِ فجر الجنودِ
وعينُ على عتبةِ البابْ..
وهي تطوي الثيابْ.
سيغادرُ في الفجرِ
وستبقى وحيدةْ
وهي تقْلبُ أيّامَها
تقْلبُ البيضتينِ بمقلاةِ فجر الجنودِ
وتعدّ الغيابْ
ثم تطوي الثياب.
وتعدُّ الغيابْ،
لتعودَ، كما كلّ يومٍ، تعد الغيابْ
ثم تطوي الثيابْ.
لندن - 7 كانون الثاني (يناير)
– 2 شباط (فبراير) 2015