علن الناشر الفرنسي لكتاب الجيب في منتصف آذار الجاري بانه حصل على حقوق ترجمة كتاب جديد للروائية هاربر لي بعد خمسة وخمسين عاما على صدور كتابها ( لاتقتلوا الطائر المحاكي ) ..كانت المفاجاة كبيرة اذ بعد مرور نصف قرن من الصمت تعلن الروائية الاميركية هاربر
علن الناشر الفرنسي لكتاب الجيب في منتصف آذار الجاري بانه حصل على حقوق ترجمة كتاب جديد للروائية هاربر لي بعد خمسة وخمسين عاما على صدور كتابها ( لاتقتلوا الطائر المحاكي ) ..كانت المفاجاة كبيرة اذ بعد مرور نصف قرن من الصمت تعلن الروائية الاميركية هاربر لي بواسطة وكيل اعمالها الادبية عن نشر روايتها ( فلتعين نفسك حارسا !) التي طبعت منها حتى الان مليونا نسخة وستطرح في المكتبات في الرابع عشر من تموز المقبل في الولايات المتحدة ...
فيما يخص فرنسا ، حصلت دار نشر غراسييه وكتاب الجيب على حقوق الترجمة والنشر الفرنسية بصورة مشتركة ، ولم يحدد تاريخ النشر حتى الآن ..ولم تكن مهمة الحصول على حقوق ترجمة هذا الكتاب غير المتوقعة سهلة ، ففي نهاية شباط ، طلب اندرو نوربيرغ / وكيل اعمال الروائية هاربر لي من جميع الناشرين العالميين المهتمين بنشر الجديد والجيد التواجد في مكتبه في لندن لقراءة مخطوطة الرواية ، وقد فعل ذلك ليتجنب اخطار القرصنة ولازالة الشكوك التي اثارتها الصحافة حول هذا الحدث الاستثنائي في مجال الادب فقد تحدثت الصحافة حول الغموض الذي يكتنف نشر الرواية في هذا الوقت وبعد ان اصبحت هاربر لي عجوزا في سن الثامنة والثمانين وتقريبا عمياء ونصف صماء . واذن فقد افترض الصحفيون ان الرواية استخدمت من قبل الوكيل الادبي لاغراض تجارية وهو الامر الذي نفاه نوربيرغ بشدة في الصحف ذاتها ...
سكان مدينة مونروفيل – حيث تقطن الروائية منذ سنوات – ادعوا بدورهم ان هاربر لي لم تكن على مايرام منذ اصابتها بجلطة في عام 2007 ولايمكن لها ان تتخذ هكذا قرارات !! اما محاميتها تونغا كارتر فقد وصفتها كامرأة قوية ولاعلاقة لها بالصورة التي رسمها الاعلام كسيدة مسنّة وعاجزة ..
من جهتها ، اكدت هاربر لي بنفسها انها بخير حين اصدرت بيانا صحفيا تقول فيه انها تشعر بالاهانة والاذلال من قبل اولئك الذين شككوا في موافقتها على نشر روايتها ( فلتعين نفسك حارسا ) التي كتبتها قبل ستين عاما وقبل كتابة روايتها ( لاتقتلوا الطائر المحاكي ) لكنها اهملتها وانشغلت بروايتها الثانية التي تروي قصة الفتاة (سكوت) وهي امراة شابة تسكن في نيويورك وتعود الى الاباما حيث ترعرعت ..في ذلك الوقت وبالتحديد في عام 1950 ، اقنع الناشر لي بان تبدأ روايتها بطفولة البطلة سكوت وحياة والدها آتيكوس فينش الذي اصبح فيما بعد الشخصية الرئيسية في رواية ( لاتقتلوا الطائر المحاكي) ..وهكذا نسيت لي مخطوطة رواية ( فلتعين نفسك حارسا ) حتى اكتشفتها محاميتها في خريف عام 2014 ليصبح نشرها حدثا تنتظره الاوساط الادبية ..أما روايتها ( لاتقتلوا الطائر المحاكي فقد حازت عنها على جائزة البوليتزر في عام 1960، وتم بيع اكثر من 30 مليون نسخة منها كما تم اقتباسها لفيلم سينمائي في عام 1961 جسد فيه الفنان غريغوري بيك شخصية الاب اتيكوس فينش وحاز عن هذا الدور على جائزة الاوسكار كأفضل ممثل ...وعالجت لي في هذه الرواية قضية التفرقة العنصرية التي عاصرتها في بلدتها مونروفيل في ولاية ( الاباما ). ورغم انها الرواية الوحيدة التي نشرت لها لكنها حازت ايضا على الميدالية الرئاسية للحرية في عام 2007 فضلا عن عدة شهادات فخرية .ولم تتوقع لي ان تحقق روايتها نجاحا كبيرا بل توقعت لها ان تموت موتا سريعا ورحيما على ايدي النقاد ..وقالت في حوار لها انها تمنت القليل من الاعجاب بالرواية ونالت الكثير منه ...لم تكتب لي روايات اخرى بعدها وكانت تكتب بعض الروايات ولاتكملها لعدم اقتناعها بها لكنها كتبت الكثير من القصص القصيرة ..
ولدت لي في عام 1926منذ طفولتها ، اكتشفت لي التمييزالعنصري حين دافع والدها المحامي عن رجلين من السود اتهما بقتل تاجر ابيض وكانت النتيجة هي الحكم عليهما بالاعدام...وكانت لي تعشق اللعب مع الصبيان والتشبه بهم لكنها في نفس الوقت كانت قارئة نهمة وناضجة التفكير، وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية التحقت بجامعة هانتيغون بمونتغمري في عام 1944ثم عملت على نيل شهادة الحقوق من جامعة الاباما وهناك كتبت العديد من المنشورات الطلابية وعملت كمحررة في مجلة الحرم الجامعي..ولم تكمل لي شهادة الحقوق فدرست في اوكسفورد قبل ان تنتقل الى نيويورك عام 1950 حيث عملت كموظفة حجز في احدى شركات الطيران...وفي اواخر الخمسينات تفرغت تماما للكتابة وكانت دائمة الترحال بين شقتها في نيويورك ومنزلها في ولاية الاباما حيث كانت تعتني بوالدها ..