TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > حذر لمسيحيي العراق مع قرب الاحتفال بأعياد الميلاد

حذر لمسيحيي العراق مع قرب الاحتفال بأعياد الميلاد

نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 07:43 م

بغداد/ وكالاتrn لعل الامر يبدو للناظر انه شبيه بصورة بطاقة عيد الميلاد.. الشبان والشابات داخل الكنيسة يزينون شجرة عيد الميلاد، بينما جوقة المنشدين تتدرب على ترانيم عيد الميلاد، وباللهجة العراقية ينشدون «فلتسترح قلوبكم، يا ايها الجمهور».
ونشرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية امس الاحد مقالا لمراسلتها في بغداد أليس فوردهام تقول فيه: انه مشهد كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وفي خارجها مشهد آخر اصبح مألوفا من الاسلاك الشائكة والحرس المسلحين. غير ان خلف تلك الزينة والترانيم يتنامى الخوف من ان الجالية المسيحية في العراق تتعرض للتهديد بالانقراض. فيما تزيد نسبة المسيحيين الذين يغادرون العراق اكثر من نسبة اي فئة عراقية اخرى. وكان مئة من زعماء المسيحيين والسياسيين من مختلف الديانات قد عقدوا الاسبوع الماضي اجتماعا طارئا قبل انطلاق موجة العنف الاخيرة في مدينة الموصل الشمالية، حيث تعرضت الكنائس والمدارس المسيحية للهجمات. وقد قتل طفل و40 شخصا بينهم اطفال مدارس في ثلاثة تفجيرات متتالية. وقبل يومين قتل رجل مسيحي بطلق ناري اثناء توجهه الى مكان عمله. يقول فادي (26 سنة) وهو عامل كهرباء من الموصل طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي انه «امر مؤلم. ومعظم المسيحيبن يفضلون البقاء في مساكنهم، او يلتزمون الحرص اذا هم خرجوا منها». ففي اواخر عام 2008 خلفت عمليات الاعتداء على المسيحيين في الموصل 40 قتيلا فيما فر 12 ألفا من منازلهم. وتناول فادي في حديثه مجموعة من الهجمات الاخيرة الاضيق نطاقا ضد مسيحيين مشيرا الى مخاوفه من عودة العنف الى ذات المستوى مرة اخرى. وقد تعرض المسيحيون في كركوك، الى اعمال اختطاف في الاشهر الاخيرة، ومع تزايد العنف قبل العملية الانتخابية فإنهم يخشون من ارتفاع حدة الهجمات. ويقيم جورجيس ميتس، وهو من الاقلية اليزيدية، في قرية بارتيلا التي تقيم فيها اكثرية مسيحية قرب مدينة الموصل. وقد اشار الى انه بعد اسبوع من اعمال العنف لجأت الكثير من العائلات المسيحية الى بلدته. وقال «لا يمكنك العيش في الموصل. ففي كل يوم يتعرض مسيحيون للقتل». واعرب عن اعتقاده انه منذ العام 2003 غادر ثلاثة ارباع المسيحيين الموصل التي كانت على مدى التاريخ مركزا لممارسة العقيدة المسيحية للاشوريين الكلدانيين في العراق. وقال ايضا «القلة هم الذين يتوجهون الى الكنيسة الان. ولا بد للنساء من ارتداء الحجاب. ويقومون بارسال شخص في سيارة للتاكد مما اذا كان هناك شخص ما يتربص بهم خارج الكنيسة». وقال ويليام ورده، وهو مسيحي من دعاة حقوق الانسان في بغداد: ان المشكلة هي انه على الرغم من تحسن الاوضاع المدنية في العراق، فان مئات الالاف من المسيحيين فروا في ذروة اعمال العنف من مساكن اجدادهم في شمالي البلاد، التي اصبحت الان اكثر المناطق عرضة للهجمات. ولا يزال الباقون في بغداد التي كانت تعيش فيها جالية كبيرة قبل الحرب يتعرضون للهجمات ضدهم. فحي «الدورة»، الذي شهد اشتباكات طائفية كبيرة، كان يضم 4 آلاف عائلة مسيحية في عام 2003. ويكاد يكون معظمهم قد غادروا الحي بلا عودة. واوضح تقرير لهيئة «هيومان رايتس ووتش» نشر الشهر الماضي ان ثلثي المسيحيين وقد بلغ عددهم مليون نسمة في العراق في عام 2003 غادروا الان مساكنهم. ونصف هؤلاء غادر البلاد نهائيا. وفي كنيسة «سيدة النجاة» وقفت منال مطروب (30 سنة) لتشاهد شجرة عيد الميلاد عندما اضيئت انوارها وقد امتلأت نفسها بالسعادة. وقالت انها اوقات صعبة لكنها «جعلتنا على وجه التأكيد اكثر قوة». وقال الراهب الاب وسيم صبيح ان «للمسيحيين وضعاً خاصاً، فهم ليسوا ضعفاء ولكنهم يؤمنون بمقولة أحب جيرانك، وهو ما قد يفسره البعض بانه دليل ضعف. ونحن باعتبارنا نمثل الكنيسة، فاننا نرفض السلاح». الا ان هناك رجالا مسلحين على بوابات الكنيسة، ويضيف «لا يمكننا ان نعيد الذين غادروا، غير ان بامكاننا ان نحاول الابقاء على الذين لا يزالون هنا».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram