أقيم مؤخراً معرض للفنان الهندي داكوجي ديفراج، بعنوان " عجلة الحياة "، تضمن لوحاتٍ بالألوان المائية، و رسوماً، و صوراً مطبوعة. و لم يكن بالإمكان أن يكون عنوانا أكثر ملاءمةً لمعرض هذا الفنان. فعجلة الحياة هي التي أتت به إلى مدينة حيدرآباد بعد 20 عاماً.
أقيم مؤخراً معرض للفنان الهندي داكوجي ديفراج، بعنوان " عجلة الحياة "، تضمن لوحاتٍ بالألوان المائية، و رسوماً، و صوراً مطبوعة. و لم يكن بالإمكان أن يكون عنوانا أكثر ملاءمةً لمعرض هذا الفنان. فعجلة الحياة هي التي أتت به إلى مدينة حيدرآباد بعد 20 عاماً.
و قد ظل ديفراج يعمل في طباعة الصور على مدى العقود الأربعة الماضية. فقد انتقل إلى الولايات المتحدة مع زوجته الفنانة براثيبا، حيث تخصص في طباعة الصور و قام بالتدريس في معاهد مختلفة، منها " كلية مدينة نيويورك ". و قد أحدثت العودة إلى الوطن شيئاً من تعب الأعصاب لديه. و يقول أستاذ الطباعة الحجرية العائد إنه ظل على اتصال مع معاصريه لكنه كان متشوقاً لرؤية كيف يستجيبون لنتاجه الفني ". لقد شاهد أصدقائي الفنانون نتاجي على الانترنت و في الكتالوغات. لكن رؤيتها في الواقع تجربة مختلفة "، كما قال.
و قد قدم العرض في غاليري شريشتي للفن لمحة لذخيرة الفنان، حيث اللوحات المأهولة بطيور، و خيل، و عجلات، و هي بالأسود و الأبيض و بالألوان. و تتردد عناصر الطبيعة كثيراً في أعماله الفنية. و يبدو أحد هذه الأعمال، المؤطر في كأس، نابضاً بالحياة من خلال تدفق مختلف الألوان فيه. ألوان مائية؟ أجل، " ألوان مائية، متبوعة بعملية طباعة رقمية "، كما أوضح الفنان. بل و تُظهر الأطر البيض و السود الأصغر طريقة الفنان المتّسمة بدقة الفروق، مع احترام الحجم و الأبعاد.
و قال ديفراج إنه انجذب إلى طباعة الصور و الطبعات الحجرية التقليدية و انسحر بها حين زحف النظام الكومبيوتري إلى العملية. " فكنت متلهفاً لتعلم الفوتوشوب و ما دخل في طباعة الصور الرقمية. فقمت، في التسعينات، بالتسجيل لتلقي دروسا في نيويورك. و أخبرني الأستاذ أن الأصغر سناً يكونون أسرع في التعلم "، كما قال ضاحكاً. و في السنوات العشرين الأخيرة لم يكن الفنان الذي في داخله نشيطاً مثلما أحب له أن يكون. " و قد اعتدتُ أن أقيم معرضين أو ثلاثة قبل ذلك ". و قد جعله عرض الرسوم الغرافية و العمل الطباعي في الولايات المتحدة، و عمله مع الفنان كريشنا ريدي في جامعة نيويورك، يدرك الافتقار إلى أهمية الافتتاحات و التسويق بالنسبة للفنانين في الهند. و هو يجتذب الانتباه، في تأكيده على أهمية النوعية في طباعة الصور، ويشير إلى راجا رافي فارما الذي يقول عنه " إنه كان رساماً، و ليس فنان طبعات لكنه كان يعرف أهمية الطبعات بواسطة الطباعة الحجرية و أنشأ مطبعة في لونافالا. و لا يقدر على شراء لوحاته الأصلية إلا الملوك.و كانت موضوعة لوحاته عالمية و قد يسَّرت الطبعات إمكانية الحصول على أعماله".
و من خلال كريشنا ريدي، تعرف ديفراج على الفنان و الطبّاع الأميركي الأفريقي روبرت بلاك بيرن ( 1920 ــ 2003 ) و حصل على خبرة في ستوديو أعماله الطباعية و الفنية، و هو مكان يأتي إليه للعمل و اكتساب الخبرة فنانون من مختلف أنحاء العالم. و كان ورشة جماعية ضخمة، و سواء كانوا ألماناً، أو يابانيين، أو هنوداً، فإن روبرت بلاك بيرن كان يعرف نتاجهم الفني، كما قال ديفراج. و قد جرب ديفراج، عبر مساره الفني، تقنيات متنوعة في طباعة الصور، بما فيها الحفر، و الطباعة الحجرية، و التشاين كول chine-colle. و وصل، بتحمسه و ثقته بما تعلمه على مر السنين، إلى أكاديمية لاليث كالا، في نيو دلهي، حيث قدم عرضاً للكيفية التي يمكن بها الارتقاء بطباعة النسخ في الهند. و لم تكن الاستجابة مشجعة، فهذه الطباعة غير شائعة في البلد، كما قال.
مع هذا، أقام ديفراج و براثيبا مشغلهما الخاص " ستوديو 2221 " في دلهي، و ذكرا أن السنوات التالية كانت كفاحاً، بالرغم من بذلهما كل ما في وسعهما للوصول إلى وسطهما الفني من أجل الاشتراك في مشاريع بتقنيات جديدة. فالكثير من الفنانين لا يمتلكون المال للدخول في طباعة الصور،إضافةً إلى أن الغاليرات (صالات الفن ) غير مهتمة برعايتهم. لكنهما حاولا، و لديهما في الأقل قصة يحكيانها، كما قالا!
عن:The Hindu