تحت عنوان (موسيقى اللون) افتتح الفنان التشكيلي كامل حسين معرضه الشخصي الثالث عشر على قاعة مؤسسة برج بابل بالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية، متضمناً اكثر من ثلاثين لوحة عبرت بمجملها عن القيم الجمالية والفنية معتمدة اضاءة الألوان وتناغمها عاملاً مؤثرا
تحت عنوان (موسيقى اللون) افتتح الفنان التشكيلي كامل حسين معرضه الشخصي الثالث عشر على قاعة مؤسسة برج بابل بالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية، متضمناً اكثر من ثلاثين لوحة عبرت بمجملها عن القيم الجمالية والفنية معتمدة اضاءة الألوان وتناغمها عاملاً مؤثراً في تكوينها. وبينت الفنانة ذكرى سرسم معاونة رئيس مؤسسة برج بابل "ان التشكيلي كامل حسين (من مواليد )1952 شارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية، وحصد العديد من الجوائز والشهادات التقديرية خلال مسيرته الفنية." وقالت: "يتميز معرضه الأخير بتطور كبير موظفاً فيه خبرة تراكمت لديه منذ السبعينات من خلال مزج مجموعة ألوان صارخة واظهارها بكثافة ما يعد جرأة كبيرة لا يمكن لأي فنان الاقدام عليها إن لم يكن واثقاً من قدرته على استعمال اللون بشكل يقود المتلقي اكثر من موضوع اللوحة."
فيما اكد الفنان انه يخاطب المشاهد من خلال اللون في لوحاته بوصفه موسيقى تتذوقها العين. وقال: حقيقة هناك علاقة وثيقة بين ألوان الرسوم والموسقى التي استمع اليها كثيراً اثناء عملي في اللوحة ما يسهم في خلق اجواء من المتعة تساعدني في التعامل مع الألوان. لافتاً الى انه يسعى منذ زمن بعيد الى استعمال المواد الكيميائية الجامدة في رسم لوحة متحركة ومحاورة للمشاهد، وليست صادمة من خلال خلق لذة وقتية تبهر المتلقي للحظة آنية فلا يعود بحاجة لمشاهدتها مرة أخرى. مبيناً ان لوحاته في موسيقى اللون تجعل مقتنيها يكتشف شيئاً جديداً كلما تطلع اليها. وقال: هذا هو هدفي الباطني للعمل الفني، اما الظاهري فهو هذه المتعة في اللون والشكل والانشاء والفضاء. مشيراً الى موضوعات رمز اليها في لوحاته منها الدمار والخراب وما تعرضت له البلاد، اضافة الى وجود المرأة التي اتخذ منها رمزاً لكون لا متناهٍ في عطائه، لذا نجد الخائن يبدأ بالمرأة كما فعلت عصابات داعش فأخذوا اجيالاً من النساء وتعاملوا معهن كأنهن دمى بشرية ولسن ارواحاً انسانية.
من جانبه اوضح الفنان التشكيلي ضياء الخراعي ان المعرض حقق حضوراً كبيراً لجمهور اكثرهم من النخبويين، ما يدل على اهتمامهم باعمال فنان لديه تراكم خبرة لأكثر من خمس وثلاثين سنة. وقال: الفنان كامل حسين يعتمد منطقة التعبير التجريدي التي تعمل على اجزاء اللوحة مثل الخط واللون، لذا بقيت هذه المنطقة صامتة امام الكثير من الصرعات الفنية والمدارس التي ظهرت واختفت، لكن التعبيرية التجريدية لا زالت تحتل المساحة الأقوى والأوسع. مشيراً الى دخول الفنان منطقة خطرة جداً من خلال استعمال الألوان الفسفورية المشعة، وهي في طبيعتها ذات حدين اما ان تسقط العمل او ترتقي به. لكن كامل حسين وفق في ذلك لمراعاته حدود الجمال والموضوعية. لافتاً الى ان تجاوز حدود الجمال او الموضوع يفسد اللوحة، فلابد من حد تقف عنده.