طريق الأسود إلى المونديال بدأ من أفريقيا بعد خوض أول مباراة استعدادية لتصفيات كأس العالم 2018 أمس أمام منتخب الكونغو الديمقراطية الذي نأمل أن يكون فألاً حسناً عليهم للمضي بمشوارهم في 11 حزيران المقبل بقصّ شريط أول مباراة رسمية في التصفيات بعدما تتضح هوية منتخبات مجموعتنا في قرعة كوالالمبور 14 نيسان المقبل.
إن جاهزية منتخبنا الوطني تبدو مكتملة بالفعل وتدلل على تفاؤل كبير على مستوى الثقة والإعداد الفني بعد فترة الصخب الإعلامي والجماهيري الذي رافق عملية تهيئة الملاك التدريبي وآلية اختيار عناصر المنتخب ، وهي فرصة بكل تأكيد لطمأنة الجميع بأن الأسود في أيـدٍ أمينة تأخذ بها الى أبعد مرحلة في أدوار التصفيات والاقصائيات التي نتمنى أن تكلل بإنجاز عراقي جديد على صعيد المونديال.
من دون شك أن ممثل أفريقيا لم يأتِ للنزهة برغم الطابع الودي للقاء، مسؤوليته مضاعفة في المحافظة على المركز 47 أو تحسينه ضمن المنتخبات 209 في جدول التصنيف الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم في 12 آذار الحالي مقابل المركز 97 لمنتخبنا الطامح أيضاً للبقاء ضمن المستوى الأول في القارة بغية تزعمه إحدى المجاميع في التصفيات وتكملة رحلة التنافس بدافع كبير لقطع تذكرة التأهل إلى الدور الثالث بمعية المتصدرين السبعة إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الثمان وبذلك تضمن المنتخبات الإثني عشر مقاعدها أيضاً في نهائيات بطولة كأس أمم آسيا حسب نظام الاتحاد الآسيوي للعبة ، أي سيرفع الأُسود عن كاهلهم عبئاً كبيراً قبل أن يتفرغوا بهدوء لكيفية تخطي الحاجز اللاحق وهي مهمة صعبة بحاجة إلى فهم متطلباتها وتذليل المعوقات التي تعترض مسيرة المنتخب.
يستمد الأُسود تباشير التفاؤل من أشقائهم في مسقط بعدما حقق الملاك التدريبي للمنتخب الاولمبي هناك بقيادة يحيى علوان فوزان صريحان وغاية في الأهمية من ناحية تعزيز الثقة وتفادي ارهاصات الإعداد الفقير حيث تنتظرهم اليوم مباراة تكاد تكون مفصلية مع البحرين وبالرغم من الأداء غير المستقر للأحمر البحريني وأفضلية الأسود في حسم الجولة إلا ان الحكمة تقتضي الحذر من عدم التفريط بالفوز للإبقاء على الحالة المعنوية في قمتها لينعكس الإنجاز بقيمته وزمنه على الوطني وهذا ما يفرحنا ويدعونا لمطالبة الملاك التدريبي بقيادة أكرم سلمان كتابة فصل جديد للكرة العراقية بسطر أول يُحفـِّز المتابعين على دعمه وترسيخ انطباع حقيقي انه الخيار الأنسب لترجمة تطلعات العراقيين في الوصل ثانية إلى ملتقى كبار كرة القدم في روسيا 2018.
يهمنا كثيراً أن تكون جاهزية اللاعبين الكبار ومعهم المحترفون بدرجة متميزة عن المحليين للفوارق الفنية المعروفة على مستوى التأهيل الفردي وبيئة اللعب. لهذا يحدونا الأمل أن يقلص سلمان تلك المسألة ليكون الأسود على خط شروع واحد في تجاوز المتنافسين، وهي فرصة للاعبين المحليين إن يقولوا كلمتهم في المباراة الثانية الثلاثاء المقبل لأنها تمثل تقييماً مهماً عن مدى جدوى البقاء لتكملة المشوار أو ترك هواجس من الشكوك تؤرق الملاك التدريبي وتجبره في البحث عن لاعبين بوزن البطولات الكبرى في ملاعب أوروبا وما أكثرهم ينتظرون إشارة من سلمان وأشرف وهاشم !
صراحة إننا نترقب توازناً منطقياً بين الدفاع والهجوم وعدم التراجع أمام محاولات الكونغو الذي يمتاز بالتحرك السريع والسعي لتسجيل هدف مبكر مراهناً على عناصر الخبرة التي حسمت المركز الثالث في بطولة كاس أفريقيا الأخيرة بخبرة المدرب فلورينت لبينجي الذي عرف كيف يقود لاعبيه الى ركلات الحسم الترجيحية أمام غينيا الاستوائية الدولة المضيفة في شباط الماضي ، وبالتالي فإن سلمان مطالب بمنح جرعات الثقة للاعبين للوقوف نداً للأصدقاء لعدم التكافؤ بين لاعبي الفريقين لاسيما ان مشكلة الدوري وتأجيلاته تُفسِد تحضيرات اللاعبين لهكذا مهمات وطنية نراهن على ما يقدمه الملاك التدريبي من حلول سريعة في وقت قصير، وهي معالجة عقيمة ما لم تكن هناك خطوط تواصل وتنسيق بين سلمان ومدربي الأندية في المرحلة الآتية لبيان مدى جاهزية اللاعب المرشح للعب دولياً، فغالباً ما يكون مدربو الأندية في الدوريات العالمية هم أفضل مستشارين لمدرب المنتخب الوطني ولا يدخروا جهداً في تقديم تقارير فنية وافية عن الحالة البدنية والفنية لكل لاعب إلى لجنة المنتخبات ومنها إلى المدير الفني للمنتخب.
نتمنى التوفيق للكرة العراقية التي تراهن على مستقبل باهر لمنتخبي الوطني والأولمبي اللذين يستحقان الدعم والمؤازرة وهما يلوحان بإمكانية إنجاز مهمة رفع العلم في موسكو وريو دي جانيرو إن شاء الله .
فألنـا أفريقي
[post-views]
نشر في: 28 مارس, 2015: 09:01 م