عندما نسمع كلمة الكانتاتا، نتذكر يوهان سيباستيان باخ 1685 - 1750 على الفور. الكانتاتا هو شكل غنائي ديني نشأ في إيطاليا (كما يدل الاسم، ويعني "المُغنّاة")، لكنه ارتبط بشكل وثيق بموسيقى الباروك الوسيط والمتأخر في ألمانيا البروتستانتية بفضل نشاط عدد من
عندما نسمع كلمة الكانتاتا، نتذكر يوهان سيباستيان باخ 1685 - 1750 على الفور. الكانتاتا هو شكل غنائي ديني نشأ في إيطاليا (كما يدل الاسم، ويعني "المُغنّاة")، لكنه ارتبط بشكل وثيق بموسيقى الباروك الوسيط والمتأخر في ألمانيا البروتستانتية بفضل نشاط عدد من عظماء الموسيقيين مثل ديتريش بوكستهوده (عاش بين 1637 – 1707 وكتب مائة كانتاتا ونيف) ولاحقاً جــَوُرْج فيليپ تلمان (1681 – 1767 وألف أكثر من 2000 كانتاتا) وكريستوف كـراوپـنر (1683 – 1760 وزادت كانتاتاته عن 1400) وكـوتفريد هاينريش شتولتسل (1690 – 1749 وألف أكثر من 350 كانتاتا)، وكذلك أفراد من عائلة باخ الكبيرة مثل يوهان لودفيك باخ 1677 – 1731 على سبيل المثال. واستندت معظم هذه الأعمال إلى نصوص شعرية باللغة الألمانية تغطي المناسبات الدينية وأيام الآحاد والأعياد على مدى السنة الكنسية الاحتفالية. كما ألف موسيقيون كبار الكانتاتا باللغة الايطالية كذلك، منهم هندل الذي أمضى سنتين في إيطاليا أثناء شبابه فتعلم من الطليان صنعة الأوبرا وألف هناك نحو مائة من الكانتاتات الجميلة. ورغم أن الكانتاتا هي عمل ديني على الأغلب، كتب المؤلفون المذكورون كانتاتات في المناسبات الرسمية (تنصيب عمدة أو اسقف او لاحتفالات الجامعات) أو الخاصة (عيد ميلاد شخصية هامة وبمناسبات الزواج). وهناك أعمال دنيوية خالصة، مثل كانتاتا القهوة (رقم 211) التي كتبها باخ. استمر استعمال هذا الشكل في الموسيقى لحد اليوم وإن احتل مرتبة ثانوية.
أوصل باخ هذا الشكل إلى الذروة. ونعرف عنه أنه ألف عدداً كبيراً من الكانتاتات، لم يصلنا منها سوى قرابة 250 عملا. ولنستمع اليوم إلى الكانتاتا رقم 4. وهي من أول الكانتاتات التي ألفها باخ، تستند إلى نص كورال (نشيد) وضعه مارتن لوتر باللغة الألمانية سنة 1524 ليوم أحد عيد الفصح استناداً إلى نشيد باللغة اللاتينية. يعتقد الباحثون أن باخ ألفها سنة 1707 أو 1708، لكن بالتأكيد قبل سنة 1714 ويساند هذا الاعتقاد اسلوب التأليف الذي سار فيه على النهج السائد في القرن السابع عشر، على الخصوص الاسلوب الذي اتبعه بوكستهوده. فهذا الاسلوب تغير لاحقاً عندما بدأ باخ يستعمل عناصر المدرسة الايطالية الناپـوليتانية في التأليف للموسيقى الصرفة أو الاوبرا، مثل الترتيل (الريتسيتاتيف) والآريا دا كابو (الأغاني المكتوبة بالشكل الثلاثي أ ب أ، حيث يعاد تكرار القسم الأول).
هذه الكانتاتا أشبه بتنويعات على لحن الكورال الذي استعمله مارتن لوتر في سبعة أبيات مطلعها "المسيح بالكفن مسجى"، وهي مكتوبة لكورس ووتريات في سلم مي الصغير، ولا يتغير هذا السلم طول العمل الذي يستغرق نحو 22 دقيقة. تبدأ الكانتاتا بسنفونيا (وتعني هنا مقدمة موسيقية، مثل البشرف في المصطلحات التركية) ثم تليها القطع السبع: كورس، غناء ثنائي، غناء منفرد، كورس، غناء فردي، غناء ثنائي ويختم بكورس من جديد وفق مخطط متناظر.
هذا تسجيل جديد لسير جون أليوت كـاردنر مع فرقة الباروك اللندنية وكورس مونتفردي في حفل بفرساي يوم 22 حزيران 2014 وهو يقدم كانتاتا رقم 4 من تأليف باخ، وعملين رائعين لرامو وهندل. الدوزان المستعمل هو دوزان عصر الباروك المفضل 415 هرتس.
(HD) Bach, Rameau & Handel | John Eliot Gardiner & Monteverdi Choir