إدعاء الحرص على منتخبنا الوطني بكرة القدم ورحلته نحو التأهل لمونديال روسيا صورة إعلانية تتكرر قبل كل مشاركة مهمة للمنتخب واستحقاق يحتاج الى تكاتف الجهود والوقوف خلفه بالكلمة والتشجيع وأشكال الدعم الأخرى وليس العكس واللعب على الحبلين والضبابية في التصريح كما هو الحال اليوم بين مَن يدَّعي الثقة باللاعبين ويلغيها تماماً من المدرب أو مَن يهيب بالفريق ان يقدم جهده ويتهم القائمين عليه بالمحسوبية والمنسوبية والمحاباة ومصادرة حقوق الغير.
والمصيبة ان تصدر مثل هذه التصريحات من نجوم كبار طالما دافعوا عن ألوان الكرة العراقية ببسالة الأسود ونراهم اليوم وقد قلبوا عدسات أبصارهم باستدارة كاملة نحو تصريحات متشنجة ليس هذا أوان طرحها بعد ان استكملت اجراءات التحضير نحو المونديال وغادرنا المنتخب الى الإمارات في أول رحلة اعدادية بمعية الكابتن اكرم سلمان، بالمقابل نرى انها لن تكون الحالة الأولى وليست الأخيرة ابداً حيث لن يكتب لأي مدرب أو اية مهمة ومَن يُمثلها بصحبة المنتخب الوطني لكرة القدم ان تمر مرور الكرام بصورة سلسة طبيعية بعيدة عن المنغصات وكأنها المهمة المستحيلة التي لا تأتي إلا بشق الأنفس وبصورة خاصة عندما يكون عنوانها المنتخب ومن يمثله من اللاعبين والملاك التدريبي ومن يختار الأخير سواء لجنة المنتخبات او اللجنة الفنية فالجميع متهم بالمجاملة والمحاباة وتهميش وإقصاء الآخر وعليهم دوماً ان يقفوا امام الجمهور على شاشات الفضائيات ويردوا التهم عن أنفسهم بأغلظ الايمان.
منذ ايام تحدث عدد من المتخصصين حول مَن يغمط حق المدربين الشباب ولا يعطي الفرصة لهم لتمثيل المنتخب تدريبيا وهم بالعشرات طبعا ولا يمكن لأي منتخب ان يستوعبهم فيما طالب أحدهم وأقصد المدربين الشباب علناً ان تُعطى الفرصة بالتناوب للمدربين الشباب وكأن المنتخب حقل للتجارب يجتهد به مَن يشاء إن نجح او فشل فلا ضير في ذلك وهذه خاصية لا تحصل إلا في العراق بضوء وجود اتحاد منقسم على نفسه ولجان غير مدعمة بالثقة المطلوبة بالرغم من خطورة عملها وتماسه الفني بمستقبل الكرة العراقية!
اتحاد يكيل بمكيالات مختلفة ويفضل صناعة الأزمة على تفاديها بمنتهى الدقة لتجري الامور والرياح بما يريد هذا وذاك بحسب مصدر القوة الذي يحرك المشكلة وما يريد من اهداف حيالها وغالبا ما تكون نفعية ضيقة بدليل تبدل المواقف بسرعة البرق بين ما يصدر في بغداد أو دبي والمدن الاخرى هذا هو الثابت من جميع الملفات السابقة وما يطرأ على الساحة يوميا ولا تفسير آخر يغيـِّر هذه الحقائق، اما العلاجات والدروس المستنبطة من اخفاقات وهفوات سابقة فلا وجود لها ولم نرَ أحدهم قيـَّم التجربة والإعداد بالاستفادة من مشاركتنا في امم آسيا الاخيرة وما حصل فيها وهذا هو قمة الفشل سواء من الناحية الادارية او الفنية ولنا في ذلك ادلة كثيرة ، المهم ان ما يحصل مع المدرب أكرم سلمان اليوم ومحاولة زجه في اكثر من مطب هي مصائد تحاك بالخفاء وضحيتها المنتخب بجميع الاحوال والظروف فما يتعلق به شخصياً والمنتخب بعدد لاعبيه الذين تم اختيارهم ولم يكن اكرم سبباً لخراب الدوري المحتمل او ما يحاك في السرّ فهو بعيد كل البعد عن ذلك وهي مسؤولية الاتحاد من دون غيره بجميع لجانه وليتذكروا أن التأهل الى المونديال لا يأتي بالأمنيات الشفافة من دون دعم المنتخب قلباً وقالباً وتوفير ما يحتاجه في فترة الإعداد كونها السلاح الأمضى نحو التواجد مع الكبار في روسيا 2018.
الإعداد للمونديال قلباً وقالباً !
[post-views]
نشر في: 24 مارس, 2015: 09:01 م