الحكومة العراقية اعلنت مؤخرا تلقيها مساعدات عسكرية من دول عربية لتعزيز قدرات القوات المسلحة على مواجهة الارهاب، وتحرير المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش لضمان استقرار امن المنطقة ، الاعلان الحكومي وبقدر ما حمل من اشادة بمواقف الدول الداعمة ، شدد على رفض بغداد كل مظاهر التدخل الخارجي بالشأن العراقي ، والانضمام الى محاور اقليمية.
رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي سيزور واشنطن منتصف الشهر المقبل للقاء الرئيس اوباما لبحث العديد من الملفات المشتركة بين البلدين ، في مقدمتها الحرب ضد تنظيم داعش وملك الاردن استقبل عمار الحكيم ، فيما وجهت المملكة وبحسب صحيفة اردنية الدعوة الى مقتدى الصدر لزيارة عمان ، وربما في الايام القليلة المقبلة سيعلن الزعيمان الشيعيان بعض نتائج الزيارة وهي بلا شك تصب في صالح العراق ، خصوصا ان الاردن مهددة بارهاب داعش وزيارة مسؤوليها الى بغداد اسفرت عن ابرام اتفاقات امنية ، منها تدريب وحدات الجيش العراقي في المملكة على اساليب خوض حرب العصابات بحسب تصريح اعلامي لقائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الامير الشمري .
الحكومة العراقية وعلى لسان كبار المسؤولين لطالما طالبت دول الجوار بتبني مواقف اكثر جدية لمساعدتها في تحرير مدنها بوصفها تخوض حربا بالنيابية عن العالم ضد الارهاب ـفجاءت المساعدات من ايران بسرعة وتأخر الدعم العربي ، وبعد معركة تطهير تكريت برزت مواقف في دول خليجية تبنت الدفاع عن سنة العراق لتعرضهم للابادة ، على يد ميليشيات موالية لايران !
الحكومة باعلانها الحصول على مساعدات عسكرية عربية ، ربما ارادت ان تبعث برسالتين الاولى موجهة الى الخارج تفيد بان ايران ليست الدولة الوحيدة صاحبة الفضل في الدعم ، وانما هناك دول عربية اتخذت الموقف نفسه ، والرسالة الاخرى موجهة الى قوى سياسية بالداخل لكي تعيد النظر بمواقفها تجاه الدور الايراني في دعم العراق للقضاء على تنظيم داعش ، والسؤال هل تستطيع رسائل بغداد زعزعة قناعات الآخرين واعادة النظر بمواقفهم؟ وتلك مهمة تقع على عاتق الدبلوماسية العراقية ، وفي الداخل بامكان عقد اجتماعات للرئاسات الثلاث لاعتماد خريطة طريق ترسم ملامح تحقيق متطلبات المرحلة الحالية ، والعمل على بلورة موقف موحد بالتنسيق مع التحالف الدولي والدول الداعمة الاخرى للقضاء على دولة الخلافة ومنع تمددها .
في الايام الاولى من الحرب العراقية الايرانية طال القصف قرية تقع على الحدود بين البلدين تابعة لناحية الطيب كان يسكنها شخص يدعى سويلم عيدان ، ألقى خطبة تاريخية بالسلف داعيا اهالي القرية الى مغادرتها ، لان فتيلة الحرب اشتعلت ، وصاحب الحظ والبخت من استطاع انقاذ اهله وحلاله بالنزوح الى مكان آمن ، الرجل قرر الرحيل، اما الآخرون فرفضوا دعوته ،وفي ليلة اشتد فيها القصف ، تكبدوا فيها خسائر مادية ، تذكروا خطبة سويلم مع شعور بالندم لتجاهلهم التحذير من اشتعال فتيلة الحرب .
فتيلة الحرب
[post-views]
نشر في: 25 مارس, 2015: 09:01 م